مصر وجنوب السودان.. خطوات هامة نحو تعاون مثمر في مجال المياه    مش الأفضل في مصر.. إبراهيم سعيد يهاجم لاعب الزمالك زيزو    عاجل.. 16 شهيدا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    البابا تواضروس : التحدي الكبير لكل الأسر المصرية هو كيفية مواجهة الشر والانتصار عليه    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    الجرام يتجاوز ال3500 جنيه.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم في الصاغة بعد الارتفاع    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    شهداء بينهم أطفال في قصف للاحتلال على رفح    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    رضا عبد العال ينتقد جوزيه جوميز بعد خسارة الزمالك أمام سموحة    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ضبط طن دقيق وتحرير 61 محضرًا تموينيا لمحال ومخابز مخالفة بالإسماعيلية    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    فتحي عبدالوهاب يكشف عن إصابته في مسلسل «المداح»    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    أمير عزمي: خسارة الزمالك أمام سموحة تصيب اللاعبين بالإحباط.. وجوميز السبب    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    تصل ل9 أيام متواصلة.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر للقطاعين العام والخاص    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: تصنيف «فيتش» بشأن مصر له دور في تدفق الاستثمار    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    إنفوجراف.. نصائح مهمة من نقابة الأطباء البيطريين عند شراء وتناول الفسيخ والرنجة    أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منها    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    إصابة 10 أشخاص في غارة جوية روسية على خاركيف شرق أوكرانيا    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدين للحياة
يقدمها : فريد إبراهيم
نشر في الجمهورية يوم 13 - 05 - 2016

الإسلام عنصر أساسي في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تحدث وقائعها الآن.. تبادل المرشحان الديمقراطي والجمهوري الحديث حول هذا الموضوع كل بطريقته ومبادئه التي يؤمن بها.
أبرز ما نشرته الصحف ونقلته الفضائيات في هذا الخصوص ما قاله المرشح الجمهوري ترامب من أن الإسلام في امريكا مشكلة يجب التخلص منها.. وما صرح به زميله في ذات الحزب بن كارسون من أن عقيدة المسلمين تتعارض مع المبادئ الديمقراطية الامريكية.
وصف البيت الأبيض هذه التصريحات بأنها تتناقض مع القيم الأمريكية وتشكل تهديداً للأمن القومي.. قالت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي إن تصرف ترامب شنيع وأهوج.
في ذات الأجواء وبينما تدور هذه المعركة في أمريكا وتأخذ الإسلام وسيلة للعصود إلي البيت الأبيض سواء بالسلب أو الإيجاب تفاجئ بريطانيا العالم بحدث انتخابي مهم.. لأول مرة يتم انتخاب أحد المسلمين الباكستانين في منصب العمدة لأهم المدن البريطانية وهي العاصمة لندن.. الحدث ايضا آثار رياحاً وعواصف في الصحف البريطانية حول الإسلام ما بين الهجوم والترحيب والحذر لا لشئ إلا لأن الفائز في الانتخابات مسلم.
سألت علماء الأزهر لماذا صعد الإسلام علي السطح في ا لانتخابات الأمريكية ولماذا اهتم الاعلام البريطاني بالعمدة المسلم الجديد للندن؟ هل يمكن أن يشكل المسلمون رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه لكافة المرشحين.. ما مدي ثقل الصوت المسلم وكيف تخدم الدعوة الإسلامية المسلمين في هذه البلاد؟ ما واجب المنظمات الإسلامية في الداخل والخارج؟ وكيف يمكنم توحيد الصوت الإسلامي ليكون الأكثر تأثيراً في الانتخابات الأمريكية والأوروبية؟.
الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب يقول إن المشكلة أن مبادئ الإسلام غير واضحة عند عدد كبير من السياسيين والاقتصاديين سواء أكان ذلك في أمريكا أو أوروبا.. وهذه مسئولية خطيرة حيث يقع علي عاتقنا توضح هذه المبادئ وأولهها وأخطرها أن الإسلام لا يكره أحداً علي الدخول فيه.. والنصوص في ذلك كثيرة وهي تشدد علي أنه لا اكراه في الدين قد تبين الرشد في الغي.. فإذا كان الإسلام لا يرغم أحداً علي الدخول فيه فلماذا تخافون الإسلام؟ أن الدين الذي يعطي الحرية المطلقة لكل الناس في اتباعه أو عدم اتباعه لا يخشي أحد منه خاصة وأن هذه الدول تؤمن بالحرية والديمقراطية وتجعل حرية التعبير فيها في الصف الأمامي.. كما أن حرية العقيدة من أهم المبادئ التي تحرص عليها.. وهذا ايضا ما يؤكده الإسلام.
