من التعبيرات المؤسفة التي يستخدمها بعض الإعلاميين ما يسمي ب"تسخين الحلقة" بمعني تناول الحدث بطريقة غير تقليدية بعيدة عن الفتور وبأسلوب ساخن يجذب المشاهد. هكذا فعل الزملاء في إحدي حلقات برنامج "أنا مصر" والتي تناولت عرض مهرجان "كان السينمائي" للفيلم المصري "اشتباك" للمخرج الشاب محمد دياب في افتتاح برنامج "نظرة خاصة" وهو واحد من الأحداث الكبري في تاريخ السينما المصرية لا يحتاج إلي "تسخين" فالحدث نفسه "ساخن جداً"! ولكن التسخين "الجاهل" قاد المسئولين عن البرنامج إلي ساحة القضاء. وقررت نقابة المهن السينمائية الدفاع عن أعضائها ورفعت دعوي قضائية ضد البرنامج بسبب الاساءة للمخرج محمد دياب. والتشكيك في ولائه للوطن وارتباطه بالجماعة الإرهابية. والتآمر ضد مصر مع "الأصدقاء" الفرنسيين!! وغير ذلك من التخريفات التي جاءت بالتقرير الذي أشادت به المذيعة للأسف. المشكلة في الإعلام تكمن في الجهل وعدم المهنية. والتنافس الوضيع. والجهل في عدم ادراك أهمية وصول فيلم مصري للعرض في افتتاح "نظرة خاصة" بمهرجان كان. رغم أنه كل سنة أثناء مهرجان "كان" تنصب البرامج مناحة لأنه لا يوجد فيلم مصري في "كان". وعندما يصل الفيلم المصري إلي هناك نشكك في وطنية المخرج والمنتج والممثلين! أما أكبر دليل علي عدم المهنية أن البرنامج لم يكلف نفسه بالاتصال تليفونياً بأحد من النقاد المصريين الذين شاهدوا الفيلم في "كان". ويجري معه حواراً قصيراً حول الفيلم لينقل للمشاهد جزءاً من الحقيقة الي أن يتم عرض الفيلم في مصر. ولا أقول الاتصال التليفوني بالمخرج محمد دياب نفسه لا سمح الله لأنه من المصريين الأعداء الذين نجحوا وأثبتوا وجودهم ووصلوا بفيلمهم الي العالم.. كيف يتحدث التليفزيون المصري معه وينقل آراءه الشريرة الي جمهور المشاهدين؟! وأخيراً نأتي إلي التنافس وهو الشيء الطبيعي في حياة البشر. لكن الإنسان ينافس من هم في مجاله ولديهم نفس الخبرة. فالذي يقوم بإعداد برنامج تليفزيوني ينافس زملاءه معدي برامج التليفزيون في المحطات المنافسة ومن غير المنطقي أن يضع الإنسان نفسه في منافسة مع كل الناجحين في مجالات أخري!!