تزداد فرحتنا مع قدوم شهر رمضان من كل عام في القري والنجوع بمحافظات مصر المختلفة بعيدا عن ضوضاء القاهرة حيث تتزين الشوارع وتضاء أعمدة الكهرباء وتبدأ زيارات الأقارب والعزومات. لكن رمضان هذا العام جعلني أشعر بالضيق والألم لأن الكآبة والحزن وجدتهما هما المسيطران علي وجوه المواطنين في بعض الحواري والشوارع ليس لقدوم هذا الشهر الكريم مع درجة حرارة عالية ولكن لارتفاع أسعار السلع الغذائية وغير الغذائية لدرجة أن هناك بعض أصناف اللحوم وصلت إلي 90 جنيها بخلاف الأرز 7 جنيهات والجبن الرومي 60 جنيها والبامية 12 جنيها ولتر الزيت من 15 إلي 17 جنيها والزبدة المستوردة إلي 40 جنيها وكيلو اللبن 8.5 جنيه هذا بالإضافة للعدس الذي وصل إلي 15 جنيها والبسلة 10 جنيهات. ارتفاع أسعار هذه السلع أصاب المواطنين بالإحباط مما انعكس عليهم بالشعور بالضيق والحزن وخاصة أنهم كانوا يستغلون هذا الشهر في تبادل العزومات بين الأهل والأقارب والأصدقاء حيث اعتادوا إعداد الموائد والولائم المختلفة إلا أن بعض التجار الذين ينتظرون هذا الشهر ليس للتقرب إلي الخالق عز وجل بل لتحقيق أرباح كبيرة في فترة زمنية قصيرة مما يلقي بالمزيد من الأعباء علي كاهل الكثير من المواطنين في هذا الشهر الكريم. ارتفاع أسعار السلع المختلفة أصبحت ظاهرة عالية الضرر التي تعكس فيما يعرف في علم الاقتصاد بشراء "الهلع" وهي ظاهرة ليس لها علاقة بالعوامل الخارجية بل هي استجابة لرغبة داخلية نفسية لدي الإنسان يغذيها "الجوع - عدم الثقة من توفر الغذاء لدي الحاجة إليه" بالإضافة لجشع التجار من خلال زيادة الأسعار لتحقيق أرباح كبيرة في فترة زمنية قياسية وهو أمر لا يتماشي وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف فقط وإنما يتعارض مع الأخلاق المتعارف عليها اجتماعيا لاسيما وأن ديننا الحنيف يحضنا دائما علي عدم الاستغلال والغش والجشع لأن زيادة الأسعار وبالأخص أسعار المواد الغذائية الرئيسية لا يختلف عن الغش في بشاعته لما له من آثار ضارة ومرهقة للكثير من فئات المجتمع كل هذه الظروف توفر بيئة مواتية تماما لارتفاع الأسعار خلال هذا الشهر الكريم فهل لدي الحكومة بعض الحلول للقضاء علي هذه الظاهرة غير تنظيم المعارض وإطلاق المبادرات المختلفة مثل تشديد الرقابة وزيادة المعروض من السلع المختلفة في كل بقعة من بقاع الأرض في قري ونجوع المحافظات بدلا من وضعها في ميادين ومحطات مترو القاهرة الكبري حتي ينعم المواطنون بشهر رمضان الكريم وتستمر الولائم والموائد والعزومات وقضاء العبادات وصلوات التراويح دون التفكير في أمور الدنيا. وحتي ينعم أطفالنا برمضان جانا وحالو يا حالو.