والسؤآل الذي لابد أن نسأله لأنفسنا هل ترامب أو غيره ممن يهاجمون الإسلام في امريكا يعلمون جيداً هذه الأمور؟ وهل الشعب الأمريكي نفسه أو الشعوب الأوروبية علي بينة كاملة بهذه الحقيقة الإسلامية القرآنية؟ علينا قبل أن نهاجم من يهاجمون الإسلام أن نتأكد مما أديناه للدعوة الإسلامية في هذه البلاد؟ ونحن لدينا علماء في كافة التخصصات في أوروبا وأمريكا والعالم كله.. يمكن أن يؤثروا تأثيراً إيجابيآً في مثل هذه الأجواء الانتخابية المهمة وأن يكون المسلمون رقماً مهماً يعمل له الجميع ألف حساب.
غير أننا لابد أن نتحدث بصراحة لنقول أن غيرنا يخططون وينسقون بل ويتحدون لمثل هذه الأحداث الجسام التي تؤثر في التاريخ وفي تشكيل أحداث المنطقة.. ولكننا نتكلم كثيراً دون أن نفعل شيئاً وهذا التصرف في حد ذاته يتعارض مع روح الإسلام.
المبادئ العظيمة
اضاف الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب إنه لا يوجد أحد نادي بمبادئ عظيمة دون أن يكون له أعداء ولذلك فنحن علي يقين علي أن الإسلام لابد أن يكون له أعداء كما أنه لابد أن يكون له أصدقاء ولكننا يمكن أن نحول الكثير من أعدائنا إلي اصدقاء إذا قدمنا الإسلام الصحيح القدوة.. إذا قدمنا الأخلاق الإسلامية الصحيحة.. لا الإسلام الداعشي الإرهابي الذي اساء للإسلام والمسلمين.
أشار الدكتور أسامة العبد إلي أن البعض يعتبر العداء للإسلام وسيلة للوصول إلي الحكم في هذه البلاد ولذا فإن علينا أن نأخذ هذه الأمور بحكمة بحيث لا نضع الجاليات الإسلامية هناك في حرج ولا نحملهم فوق طاقتهم.. ولابد أن نأخذ في اعتبارنا أن الصبر والحكمة لا يعني الانكسار وعلي علمائنا في هذه المناطق مسئولية كبيرة لتبليغ القيم الإسلامية الصحيحة في هذه البلاد.. والأزهر الشريف يتقدم الصفوف باعتباره القوة الناعمة التي تستطيع أن تجعل الإسلام سراجاً منيراً للحق والعدل والحرية كما أراده الله رب العالمين.
الدكتور محمود مزروعة أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر يقول إن من المفروض أن يكون المسلمين تأثير قوي في هذه الانتخابات يناسب أعدادهم ولكن الخلافات أحياناً تعصف بهذا التأثير وحان الوقت لنسيان هذه الخلافات والتوحد بعدما أصبح المسلمون هناك معرضين لما لا يحمد عقباه.
قال إن القادرين علي مثل هذه المسألة هم المسلمون من أصل أمريكي لأن هؤلاء هم العدد الأكبر.. وهم الذين ليس لديهم أي مشاكل مع المسلين في أي مذهب.
ذكر أن المشكلة أن المسلمين في البلاد المختلفة أنهم يحملون خلافاتهم الدينية والسياسية معهم ليصدروها من بلادهم إلي أوروبا وأمريكا فنجد الشيعة يخالفون السنة والصوفية يخالفون السلف.. وكما يحدث في الدول الإسلامية يحدث ايضا في الدول الأوروبية وأمريكا وهذه هي المشكلة.. أما المسلمون الأمريكان فعليهم قيادة هذه الجالية الإسلامية والعمل علي وحدتهم وتقديم الإسلام الصحيح الذي تدعو مبادئه إلي احترام حريات وعقائد الآخرين. وتفكيك اللوبي الذي يصدر للعالم الإسلاموفوبيا لتخويف العالم من الإسلام.
