معجزات عظيمة.. انجازات عملاقة.. نجاحات باهرة.. نقلت الوطن من مواضع التخلف والتقهقر.. إلي مصاف التقدم والتألق.. ومع هذا يظل الاحساس بالفرح والفخر والاعتزاز مكبوتاً بعثرات وعوائق.. تبدد كل حلم.. وتطمس أي نجاح وتهدم أي بناء.. وتقف سداً منيعاً أمام الوصول إلي المصالح العليا. ما أروع الأيادي الصلبة الممتدة للحماية والذود عن أرض مصر الطاهرة.. وتدافع عن أمنها واستقرارها.. وما أعظم الأيادي المرتفعة للبناء والتشييد وإقامة الصروح العملاقة والمشروعات الحيوية.. لكن ما أسوأ الأيادي الخربة التي تعبث وتهدم وتفسد الفرحة.. وتحاول النيل من الأمان والاستقرار.. وتسعي للفوضي والتخريب وهدم الدولة..!! الفرحة لن تكتمل.. طالما هناك تجار جشعين. ورجال أعمال مستغلين.. يتاجرون بقوت الشعب. ويعطشون السوق من السلع الضرورية ويتلاعبون بأحاسيس الغلابة. ويتآمرون لتحقيق أكبر المكاسب حتي ولو عن طريق مص دماء البسطاء..! الاعتزاز لن يصل لذروته.. ما دام هناك ضمائر ميتة. وذمم فاسدة.. تضرب باللوائح والقوانين عرض الحائط.. وتغض الطرف عن المخالفات والتعديات.. وتشارك في التضحية بأرواح المواطنين.. وتنصر القطاعين علي المظلومين.. مقابل حفنة جنيهات.. تنزل في بطونهم ناراً..! الفخر ليس في أوجه.. لأن هناك نخبة فاسدة. واعلام مغرض. وطابوراً خامس.. جميعا يضمرون الشر.. ويبيعون الوهم. ويشوهون الحقائق. وينشرون الأكاذيب..ويجاهدون لزرع اليأس وبث الاحباط.. وتأليب المواطنين ضد الدولة والنظام..!! الأمان لم يتحقق بعد.. لأن هناك ثقافة الأنا والنرجسية تتحكم وتسيطر. في حين ثقافة الالتزام والاحترام في أجازة مفتوحة.. وأيضا لأن هناك اهمالاً وتسيباً في أداء الكثيرين من الموظفين والمديرين الذين يحرصون علي حقوقهم دون القيام بواجباتهم.. كما أن البشر والتفاؤل مازال مهتزاً طالما هناك محسوبية وواسطة تحسم الاختيار والترقية.. وهناك تفرقة في تطبيق القانون..!! لابد أن تكتمل المنظومة.. لكي تسرع عجلة الانتاج.. وتتضاعف الانجازات.. وتكسو البسمة الوجوه. وتغمر الفرحة القلوب.. فالبقاء والبناء والتقدم.. يجب أن يحميه قانون صارم.. ولوائح حاسمة ونظام دقيق منضبط.. يقف الجميع أمامه سواء.. يعاقب المتقاعسين ويكافيء المجدين.. يقضي علي الاستغلال والاحتكار.. يتخلص من المغرضين والمشككين والمرتشين.. ويعلي من قدر البنائيين والمعمرين والمساهمين في الحب الاصلاح والتنمية. إن البناء الوطني. والعمل القومي. والعطاء المثمر.. مثلما يحتاج إلي أياد طاهرة. وعقول مخلصة.. فإنه يستلزم في نفس الوقت التخلص من كل يد غادرة. وأي رأس مفسد. وكل نفس آمره بالسوء.. لكي يصل الوطن إلي الهدف المنشود. والغاية المرجوة.. "وطن النهضة والرفعة والعدالة والكرامة الانسانية"..!!