وحدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اثناء مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب بعض الشروط الفلسطينية للمشاركة في المبادرة الفرنسية التي تنظم بعد غد ببايس ومن بينها أن يكون هدفها ¢تحقيق رؤية الدولتين علي أساس "حدود الرابع من يونيو احزيران" 1967 وعاصمة دولة فلسطينالقدسالشرقية لتعيش الدولتان جنبا إلي جنب بأمن واستقرار وسلام إذا أرادت إسرائيل أن تعيش بسلام.¢ پوأضاف ¢لا بد أن يخرج المؤتمر بمفهوم أن المفاوضات لها سقف زمني والتطبيق أيضا له سقف زمني وآلية لمتابعة المفاوضات.¢ وتسعي فرنسا الي بذل جهود مضنية لوضع قدم لها في حلبة الصراع العربي الإسرائيلي من خلال عقد المؤتمر الدولي للسلام وتتحدي الصعوبات والعقبات التي تحاول إفشال مساعي السلام وأولها إعلان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل رفضه لعقد المؤتمر لأكثر من مرة وقيامه بعقد صفقات سرية مع حلفائه في الغرب لحثهم علي عدم الحضور لانهم غير راغبين في وجود اطراف دولية ولا في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بإحلال السلام. پولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما مصير القضية الفلسطينية في ظل هذا التعنت الاسرائيلي ورفضهم للمبادرة؟وما هي أوراق الضغط العربية والفرنسية لإنجاح المؤتمر وهل المفاوضات الثنائية هي الحل لإنهاء آخر احتلال عسكري في العالم؟ وما سبل الوصول إلي اعادة تدويل القضية الفلسطينية. أكد جمال الشوبكي سفير فلسطين بالقاهرة أن المبادرة الفرنسية مستمرة سواء وافقت إسرائيل أم رفضتها لأن ما تقوم به فرنسا هوالدعوة إلي مؤتمر دولي للسلام بدون حضور طرفي النزاع وحضورهم سوف يأتي في مرحلة لاحقة. أضاف أن إسرائيل لا ترغب في إقامة السلام العادل الشامل علي أساس حل الدولتين فهي تنسف كل محاولة للسلام وتريد أن تبتلع الأرض والوطن وطمس الهوية العربية لهذا الشعب الذي ذاق ويلات الحروب في مواجهة آخر احتلال عسكري في العالم. قال إن مؤتمر السلام سوف يخرج بمعطيات ستكون لها أثر ايجابي في حل القضية الفلسطينية لأنه من المتوقع أن يشارك فيه عدد كبير من الدول كالرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي وروسيا ويمثل الجانب العربي المشاركين في المبادرة العربية وهي مصر والسعودية والأردن والمغرب وغيرها وحتي الآن وافقت 20 دولة علي دعوة فرنسا. أكد السفيرالفلسطيني أن فرنسا أعلنت انه في حالة عدم انصياع إسرائيل لقرارات المبادرة ستقوم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مما سيكون له أثر ايجابي علي جميع الدول الأوربية الأخري لتحذوا حذوها فضلا علي التقدم بمشروع لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وفق جدول زمني وتحمل الدول مسئولياتها الأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني وضروة محاسبة إسرائيل التي تحرج منظمة الأممالمتحدة. ويقول الشوبكي أن الموقف الأمريكي حتي الآن لم يتضح بعد مع العلم ان غالبية التصريحات الصادرة عن جون كيري وزير الخارجية الامريكي للرئيس محمود عباس أبومازن تؤكد مشاركته في مؤتمر السلام. وقال د. ايمن الركبي استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح ان ما اقترحه الرئيس عبد الفتاح السيسي من اجل احلال السلام والمساعي المصرية في غاية الاهمية وهي في اطار الرؤية العربية والمبادرة العربية وحرصه علي وحدة الصف الفلسطيني وفتح جيوب للمصالحة بدلا من حالة الانشقاق التي نعاني منها مما يضعف موقفنا وحرص مصر الدائم علي حل القضية الفلسطينية يعتبر دافعا كبيرا من اجل