ذكر أن أكثر ما يخشي منه الأوروبيون هو اقامة دولة إسلامية في أوروبا أيا ما كان حجمها وعدد أفراد شعبها وقالوها بذلك صراحة في عدة مناسبات.. وهذا تعصب لأنك تكره الناس علي اتباع دين معين أنت الذي تختاره في الوقت الذي تدعو فيه لحرية العقيدة.
مسئولية الدعاه
قال إن هذه النقاط لابد أن يوضحها الدعاة إلي الشعوب الأوروبية والشعب الأمريكي.. لابد من التوضيح أن الإسلام لا يعادي أحداً أياما كانت اتجاهاته أو عقيدته.. ولكنه يعادي من اعتدي عليه فقط.
تساءل الدكتور مزروعة لماذا ينجح الآخرون في تنظيم أنفسم والتأثير علي التيارات السياسية والدينية في الدول الأوروبية وأمريكا ويفشل المسلمون في ذلك؟
ويجيب الدكتور مزروعة بأن الآخرين يدفنون خلافاتهم في سبيل المصلحة العامة ونحن ندفن المصلحة العامة من أجل الخلافات.. لذلك تبرز خلافتنا علي السطح وننسي أننا أمة الدعوة.. "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون".
أشار إلي أن اليهود لديهم خلافات في أصل عقيد الحكم ذاتها ومع ذلك يتغلبون عليها فبعضهم يعتبر الرسائل المقدمة 39 رسالة وآخرون يعتبرونها 49 وهي أهم الرسائل عند الشعب اليهودي وهذا خلاف في أصل العقيدة كأن تقول مثلاً إن القرآن فيه عشر سور زيادة يؤمن بها آخرون فهل يوجد لدينا مثل هذه الخلافات؟.
دين واحد
قال إننا جميعاً نتحدث عن دين واحد قرآن واحد ونبي واحد بل وأركان إسلامية واحدة كالشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج.. ولا يوجد مسلم في الدينا ينكر هذه الأركان.. والاختلافات في مسائل فقهية أو تاريخية ومع ذلك نجد أننا أكثر الأمم خلافاً علي كل شئ.
بل إن بعض العقائد اليهودية ويسمون أنفسهم الصديقين لا يؤمنون باليوم الآخر أو البعث أو الحساب ويقولون إن الله يحاسب الصالحين من اليهود بإطالة أعمارهم وكثرة أموالهم وإعطائهم السلطة.
أكد علي ضرورة أن تهتم الجاليات الإسلامية في أوروبا وأمريكا بالتركيز علي الوحدة وتقديم القدوة الصالحة والإسلام الصحيح لهذه الشعوب حتي لا يكونوا مضغة في أفواه المرشحين وأن يسعي الآخرون إلي كسبهم بدلاً من مهاجمتهم.
الدكتور محمد أبوليلة استاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر يقول إن ورقة المسلمين اليوم لا شك أنها رابحة لذلك تستخدمها المرشحون في أمريكا وأوروبا وذلك لوجود قلاقل وحروب في دول إسلامية كثيرة.. وايضا بسبب الهجرات القسرية المتصاعدة التي تسببت فيها هذه القلاقل.. ولكن المسلمين ايضا يقظون ولهم منظماتهم هناك وأعدادهم تتكاثر كل يوم ويشكلون كتلة انتخابية أكثر من اليهود غير أنهم لا يملكون المال اليهودي ولا الإعلام اليهودي.
آضاف أن المسلمين في أوروبا يعالجون هذه المسائل الآن قانونياً باقامة دعاوي ضد كل من يحرك الشارع ضد المسلمين باعتبار أن هذه دعاوي عنصرية.. وهي ستطال الجميع ذات يوم.
أكد الدكتور أبوليلة علي أن البعض يتفوه بعبارات للاستهلاك المحلي فقط دون أن نجد طريقها الحقيقي للتنفيذ لأن الحكم يتطلب سياسة اخري لا تعتمد علي مجرد الصراخ والكلام.
تحذيرات
قال أن أمريكا نفسها قائمة علي عنصريات مختلفة ولغات وعقائد مختلفة ولو كثرت الدعوة للعنصرية فسوف يفجر البلاد من الداخل.. لذلك حذرت جهات عديدة من هذه الدعوات التي تميز المجتمع علي اساس الدين. وقالت إن هذا اكبر حظر علي البلاد.
