أكد السفير احمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية ان قضايا الطفولة تشمل احد الاولويات علي اجندة الجامعة العربية. ايمانا منها بان تحقيق المستقبل الامن للامة مرهون بمدي تعزيز وحماية حقوق الطفولة , محذرا في الوقت ذاته من مخاطر اوضاع الطفولة في البلدان التي تعيش صراعات وازمات حادة مثل سوريا وليبيا واليمن فضلا عن الطفل الفلسطيني الذي يتعرض لكل صنوف القهر والعدوان المتواصل من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي. جاء ذلك خلال افتتاح اعمال المؤتمر الثالث للبرلمانيين العرب حول قضايا الطفولة. الذي انطلقت اعماله امس بمقر الجامعة العربية بمشاركة واسعة من البرلمانيين العرب وممثلي الجهات المعنية بالطفولة. ان الاطفال الذين ولدوا علي اراض ملتهبة هم اولي ضحايا الحرب والكوارث الانسانية وهم معرضون لكافة اشكال المخاطر والمعاناة مثل الاتجار بهن ونقلهن الي دول بصورة غير شرعية واشراكهم كمقاتلين في النزاعات المسلحة. واوضح بن حلي الي ان الصور المرعبة التي يبثها تنظيم داعش الارهابي عن حياة الطفولة البريئة تدمي القلوب وتحرك الضمائر لمدي ما وصلت اليه ماساة الاطفال في المنطقة العربية. كما ان العدد الاكبر منهم اصبحوا خارج المنظومة التعليمية. محذرا من خطورة تفاقم زيادة نسبة الامية التي تعاني منها عدد من الدول العربية الامر الذي يتطلب العمل علي ايجاد الحلول المساهمة في انقاذ هذه الطفولة المعذبة. واوضح پان الجامعة العربية حريصة علي النهوض باوضاع الطفولة العربية وتعمل حاليا علي اعداد اجندة التنمية للاستثمار في الطفولة في الوطن العربي 2015-2030 لتكون بمثابة الاجندة العربية للنهوض باوضاع الطفل في المنطقة العربية. كما تعمل علي اعداد النسخة الثالثة من التقرير العربي المقارن لمدي اعمال توصيات دراسة الامين العام للامم المتحدة لوقف العنف ضد الاطفال. ووضع رؤية عربية للخطوات المستقبلية لحماية الاطفال في المنطقة بالتعاون مع مكتب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة بشأن العنف ضد الاطفال. والمكتب الاقليمي لليونيسيف والذي يتضمن اولويات قضايا حقوق الاطفال في ضوء مجريات المرحلة الراهنة لواقع الطفل العربي. من جهته اكد احمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي اهمية تبادل الخبرات بين المجالس والبرلمانات العربية. في مجال وضع التشريعات والعمل علي إنفاذها. وقال ان پأهمية هذا المؤتمر. الذي تشارك فيه مجموعة متميزة من البرلمانيين العرب. والمنظمات العربية والجهات المختصة. والشخصيات البارزة في المجال الاجتماعي والتربوي وحقوق الطفل. من أجل الخروج بتشريعات وتوصيات ذات فعالية. تضمن لأطفالنا حقهم في طفولة سعيدة. ومستقبلي مزهر لما فيه خير امتنا العربية جمعاء. وقال رئيس البرلمان العربي إن البرلمان العربي الذي يمثل شعب 22 دولة عربية يؤمن ايمانا راسخا بأهمية قضايا الطفل وضرورة الاهتمام به ورعايته.حيث أن الأطفال هم مستقبل الأمة ورصيدها الاستراتيجي.وأطفال اليوم هم رجال الغد.. وهم المستقبل المشرق الذي نأمُله ونرجوه. هم ذُخر الأمة وقادة المستقبل في مختلف ميادين المعارف الإنسانية. وعليهم تبني نهضات وتزدهر حضارات. وهم الذين سوف يحملون مسئوليات الأمة. واوضح الجروان ان البرلمان العربي يحرص علي التأسيس لأجيال عربية أكثر وعيا وثقافةً وإيجابية. تجاه مجتمعها وأمتها. ويؤمن بأهمية الدور الأساسي للبرلمانات العربية في إرساء حقوق الأطفال في المنطقة العربية. ووضع تشريعات واعتماد القوانين المنُاصرة لحقوق الطفل وحمايته. وحقه في الحصول علي الاسم والجنسية. والرعاية الصحية. والتعليم. ورعاية المعوقين منهم والأيتام. كما ان له الحق في الحماية من الأفعال والممارسات الضارة مثل الانفصال عن الوالدين. والانخراط في الأعمال الحربية. والاستغلال التجاري أو الجنسي والاعتداء الجسدي والعقلي.. كما ان حق المشاركة هي حق من حقوق الطفل في الاستماع إليه في القرارات التي تؤثر في حياته. كما أن من واجب الأنظمة تأمين الحياة الكريمة السعيدة للأطفال من خلال إيجاد بيئة صالحة خالية من الأخلاقيات السلبية والمعاملات العنيفة والتمييز والتفرقة. واشار الجروان الي ان البرلمان العربي بادر من خلال لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب والطفل. بالعمل علي بحث سبل حماية حقوق الطفل العربي. ومراعاة مصالحه. وتسخير الجهود من خلال لجنة فرعية مختصة بالطفل.