رحلات السفر والكتابة عنها. فنى قديم. بدأه الرحَّالة منذ مئات السنين. ومازالت الناس تكتب مقالاتها ¢حول العالم¢. في ثمانين يومًا. وفي عشرين شهرًا. أو ستين ليلة. وهكذا تتغيَّر الأسماء والعناوين. ولكن تبقي المسميات والمضامين. من هذا الباب. سأقرع الكِتَابة اليوم عن زيارتي لبولندا. ليس لأني زرتها. بل لأن بولندا تستحق أن يعرف عنها الناس الكثير من المعلومات. التي قد تساهم في تنمية الاستثمار. بين تلك البلاد البديعة وبلادنا العربية. كانت الرحلة شيّقة. مُمتعة. وقد سألني أحد البولنديين قائلاً: ¢هل تعرف بولندا¢؟ قُلت له: نعم أعرفها. بل إنَّ الجزء الشرقي من ¢لحم كتفي¢ من خيراتها. حيث كنتُ في طفولتي مُدمنًا علي حلوَي البقر. التي تُنتَج وتُصدَّر إلي العالم من خلال بولندا المتألقة. ¢وارسو¢ هي عاصمة تلك البلاد. وقد تصدَّرت نشرات الأخبار العالمية. حين عُقد فيها ¢حلف وارسو¢. وفي بولندا محرقة اليهود الشهيرة. كما أنَّ هذه البلاد متخمة بالمعاناةِ والحروب. فهي لم تخرج مِن ويلات هتلر. إلا لتقع في براثن البلشفيين. والعهد الشيوعي. الغاضب عليها بكل عنف. ومن الغريب أن ¢هتلر¢ أغرَي جنوده وجيشه بغزو بولندا. مستخدمًا ما يستخدمه ¢الدواعش¢ من خلال فكرة ¢الحور العين¢. حيث قال: ¢سنغزو بولندا. وستجدون فيها أجمل نساء العالم¢. في بولندا. زرتُ ¢قلب¢ الموسيقار البولندي العالمي ¢فريدريك شوبان¢. عازف البيانو الذي مات في فرنسا. وأوصي أن يُدفن ¢قلبه¢ في بولندا. وقد شرَّحوا جثته. وأخذوا ¢قلبه¢ ودفنوه في بولندا. بناءً علي طلبه. بينما جثّته بقيت متداخلة في أحشاء التراب الفرنسي. وأهل بولندا فخورين بهذا الموسيقار. حيث سمّوا أكبر المطارات باسمه. بل حتي خطوط المشاة في الطرقات. تجدها علي شكل أحرف بيانو. تكريمًا لموسيقارهم الكبير. إن بولندا بلدى بِكر وخصبة. وهي تزخر بالمنتوجات. مثل الحلويات والفواكه المجففة. والأجبان والألبان بكل أنواعها. بل حتَّي البقر هناك. يمتلك مواصفات من الجمال و¢الأبّهة¢ والكاريزما. التي لا تجدها في بَقر الدنيا كلها. في نهاية الناصية أقول: لو بحثنا عند الشيخ ¢جوجل¢ عن هذا البلد البِكر. ومنتوجاته ومشروعاته. قد نجد لديه بعض المعلومات. ولكن بعضها الآخر غير موجود إلا عند الشيخ ¢العرفج¢. فمثلا ستكتشف عند الشيخ ¢جوجل¢. أن شركة إعمار الإماراتية. تتّجه لبناء أكبر مشروع لها في العالم. وسيكون مقرّه في بولندا. نظرًا لسهولة الاستثمار. وتوفُّر الأيدي العاملة. والأمن المستتب. أما معلومات الشيخ ¢العرفج¢. فتُؤكِّد علي أهمية التوجُّه شطر بولندا للاستثمار. خاصَّة في المجال الزراعي. فالدَّارِس لشئون الزراعة. يعلم جيّدا أن الاستثمار الزراعي في بولندا -وخاصة عند زراعة القمح- سيُؤتي ثماره. حيثُ جودة الأراضي الخضراء. ووفرة الإنتاج. وتدنِّي التكلفة.