ولكن ليس معني ذلك ألاتكون لنا خطة وألا يكون لنا هدف بل يجب أن نهتم أكثر بالدعوة الدعاة مهنياً وخلقياً وعلمياً حتي نستطيع الرد علي كافه الأسئلة سواء لدي الشعب الأمريكي أو الشعوب الأوروبية.
العلماء يكشفون .. لماذا فشل تطوير الخطاب الديني..؟
الأزهر والأوقاف لا يحققان الهدف وحدهما.. وكل الجهات مسئولة
إعلام المجاملات والأغراض.. وراء انتشار أشباه الدعاة
عبدالعزيز السيد
لماذا تفشل كل محاولات تطوير الخطاب الديني ويعود الجميع من نقطة الصفر ويتبادلون الاتهامات كلما فاجأتنا أحداث تؤكد أننا مازلنا نعيش في الماضي؟
العلماء أكدوا أن معظم الجهات المنوط بها المسئولية تعمل من دون تعاون بل تتنافس لافشال بعضها البعض. كما أن البعض يتصور أن الأزهر والأوقاف والافتاء هم وحدهم المنوط بهم تحقيق هذا الهدف دون ادراك لدور المؤسسات الاخري خاصة الاعلام والثقافة.
الدكتور محمد سالم عاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر يقول: إن الخطاب الديني يحتاج إلي تطوير وباستمرار وإن كان ذلك يحتاج إلي سنوات طويلة وبرامج وآليات.. ولا شك أن الخطاب الديني تواجهه معوقات كثيرة رغم أن وزارة الأوقاف أنشأت العديد من مراكز التدريب وبها عدد كبير من الائمة والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية يقوم بإصدار العديد من الكتب من أجل خدمة تطوير الخطاب الديني ومنها كتاب حماية الكنائس في الإسلام ومفاهيم ينبغي أن تصحح وغيرها من الكتب.
وأوضح د.سالم عاصي أن تطوير الخطاب الديني علي الوجه الأكمل يحتاج إلي مشروع قومي وسنين طويلة كما يحتاج إلي تطوير المناهج الأزهرية الدينية وأن تكون آلية التطوير وفق متطلبات العصر.. كما أن تطوير مناهج العلوم الأزهرية ليس معناه الاختصار في عدد الصفحات وإن حدث ذلك فهذا خطأ كبير ويضر بالخطاب وإنما التطوير يحتاج إلي تطوير الأذهان والتكوين الثقافي والعلمي للقائمين علي الخطاب الديني وعلينا أن نبحث عن المجددين للخطاب وهم الأئمة القائمون علي العملية الدعوية بحيث تكون لديهم قناعة حقيقية ثم العلم بالآلية وهي كيفية التطوير نفسها وإلا فلا جدوي من الكلام الذي لا يعقبه فعل.
وقال د.سالم عاصي إننا نتكلم عن تجديد الخطاب الديني كسد خانة ولكن القضية أعمق من هذا لأن فيه مسئولية كبيرة تقع علي كاهل الاعلام والذي يقدم حديثاً مسيئاً عن الخطاب الديني من خلال تقديم أشخاص لا يعرفون عن الدين إلا القشور ولكنهم يستضيفون أشخاصاً من باب المجاملات وليس لديهم خطة واضحة المعالم في التلفزيون المصري.
واضاف د.عاصي أن تطوير الخطاب الديني يحتاج إلي خطة واضحة تتمثل في تضافر جهود وزارات الأوقاف والشباب والتربية والتعليم والتعليم العالي والثقافة علي أن تجتمع كل هذه المؤسسات العريقة مع الأزهر الشريف والأوقاف.. ومما يذكر أن الأوقاف تسير بخطي ثابتة وواضحة المعالم ولكنها لا تقدر وحدها ولكن لابد من التعاون بين كل المؤسسات المذكورة بالاضافة إلي الاعلام بكل أطيافه واشكاله.
وقال د.عاصي إننا بحاجة إلي عصر الخطاب العقلاني والوجداني العلمي. ولسنا في عصر الوعظ القصصي الماضي الذي لا يصلح لعصر العقل نحتاج إلي اقناع وإلي علم وجداني يمس قلوب الناس وعقولهم ولابد من اعداد خطة تشرف عليها الدولة.. ولكن المشكلة إن كل واحد يريد إرضاء رئيسه بالكلام لا بالفعل وهذا هراء لا يقدم ولا يؤخر.. كما أن هذا المشروع يحتاج إلي خطط كل فترة. والموضوع ليس قضية مؤتمرات فحسب ولكن العمل علي تنفيذ توصيات المؤتمرات بحق وليس اجتماع الناس وتفريغ كلامهم في ورق وكل واحد يروح لحاله.
