فاجأتنا الصين للأسف بخبر تنصح فيه الشركات الملاحية بأن تسلك سفنها التجارية ممر القطب الشمالي بحجة أنه يوفر الوقت والمال. ودللت علي ذلك بقولها: إن الرحلة من شنغهاي إلي ميناء هامبورج الألماني عبر هذا الممر شبه المائي أقصر 2800 ميل بحري عن الطريق المار عبر قناة السويس. ولأن الخبر مستفز إلا أن التوقيت الذي ساقت فيه هذا الخبر أزعجني.. مما دعاني للكتابة في هذا الموضوع لأسباب أهمها ما تتعرض له مصر من مؤامرات تحاك ضدها. ومن كوارث كسقوط أو خطف أو إسقاط طائرات أو تهديدات تأتينا من الجنوب حيث العمليات العسكرية التي تدور رحاها في اليمن ومحاولة الحاقدين علينا السيطرة علي باب المندب المؤدي إلي القناة وغيرها. صراحة تعامل المسئولين عندنا مع الخبر بعقلانية وبموضوعية وهذا أعجبني حيث قالوا إن هذا الممر موسمي أو مؤقت لأنه لا يستخدم إلا في أشهر الصيف. وأنه نشأ بفعل التغير المناخي في فصل الصيف حيث يذوب بعض الجليد بتلك المنطقة محدثاً مجري يتسع أو يضيق في بعض المناطق إلا أن أعماقه غير محسوبة مما يعرض السفن المارة للخطر. وقالوا أيضاً إن الطريق يستوعب السفن الصغيرة. وتحتاج السفن إلي كسارات ثلوج أحياناً لتسليك المجري المائي. ولا توجد أيضاً به علامات ملاحية تساهم في توفير خدمات الإرشاد وأرجع بعض الخبراء السبب الصيني إلي أنها وسيلة للضغط علي هيئة القناة لتخفيض رسوم العبور لأهم مرفق حيوي يدر علينا حوالي 5.5 مليار دولار سنوياً مرشحة للمزيد بعد الفرع الجديد للقناة لتسهيل الحركة ولاختصار مدة الانتظار. وعموماً أياً كانت الأسباب أو الدوافع إلا أنه علينا عمل حسابنا ولأي شيء. فقد علمتنا التجارب ذلك. مثل قناة البحرين بين البحر الميت والمتوسط والأحمر بإسرائيل خاصة عندما أوضح بعض الخبراء أن ممر الشؤم الشمالي ممكن أن يظهر تأثيره علي القناة خلال 50 عاماً. وهذا مربط الفرس رغم الاحتمالية التي قامت علي أساس استمرار التدهور البيئي وشدة الاحتباس الحراري مما يزيد من ذوبان المزيد من جبال الجليد بها وبالتالي ظهور ممر مائي ممهد كقناة السويس. كما أنه يمكن ترويج الفكرة الصينية الخبيثة. فيتم التدخل البشري بتعميق هذا الممر الثلجي بوسائل التسخين للقاع أو التفجير بها نكاية في مصر. أو كنوع من التهميش لأهمية القناة وبالتالي الضغط علينا لتخفيض الرسوم.. فما المطلوب؟. المطلوب دراسة متأنية عن هذا الممر الثلجي الذي قد يخيفنا المتربصون به. والتحركات حياله. والأهم هو سرعة تنفيذ مشروعات المنطقة الاقتصادية لجذب الخطوط الملاحية وإقامة المناطق اللوجستية لتجميع البضائع سواء شرق التفريعة أو علي جانبي القناة. وكذلك عدم تقرير أي زيادة للرسوم إلا بعد دراسة. مع تيسيرات وتخفيضات للشركات الأكثر استخداماً لقناتنا. وعموماً لست متخوفاً لأن القناة هدية إلهية لمصر صاحبة الموقع الاستراتيجي والمتميز بين الدول. كما أن مصر مصونة وفي رباط إلي يوم الدين بوعد من الله الذي توعد أيضاً بقصم ظهر من يحاول النيل منها. والتاريخ خير شاهد علي ذلك. .. وأخيراً: * ستظل قناة السويس باقية رغم كيد الكائدين. * وعلي المغرضين أن يحمدوا الله أن هداهم بهذا الطريق المختصر والآمن. * لقد أظهرت الصين نواياها السيئة تجاهنا. * هيئة سلامة الغذاء.. خطوة علي الطريق الصحيح. * وكذلك القمة التاريخية بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان. * ويكيليكس فضحت بالأسماء الدعم الأمريكي لمنظمات ونشطاء مصريين.. وبعدين! * برافو.. زيادة الجمارك علي السلع الاستفزازية.. وياريت نمنع ذلك. * وزير التنمية المحلية يطالب المحافظين بترك المكاتب والنزول إلي الأسواق.. مش لما تنزل انت الأول. * واسأله.. متي سيتم تعيين محافظ للقاهرة.! * مرت 68 عاماً علي ذكري اغتصاب فلسطين.. ومازال الانقسام بين حماس وفتح قائماً.