احتفلت الإذاعة يوم الثلاثاء الماضي بعيدها الثاني والثمانين علي موجة البرنامج العام باللقاء هاتفياً علي الهواء مع بعض كبار الإذاعيين لاستعادة ذكرياتهم في العمل أمام الميكروفون. وكانت البداية منذ السابعة والنصف صباحاً في فترات متوالية علي مدار اليوم وأتحدث عن الفترة حتي العاشرة صباحاً. قدم هذه اللقاءات مجموعة من المذيعين المسئولين عن تنفيذ تلك الفترات. وكانت البداية مع رئيسين من رؤساء الإذاعة الذين لهم تاريخ إعلامي طويل ومشرف وهما الكبير فهمي عمر صاحب "مجلة الهواء" والتحليل الكروي لمباريات كرة القدم كل أسبوع. والشاعر الغنائي عمر بطيشة صاحب البرنامج الأشهر "شاهد علي العصر" والحوارات علي الهواء مع كبار الشخصيات المصرية. وقد روي كل منهما قصصاً لا ينسيانها من سنوات العمل ومواقف مازالت في الذاكرة. ثم تتابعت الفقرات بحلقة قديمة من برنامج "همسة عتاب" يشكو فيها أحد الدعاة من تدني مرتباتهم التي كانت تبلغ في ذلك الوقت 62 جنيهاً بينما خطيب الجمعة في المساجد كان يحصل علي أربعين جنيهاً أسبوعياً. وبعدها كان الحديث مع المذيع حازم طه وذكرياته مع فترات الهواء ونشرات الأخبار وبرنامجيه "اضبط لغتك" لتصحيح اللغة العربية ومعرفة معاني الكلمات. و"قطوف الأدب من كلام العرب" الذي ظل يكتبه ويقدمه خمس سنوات. ثم كان اللقاء مع الإذاعي مصطفي طعيمة الذي ارتبط المستمعون ببرامجه الدينية ومنها "مواقف من حياة الرسول" الذي كان يقدمه الإذاعي الراحل متولي درويش وإصرار مصطفي لبقاء صوت متولي وجزء من حلقة بصوت طعيمة. في حين من سبق مصطفي في تقديم مسابقة القرآن الكريم التي كان يقدمها متولي درويش في رمضان لأكثر من عشرين عاماً. كان قد مسح صوت متولي واستبدله بصوته ونسب المسابقة للإذاعة ونسي جهد الإذاعي الراحل في إعداد وتقديم المسابقة. ومع توالي اللقاءات مع مذيعي الهواء تم نسيان المذيع أحمد وهدان أحد الأصوات المعروفة للمستمع بالأداء المميز أثناء قراءته نشرات الأخبار أو تقديم برنامج "أخبار خفيفة" مع الإذاعية الراحلة جمالات الزيادي كأول مذيع شاركها في تقديمه فلم تلتق معه إحدي المذيعات علي الهواء مثل زميله حازم طه أو زميلته أمنية عزمي. وقد قدم وهدان علي مدار ست سنوات برنامج "أوائل الطلبة" بعد إعارة حازم طه لإذاعة عربية. فكانت حلقات متميزة مسجلة من شتي المحافظات مع أوائل المدارس الثانوية. ولأني كنت ممن أصحاب أسرة البرنامج للتغطية الصحفية. فإني كنت أعلم خفايا وكواليس الحلقات والجهد الذي يبذله وهدان في التسجيل ثم إذاعته أسبوعياً لإفادة طلاب الثانوية العامة بالإجابات النموذجية في شتي المواد الدراسية. ولذلك كان يجب تقدير عطاء هذا المذيع المتفرد بصوته المميز وأداءه الجاد الذي جعل إذاعة سلطنة عمان تستعين به في سنوات عديدة تالية. ولأن الإذاعة لا تستغني عن المستمعين. فقد أفردت لهم دقائق علي الهواء ليعبروا عن آرائهم أو شكاواتهم وما يتمنونه من الإذاعة في سنواتها القادمة. وحين حان موعد برنامج "ربات البيوت" الذي ابتكرته الإذاعية الكبيرة صفية المهندس. كان اللقاء مع ثلاث مذيعات كن قد تولين رئاسة برامج المرأة. وهن هدي العجيمي ونجوي الطوبي وأماني الصياد اللاتي تحدثن عن ذكرياتهن مع هذا البرنامج طوال سنوات وتغطية جميع الأنشطة والقضايا الخاصة بالمرأة مثل محو الأمية وتنظيم الأسرة وغيرها. إن الاحتفال بعيد الإذاعة علي مدار اليوم كان فرصة لتقدير المستمعين لعطاء الإذاعيين السابقين والحاليين. وان كان لم يكف لإذاعة الكثير من تراث الإذاعة الذي يحبه المستمعون.