رغم قرب صدور قانون الصحافة والاعلام.. إلا ان الأيام اثبتت ضرورة وجود وزير للاعلام.. القانون لا يغني عن وجود سلطة تنفيذية تدير اخطر أجهزة وصحف لها أكبر تأثير علي الرأي العام وفي غياب الرقابة التنفيذية المباشرة تجد ما يسمونه "التواصل" عن طريق النت وغيره يبث سموما وأكاذيب وتخريفات لا حد لها.. لها تأثير بالغ علي معنويات ضعاف النفوس. بداية الدستور لم ينص علي إلغاء منصب وزير الاعلام كل ما قاله الدستور ان الاعلام تشكل له لجنة عليا للاشراف عليه ولم يقل لجنة لتدير الاعلام وهذه اللجنة لن تلاحق الكوارث فيما يسمي "التواصل الاجتماعي" وايضا بعض القنوات بل وصل الأمر إلي الصحف. نحن في حرب حقيقية وليس ارهابا ولا مؤامرة.. حكاية الطائرة الأخيرة وما قبلها مثل الطائرة الروسية مثلا مما يؤكد ان الموضوع تخطي كلمة الارهاب!! اصبحت حربا خفية من جبناء تساندهم دول كبري. زمان قالوا: الحرب سلاح ورجال ومعلومات.. ثم قيل ان المعلومات والروح المعنوية أهم واخطر من السلاح والرجال.. لذلك كانت حرب المعلومات.. جهود المخابرات السرية وما تبثه وسائل الاعلام اهم واخطر وسائل الحرب. *** من قصص التاريخ ومادمتم تحبون القصص.. يقال ان نابليون لم يواصل انتصاراته المذهلة إلا عن طريق جاسوس اسمه "شولمستر" ولم ينهزم نابليون إلا في معركة وترلو بعد ان انكشف الجاسوس وتم اعدامه!! *** نعود إلي وزير الاعلام الذي تم الغاؤه من بين كذا وثلاثين وزارة أخري.. بلاش وزارة مستقلة للاعلام.. تعالوا مثل زمان نضم الاعلام إلي الثقافة.. عبدالمنعم الصاوي وعبدالقادر حاتم كانا وزيرين للثقافة والاعلام معا.. الآن زميلنا الكبير حلمي النمنم صحفي وكاتب وسياسي واعلامي أكثر من الاعلاميين.. لماذا لا تضم له وزارة الاعلام.. أم تريدون هذا التهريج والعبث واللعب بأعصاب شعب مرهق أصلا هل تريدون أن يستمر؟! وأنا لا اتحدث عن الفترة الطويلة التي يستغرقها صدور القانون رغم المحاولات الجارية الآن ثم الفترة الطويلة جدا التي سيستغرقها تشكيل اللجنتين المنصوص عليهما في القانون.. ثم الفترة التي ستمر قبل أول اجتماع للجنتين.. نحن في حرب مستمرة وفي حاجة لوزير الاعلام اليوم قبل الغد. ثم من قال ان اللجان الفنية لها قوة وفاعلية الوزارة التي تملك ما لا تملكه اية هيئة أخري.. ثم قولوا لي سببا واحدا لالغاء وزارة من بين هذا الرقم الرهيب لعدد الوزارات!! إذن لا أريد أي كلام عن تدني وهبوط مستوي اعلامنا وزيادة خسائره إلي أرقام مهولة رغم ان الاعلام بكل صوره هو خير ممول للخزانة العامة في كل دول العالم.. لا أريد ان اسمع أو اقرأ أي "نعي" لاعلامنا بعد ان كنا ملوك الفن والاعلام مادام الاعلام بلا وزير ولا ضابط ولا أي رقابة أو توجيه.. ولنا الله.