بالأمس نشرت الصحف ووسائل الاعلام خبراً حول فوز مصر بجائزة المقصد السياحي الاكثر شهرة علي مستوي العالم في المعرض العالمي للسفر الذي أقيم بمدينة شنغهاي الصينية مؤخراً. وقبلها بأسبوع تقريباً تم اختيار الاقصر عاصمة للسياحة لعام 2016 وهما حدثان مهمان بالفعل لكل مصري بل وعربي. ولكنني أري أنهما لم يضيفا جديداً فمصر أشهر وأهم مقصد سياحي في العالم ليس لكونها تضم ثلثي آثار العالم فحسب ولكن لأنها تتمتع بجو وموقع جغرافي متفرد وتملك من المقومات الثقافية والسياحية التي تؤهلها لتصدر المرتبة الأولي في عدد السائحين الوافدين إليها سنوياً من مختلف بلدان العالم. نعم مصر تملك من المقومات الثقافية والسياحية التي تجعلها في صدارة المقاصد السياحية العالمية. ولكنها تحتاج فقط إلي مجموعة من الضوابط والمعطيات التي أراها مهمة في طريق استعادة مصر مكانتها السياحية والثقافية علي المستويين العالمي والاقليمي وهذا بالطبع بعد عودة الأمن والأمان والاستقرار للشارع المصري وأهم هذه الضوابط يتمثل في قناعة المصريين أنفسهم بأنهم يستطيعون المنافسة وبقوة علي احتلال الصدارة بين الدولة الجاذبة للسائحين علي مستوي العالم ويغيرون بعضاً من سلوكهم الخاطيء في التعامل مع السائحين. نعم نستطيع المنافسة علي الصدارة إذا وفرنا شبكة للطرق المؤدية إلي المقاصد والمعالم السياحية والاثرية بشتي المحافظات وواجهنا الازمة المرورية بحسم وبعلم أيضا خاصة في القاهرة الكبري. فلا يعقل أن يقطع السائح الاوروبي المسافة بين أي دولة أوروبية وحتي مطار القاهرة في ثلاث أو أربع ساعات علي أقصي تقدير في حين يحتاج إلي نفس الوقت أو أكثر لكي يصل إلي منطقة الاهرامات أو القلعة!! نعم نستطيع المنافسة اذا شعرنا جميعا أن السائح جاء ضيفاً عزيزاًً علينا يجب أن نقدم له كافة الخدمات والتيسيرات بعيداً عن محاولات البعض لابتزازه أو تقليبه.. كما يقولون ويجب أن تختفي تماماً ظاهرة السعرين" في المقاصد السياحية وغيرها من المحلات والمتاجر التي يرتادها السائحون حيث يتم معاملة الاجانب بسعر والمصريين بسعر آخر وفي الغالب أقل فهذا الامر غير موجود في أي دولة في العالم إلا في مصر للأسف علاوة علي اهتمامنا بالنظافة. علي الجانب المقابل أسعدني كثيرا اختيار الأقصر عاصمة للسياحة لهذا العام خاصة في تلك الظروف الصعبة التي تمر بها السياحة في مصر بصفة عامة والأقصر علي وجه الخصوص لأنها محافظة سياحية وثقافية في المقام الأول وقليل من أهلها الذي يعمل في مجال آخر غير السياحة وفي نفس الوقت يتأثر كغيره بتراجع حركة السياحة. فهناك أقصريون باعوا أثاث منازلهم ومجوهرات نسائهم من أجل الانفاق وسداد الديون التي تراكمت عليهم طوال السنوات الخمس الماضية وآن لهم أن يخرجوا من هذه الأزمة التي طالت كثيرا وأتمني أن يكون اختيار الاقصر عاصمة للسياحة العالمية هذا العام بداية لانكشاح الغمة وأن يكون الموسم السياحي القادم والذي يبدأ في أكتوبر المقبل بداية قوية لعودة السائحين إلي مدينة طيبة التي تضم وحدها ثلث آثار العالم وأتمني أن تستغل مصر هذا الحدث والتسويق له جيداً وأنا متأكد أن المحافظ النشط والمتميز محمد بدر سيكون عند حسن الظن ويعيد أيام د. سمير فرج أول محافظ للأقصر وصاحب البصمة التي لا ينكرها إلا جاحد ومن هذا المنطلق أري أن الأقصر مؤهلة لتكون عاصمة للسياحة الابدية وليس لعام واحد فقط