مع صديقة ابنتي جلست أحاول إقناعها بضرورة التفكير جدياً في الزواج وأطرح أفكاراً عشناها في زماننا.. عن قطار ممكن "يفوت" وضل رجل. ليلي بنت جميلة مثقفة.. مهندسة مركزها محترم وراتبها ايضا.. تتحدث بطلاقة ثلاث لغات فهل هو التميز الذي يدفعها للتأني البطيء. قلت لها يا ابنة الثانية والثلاثين لا يوجد رجل خال من العيوب. فلا تبحثي في عيوبه.. وتحري مميزاته واقبلي واحداً لتصبحي أماً. قبل أن يأتينا الجرسون بالعصير.. دخلت من الباب فتاة أقل ما توصف به أنها حلوة والأهم أنها مليئة بالحياة.. والأروع أن لها طلة تدفعك للاقتراب منها. في لحظة التفتت ليلي ناحيتها وقالت هل تعرفين ما حكايتها إنها زميلتي من أيام المدرسة.. ابنة أسرة طيبة تقدم لها شاب يمتلك كل المقومات.. وافق والدها وكانت هي سعيدة به.. وتمت الخطبة.. وبعد عام من تجهيزات شقة وموبيليا وفي يوم الفرح انتظرت العروسة وأسرتها والمعازيم العريس ولم يحضر. وكما الأفلام ذهب والد العروسة وعمها إلي بيته ظناً منهم أن مكروهاً أصابه. ففتح لهم الباب بالبيجامة وقال اعذروني ليست عندي الشجاعة لإكمال الزواج. حكت ليلي والدموع في عيونها فقد حضرت عودة الأب.. واعتذاره للمدعوين وحزن عيونه.. وكسرة قلب العروسة وخلعها للفستان الأبيض. دون ذنب جنت سوي عقدة نفسية أصيب بها شاب ونالت من بنت الناس. المطلقة.. الصغيرة وظلت صديقة ابنتي تحكي عن صديقات.. تزوجن ثم وصلن للطلاق.. ولو سمع أحد ما فعل الزوج لم يصدق نفسه. كيف يفعل رجل كل هذا بزوجه. وينكل بها متي رفضت استكمال الحياة بجواره. كيف تربي هذا الجيل من الشباب وهل كلهم علي نفس الشاكلة.. وماذا يضمن ألا أقع في واحد ممن لا يقدرون زوجه ولا يحترمونها ماذا لو حبسني في البيت ورفض نزولي للعمل. ولو أقسم ألا أزور أمي.. إن كان يشتم ويسب ويمد اليد. هل سأعيش حياتي حرباً باردة أو ساخنة. غريب ما تطور إليه أمر الزواج.. عرفته أمهاتنا في كنف الآباء.. مودة ورحمة.. وكانوا يتزوجون بغير سابق معرفة.. اختيارات الأهل. فهل السبب التعارف بالطبع لا. لقد تغيرت الأخلاق.. لم يعد أحد راضياً عن حياته. الزوجة تفتقر في زوجها لصفات الرجل.. والزوج دائم البحث عن أنثي. ربما أنها متي أجبرت علي المزاحمة في كل طابور.. توفير المال.. اللهاث وراء الأبناء. تسقط منها علامات أنوثة. أما الرجل الذي يحصل كل يوم علي المزيد.. هو غير مضطر لأن يكدح فهي تشارك.. لم يعد يتحمل المسئولية كاملة لأنها تعينه.. وكلما تقلص دوره نقصت شهامته والمروءة.. ومتي زادت هي في عطاءاتها.. لم تعد ترضي عن دوره. لا يكره الرجل في حياته قدر امرأة رفضته. ولا تكره المرأة في عمرها قدر رجل دفعها دفعاً إلي أن رفضه.