بهدف دعم قضايا الطفل العربي والاعداد لهذا المؤتمر.لان مسألة الطفل من أهم الموضوعات المطروحة التي ينبغي دراستها ومعالجتها معالجة دقيقة.لأنه يتناول شريحة عمرية واجتماعية هامة. وواسعة وأساسية ومهمة أيضًا في المجتمع العربي. وعليها يتوقف مستقبل الشعوب والبلدان والأوطان. وقال رئيس البرلمان العربي لقد غدا الاهتمام بثقافة الطفل عامة وتربية الطفل خاصة من أكثر القضايا إلحاحا في الآونة الأخيرة. باعتبار ذلك يعكس ارتقاءً حضاريًّا. فضلا عن ذلك من ارتباط بتوجهات الأمم نحو بلوغ غاية تشكيل المجتمع المدني المتحضر. ناهيك عما لتربية الطفل من ارتباطية بالتخطيط التنموي الشامل. باعتبار الطفل المقوم الإنساني وركيزة أساسية في أي تخطيط تنموي. وثقافة الطفل العربي علي وجه التحديد أصبح من الضروري التعاطي معها في إطار ما تفرضه المرحلة الحالية من تحديات. فثقافة الطفل لا تنفصل عن ثقافة مجتمعه. بل هي من صميمها. وأن الطريق إلي تنمية ثقافة الطفل تأتي عبر ما يغرس فيه من قيم» من حب الوطن والأهل. والفروسية والكرم والشجاعة. إلي غير ذلك من القيم التي يحترمها المجتمع. ويعمل علي غرسها في نفوس الصغار» كي يشبوا عليها. وتكون لهم دروسًا مستفادة في مستقبل الأيام. وشدد الجروان علي ان اهمية الاهتمام بثقافة الطفل والتي تأتي من خلال : وضع استراتيجية إعلامية وتربوية شاملة ومنسجمة. والتخطيط لتطبيقها من أجل الحد من مساوئ الإهمال. ومواجهة الغزو الثقافي والإعلامي. التي تحمل في طياتها عوامل مسخ حضارتنا وذاتيتنا كما ان تقوية الأرضية الصُّلبة في نفوس أطفالنا وشبابنا. وذلك بملء فراغ تكوينهم بأكثر ما يمكن من مبادئ ومعلومات عن هويتنا الخاصة وعن قيمنا. وبغرس الإيمان في نفوسهم بهذه القيم والأخلاق الفاضلة. والسهر علي أن يمارسوها في سلوكهم. وأيضًا بظهور الآباء والمربين والمسؤولين بمظاهر القدوة والمثل الصالح. كما يجب العمل علي توجيه الإعلام المستورد باختيار ما هو صالح منه. ونبذ أو مقاومة ما يكشفه ضرر تربوي أو أخلاقي» وأي شئ من شأنه أن يعبث بتلك الأرضية المحصنة. أو يخلق في نفوس اطفالنا اضطرابات نفسية أو خلقية. يمكن أن تنتج عنها عواقب وخيمة. واكد رئيس البرلمان العربي ان المتابع لحال اطفالنا لم يعد يخفي عليه الوضع الانساني المزري الذي يواجهونه في بعض الدول العربية التي تعاني احتلال او عدم استقرار او اعمال عنف كما في فلسطين والصومال والعراق واليمن وسوريا وليبيا من جراء استمرار الأزمات. وخطورة ما تؤول إليه أمورهم. في مخيمات اللجوء بعيدا عن مقاعد الدراسة. والاهمال الصحي. وفقدان الاب والام. أو أمواتا علي شواطئ اللجوء او بسبب التفجيرات والمعارك. او منخرطين في صراع نتيجة الاستغلال من الجماعات المتقاتلة او عبر تجنيدهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي. ليكونوا حطبا لهذه الصراعات. كما يضطر الاطفال في بعض الاحيان للعمل بسبب فقدان المعيل او بسبب الاستغلال اللا اخلاقي. لذا وجب العمل علي وضع معايير للدفاع عن هؤلاء الأطفال ضد الإهمال والإساءة التي يواجهونها بدرجات متفاوتة. والاعتبار الأهم هو المصلحة الفضلي للطفل. وتوفير الحماية القانونية والرعاية النفسية والاجتماعية لهم.كونهم يقعون في ظروف خارجة عن ارادتهم بحيث يتطلب من الجميع مساعدتهم في تجاوز تلك الظروف. واشار الي ان الأوضاع الصعبة لأطفالنا العرب في بعض الاقطار من وطننا العربي. وبالأخص في الفترة الأخيرة. لا تغفلنا عن نقاط مضيئة وساطعة. في وطننا العربي في مجال رعاية الطفل وحماية حقوقه وتعليمه وتوفير طفولة سعيدة له. وفي هذا السياق اشاد الجروان پبجهود بعض الدول العربية في هذا المجال. وما يقدمونه من مؤسسات وجمعيات وفعاليات تهتم برعاية الأطفال وتنشئتهم علي أعلي المعايير الدولية. وبمرجعية عربية أصيلة. تنمي فيهم انتماءهم لوطنهم وأمتهم العربية.