وأشار د.عاصي إلي أن الأوقاف قد قامت بدور متميز في هذا المجال من خلال تصحيح المفاهيم بالنسبة للشباب عن قضايا الحاكمية والتكفير. والجهاد والجزية ولكنها خطوة علي الطريق الصحيح. وإن كانت الكتب لا تصل إلي كل مواطن وإنما الدعاة والعلماء لابد أن يكون لهم دور ولابد من تضافر الجهود بين كل الوزارات.
أما الدكتور عبدالفتاح إدريس الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: إنه في الواقع لا يوجد في أرض الواقع تجديد فعلي للخطاب الديني طلبه رئيس الدولة ونادي به حتي يومنا هذا. وكل الذي حدث من المخاطبين بتجديد الخطاب هو إظهار أنفسهم أمام وسائل الإعلام المختلفة للحديث عن انجازاتهم التي هي في النهاية "لا شيء".. وأصدق مثال علي هذا أن الأمور المتعلقة بالمعتقد والأخلاق والسلوك والمجتمع وصلت إلي مرحلة الإنهيار التام. فإذا نظرنا مثلاً إلي ما قام به الأزهر في هذا السياق من قيامه بدمج مجموعة من العلوم الدينية في منهج واحد يدرس في فصل أو في فصلين بدلاً مما كان يتبع في هذه العلوم من قبل من أنها كانت تدرس كل واحدة منها في منهج مستقل عن الآخر ويخصص لتدريسه عام كامل في المقابل نجد في وزارة التربية والتعليم إلغاء مادة الدين في مناهج الوزارة ليحل محلها مادة الأخلاق وهذا يجعل الدين أثراً بعد عين بما يدل علي أن رسالة الأزهر لا تؤدي دورها كاملاً. ويجب مواجهة الانحدار الشديد في مستوي الأمور العقائدية والسلوكية والعبادية في نفوس أفراد المجتمع وفي مؤسسات التعليم في مصر وبينها الأزهر الشريف.
وأضاف د.إدريس لابد من مواجهة ظاهرة الالحاد والكفر بالله والإذعان بالأفكار الضالة والانخراط في الجماعات المنحرفة بخطاب ديني يعي هذه الأمور فإذا لم يحدث ذلك فإن تجديد الخطاب الديني يكون مجرد كلمة لا أساس لها من الواقع ولم يتخذ حيالها أي خطوة تنفيذية في مجالات الدعوة المختلفة.
زيارة القبور.. ليست حراماً علي النساء
كتب جمال حمزة
يسأل القارئ أحمد عبدالحميد من شبرا الخيمة: قرأت في احدي المجلات الشهيرة التي تجنح إلي التشدد أنه لا يلزم الحجاج رجالاً ونساء زيارة قبر الرسول صلي الله عليه وسلم ولا البقيع بل يجرم شد الرحال إلي القبور مطلقاً ويحرم ذلك علي النساء ولو بلاشد الرحال لحديث لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد. مسجدي هذا. والمسجد الحرام . والمسجد الأقصي ولأنه صلي الله عليه وسلم لعن زائرات القبور ويكفي النساء أن تصلين في المسجد النبوي فهل هذا الكلام صحيح من الناحية الشرعية؟!!