انجاح الاجتماع الدولي مشيرا الي انه كان من المتوقع هذه التصرفات غير الجادة من الجانب الاسرائيلي ومحاولتهم افشال المبادرات المقدمة واللجوء الي وسائل معروفة مسبقا بالحديث عن مفاوضات ثنائية بعيدا عن المجتمع الدولي كي لا يتم تنفيذ ما جاء فيها. وقال اننا لن نقبل بالتفاوض المباشر الا بعد ان يتم التدويل وبرعاية دولية ولن نعود الي هذا المربع مرة اخري بدون ضمانات وعلي الكيان الاسرائيلي ان يلتزم بالشرعية الدولية. وعن مدي استعداد الجانب الفلسطيني للموافقة علي ما طلبه الجانب الإسرائيل بأن تكون المفاوضات مباشرة وثنائية؟ أجاب السفير حازم أبوشنب القيادي البارز في حركة فتح باننا نرحب بأي قرارات أومبادرات لإنهاء الحقبة السوداء في مأساة الشعب الفلسطيني والتي تمتد إلي أكثر من 67 عاماً ولكن لنا تحفظات علي الغرب لأنه يري الانتهاكات المستمرة للشعب الفلسطيني ولم يفعل شيئاً وعندما تشتد عليه الازمات يبدأ في مداعبة مشاعر العرب والفلسطينيين ويطرح مبادرات لحل هذه القضيه وهذا لا يعطينا مصداقية لان علينا الاسترشاد بالتغييرات التي تحدث في المنطقة السياسية والجغرافيا ونريد ان تكون لنا موضع قدم. وقال ان عليهم ان يثبتوا جديتهم ويقدموا حلولا غير تقليدية وخارطة طريق واضحة المعالم من حيث المضمون والسقف الزمني وان تكون المبادرات تحت اطار قانوني يسمح بتنفيذه. اضاف ان الموقف الفرنسي دائما ما يسمعنا صوتا ايجابيا ولكننا نريد أن يتم ترجمه ذلك علي الأرض لصالح القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية ولا ينسي العرب تأييد الغرب لأمريكا وإسرائيل في جميع الحروب الماضية. اشار السفير حازم ابوشنب الي ان الغرب يتعامل مع القضية الفلسطينية في إطار المصلحة الغربية فهو الآن في أشد الحاجة لجميع الدول العربية لإبعاد التهديدات الامنية عن بلادهم الممثلة في الجماعات الارهابية ويحتاجون الي دعمهم فيتحدثون الأن عن المبادرات والقرارات لحل الصراع العربي الإسرائيلي ولذا فإن أكثر من 20 دولة حتي الآن لبت دعوة فرنسا لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية الذي يسبق الإعلان عن المبادرة الفرنسية للسلام. قال الدكتور أسامة شعث الخبير الفلسطيني في العلاقات الدولية ان اهم ما يميز المبادرة الفرنسية هو نجاحها في وقف السيطرة والهيمنة الامريكية علي عملية السلام في الشرق الاوسط طيلة ربع قرن من المفاوضات فضلا علي أنها ستعيد القضية الفلسطينية الي التدويل والي الاهتمام الدولي باعتبارها اساس وجوهر الصراع العربي الاسرائيلي. اضاف شعث ان هذا المؤتمر الدولي سيضع نقاطا رئيسية ترفع توصياته لمجلس الامن لاقرارها ومن المتوقع أن تتركز علي عدة محاور من أهمها اقرار مبدأ حل الدولتين كأساس لأي عملية سلام في المنطقة وتحديد مدة زمنية لانهاء الاحتلال لا تتجاوز السنتين وكذلك سوف تنطلق المفاوضات لرسم الحدود محددة بسقف زمني لايتعدي السنة مع وقف كامل للاستيطان. أكد د.شعث أن الرئيس ابومازن يسعي الي استصدار قرار من مجلس الامن مدعوما باتفاقيات جنيف التي تمنح الحق للدولة المعتدي عليها والمحتلة اراضيها بأن تطالب بالحماية الدولية لارضها وشعبها ومؤسساتها ومقدساتها وهذا حق يكفله القانون الدولي لنا باعتبارنا دولة سامية موقعة علي الاتفاقيات والمعاهدات الدولية. اشار الخبير الفلسطيني الي أن التحركات الدولية والدبلوماسية للرئيس أبومازن وجدواها في اقامة الدولة الفلسطينية سيسجلها التاريخ يوما ما بأن هذا التحول الدولي في السنوات الاخيرة لدعم الشعب الفلسطيني في حقوقه كان سببه الواضح حكمة وحنكة الرئيس أبومازن في ادارة الصراع.