لعل وجود فلول الإرهاب العالمي في سيناء وانتشار العديد من الحرائق في بعض محافظات مصر واستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة والقضاء واسقاط الطائرتين الروسية والمصرية وارتفاع سعر صرف الدولار أمام الجنيه وارتفاع أسعار بعض السلع تعد نجاحات جزئية للقوي التي تستهدف النيل من مصر وشعبها في الآونة الأخيرة وهذا أمر قد يبدو منطقي في حسابات أجهزة الاستخبارات للدول المعادية. لكن الواقع يؤكد ان تلك الاحداث السفلية لم تتجاوز تأثيرها المحدود في دولة محورية بحجم مصر لأن جينات المصريين وموروثهم الثقافي المكتسب من عبق تاريخهم العريق يؤكد ولاءهم الشديد لتراب الوطن ومقدساته والدليل علي ذلك حجم الانجازات التي تحققت إلي الآن رغم كل العدائيات وعلي عكس ما تتوقعه تلك الأجهزة. فإنهاء مشروع قناة السويس في وقت قياسي وبتمويل ذاتي والبدء في العمل بمشروع الضبعة النووي وتحسين شبكتي الطرق والكهرباء والبدء الفعلي في زراعة مليون ونصف فدان ذلك اضافة إلي العمل الجاد علي تسليح الجيش المصري بأحدث التقنيات الحديثة برا وبحرا وجوا مع تحجيم الارهاب الداخلي والاقتراب من تطهير سيناء من العناصر الاثمة كل ذلك يعني ان المصريين مصرين علي المضي قدما للأمام لبناء دولتهم في اطار ما تستحقه. وتعد هذه الانجازات ضربات اجهاض للمخططات السفلية التي تسعي للنيل من مصر ولا شك ان سياسة القفز فوق الاحداث والتعامل المتزن مع القضايا الساخنة تعد من أفضل الرؤي في تلك المرحلة لأن الوقوف أمام الحواجز المصنطعة يعني التعثر وهذا يحسب لارادة المصريين وقيادتهم في تلك المرحلة الدقيقة. لذا فاللحظة الراهنة بمعطياتها تتطلب من مؤسسات الدولة بكافة أجهزتها سرعة تلبية نداء العمل الجاد وادراك خطورة اللحظة الراهنة ومعرفة حجم العدائيات والعمل في اطار من الفهم العميق لسياسة القفز فوق الاحداث مع العمل علي لم شمل المصريين من خلال تقليل تبعات الأعمال المعادية علي أمورهم الحياتية وذلك لسد كافة الثغرات التي يعمل صناع الشر علي ايجادها. أما إرادة المصريين في الثبات والتحدي لكافة نتائج تلك الاعمال فيعد علامة فارقة ويتضمن بالمقام الأول رسالة للعالم مفادها ان مصر تأخذ علي عاتقها مواجهة ترهات الارهاب الاسود الذي اخطأ المقصد وتعمل كحائط صد عن بلاد العالم. وعلي العالم الحر ان يستدعي القيم الاصيلة ويساند الحق بعيدا عن لعبة المصالح المتشابكة لأن صفحات التاريخ أصبحت ملوثة بدماء كثير من الأبرياء والتي ستؤرق حتما مضاجع الخونة وقبل ان تفقد الثقة في المؤسسات الدولية عليها ان تدرك دورها المنوط بها بعيدا عن التبعية والموالاة للقوي العالمية لأن موازين القوي لا تظل ثابتة وفي اتجاه واحد طوال الوقت ولتدرك ان الحق فوق القوة كما تثبت وقائع التاريخ.