توفير القمح للاستهلاك المحلي.. دعم مستقبل الخبز البلدي.. قضية مهمة وصلت إلي منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لاستضافة مؤتمر بعنوان "الحفاظ علي مستقبل الخبز البلدي". كيف يمكن أن يساعد التعاون بين القطاعين العام والخاص المصريين في تحقيق الأمن الغذائي المستقبل .. لحل اللغز. كيف ان مصر أكبر منتج للقمح في افريقيا وأكبر مستورد للقمح في العالم . كما ناقش المشاركون الضرورة الملحة للاستثمار في تحديث البني التحتية بالقمح لخفض الهدر والتلف خصوصا ان التقديرات تشير إلي تفقد ما بين 10 - 20 بالمائة من إمداداتها الكلية من القمح بسبب عدم كفاءة البنية التحتية. قال جيلز ميتيال مدير قسم الاستثمار الزراعي بالبنك الأوروبي ان تطوير البنية التحتية اللوجستية وبنية التخزين نقطة حاسمة في تحسين فعالية الواردات في قطاع الحبوب ويمكن تحقيقها من خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص إذا وجدت الإرادة القوية باتجاه سوق أكثر تحرراً لدعم الاستثمارات الخاصة والتنافسية وعلاج تعقيدات إجراءات طرح المناقصات وشروط ومتطلبات التفتيش الصحي التي تزيد كلفة استيراد الحبوب. قال ديمتري بريخودكو الخبير الاقتصادي في مركز الاستثمار التابع للفاو ان تسهيل إجراءات المناقصات وزيادة الشفافية بشكل كبير والتشاور في تطبيق إجراءات الصحة النباتية بما يتوافق مع الممارسات العالمية سيسهم بشكل كبير في فعالية سلسلة إمداد الحبوب وقد يؤدي في نهاية المطاف إلي توفيرات كبيرة بالنسبة للمستهلكين. قال انه من خلال تحسين شفافية سوق الحبوب يشجع علي الاستثمار ويخفض المخاطر التجارية وكلفة التمويل بدوره. قال عبدالسلام ولد أحمد مساعد مدير عام الفاو ان مصر تدرك أهمية القمح كمادة غذائية استراتيجية كما ان الفاو تقوم بدورها في تقديم الخبرات الفنية لخفض الهدر والتلف في سلسلة القيمة وتقديم أساليب جديدة لتوفير المياه في الري. أضاف ولد أحمد: لقد كانت مصر تاريخيا صومعة قمح العالم ومشروع المليون ونصف مليون فدان الطموح من شأنه أن يؤدي إلي تحسين الأوضاع. لكن إقامة حوار مفتوح بين القطاع الخاص والقطاع العام أمر أساسي لحماية مصر من أية صدمات يمكن أن تتعرض لها الأسواق أو أي نقص في القمح. ان مصر أكبر مستورد للقمح في العالم وهذا الأمر لن يتغير في المستقبل القريب نظراً إلي محدودية الموارد المائية والأراضي الصالحة للزراعة. لذلك فإن القيام بعمل فعلي لتحسين الأمن الغذائي وإمدادات الحبوب أمر حيوي ويستطيع القطاع الخاص المساعدة علي تحسين استدامة واردات الحبوب إلي البلاد من خلال المساهمة بخبراته وموارده المالية. يسهم مشروع إطلاق الحوار بين القطاعين العام والخاص في قطاع الحبوب المشترك لمنظمة الفاو البنك الأوروبي في تحقيق أهداف الفاو الاستراتيجية لدعم قيام شبكة فعالة للإنتاج والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال المساعدة في القضاء علي الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.