يجيب عن هذا السؤال الشيخ إبراهيم من علماء الأزهر الشريف:
قال صلي الله عليه وسلم "هلك المتنطعون كررها ثلاثاً" أي المتشددون أخرجه مسلم . نعم زيارة قبر الحبيب صلي الله عليه وسلم ليست مفروضة في الحج أو العمرة ولكن من منا يستطيع أن يؤدي المناسك ولا يزور أطهر مخلوق عرفته البشرية قال صلي الله عليه وسلم"من حج فلم يزرني فقد جفاني" وحرمة شد الرحال إلي القبور مطلقاً هنا ليست في موضعها أي لا تنطبق علي زيارة قبر المصطفي صلي الله عليه وسلم لأن الحج في اللغة النسك وفي الاصطلاح قصد مكه لأداء مناسبك الحج فالنية انعقدت علي أداء ركن من أركان الحج لاسقاط الفريضة ولم تنعقد أساساً علي القبر وإن جازت الزيارة بعد الفراغ من الشعائر. بلا أدني شك وحديث لا تشد الرحال حجة عليكم وليس لكم حيث يحرص الحاج علي أداء الصلاة طوال اقامته في المسجد النبوي لانها بألف صلاة ويصلي في الروضة الشريفة ففي الحديث الشريف "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" وكذلك يزور البقيع وجبل أحد ومسجد قباء حيث صلاة ركعتين فيه تعدل عمرة فكيف خصصت الرحال هنا بقصد قبر الرسول وتركت نية الحج الأساسية التي جاء من أجلها ثم كل هذه الأعمال والأفعال التي تفعلها في المدينة هي تصور خيالي بعيد.. وأما تحريم زيارة القبور علي المرأة مطلقاً ومنها زيارة قبر النبي حيث قلتم يكفي النساء أن تصلين في المسجد النبوي فهذا شطط مبالغ فيه جداً وأدلة ذلك من الشرع هي ما أخرجه بن ماجه بسند صحيح "كنت قد نهيتكم عن عند زيارة القبور ألا فزوروها فإها تزهد في ا لدنيا وتذكر الآخرة" فقد أجمع المسلمون علي استحباب زيارة القبور وأوجبها للظاهرية غير أنهم قالوا: إن ذلك خاص الرجال دون النساء ولما رأي النبي صلي الله عليه وسلم. في خروجهن من مفاسد نهاهن عنها واستمر الإذن للرجال وقال آخرون إن النهي عن زيارتهن كان سابقاً للنهي العام عن زيارة القبور ثم جاء الإذن للرجال وبقي المنع مستمراً بالنسبة لهن لكن القرطبي فسر حديث لعن زوارات القبور الذي أخرجه الترمذي بحديث حسن صحيح أن الحرمة منصبة علي الكثرة أخذاً من التعبير بلفظ زوارات هي صيغة مبالغة. والمستنبط من أراء العلماء أن هناك من حرم عليهن مطلقاً الذهاب للمقابر سواء أكان هناك فتنة أو مفسدة عند زيارتهن أم لا وهناك من قيد الحرمة فالتحريم لا يقع إلا إذا كانت هناك فتنة أو مفسده كأن تذهب المرأة متبرجة متعطرة أو بدون محرم خاصة الشباب أو إذا صاحبها شئ محرم كالعويل وغيرها فقد أخرج البخاري ومسلم "وليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوي الجاهلية" والذي نميل إليه من آراء العلماء أنها مباحة بل ومستحبة طالما خلت من الأمور المحرمة "السالفة الذكر وذلك لقوة أدلة الإباحة الأتية: لم ينكر النبي صلي الله عليه وسلم علي عائشة عندما ذهبت إلي البقيع وهو مقبرة المسلمين وعلمها ما تقول وهو "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون" أخرجه مسلم فالنبي صلي الله عليه وسلم لا يقر باطلاً. والدليل الثاني أنه مر علي امرأة تبكي عند القبر فأمرها بالتقوي والصبر ونهاها عن البكاء لأنه سمع منها ما يكره من نوحا وغيره ولم ينهها عن أصل الزيارة والقاعدة الفقهية تنص علي أن السكوت في معرض الحاجة لا يجوز. ودليل الاستحباب أن المرأة تدخل في عموم الإذن بالزيارة في قوله صلي الله عليه وسلم فزورها فلا تشمل الرجال فقط وهناك من قال بالكراهة ودليلها القياس علي اتباع الجنائز الذي ورد فيها حديث أم عطية نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا أخرجه البخاري ومسلم والله تعالي.أعلي وأعلم
بين الحرف والمعني
من أسرار العلاقة بين قوة الحرف وقوة المعني في الأسلوب القرآني ما جاء في الفعل "هز" حيث الذي يفيد الدفع.
فعندما أراد القرآن أن يكون الهز بلطف ورفق استخدام الحاء وهي من الحروف الضعيفة في فاء الفعل لو هز مثلما جاء في قوله تعالي وهزي إليك بجذر النخلة تساقط عليك رطباً جنياً".
أما عندما أراد الاشارة إلي أن الدفع عنيف فزلزل فجاء حرف الهمزة وهي من حروف القوة ومثال ذلك قوله تعالي: "ألم تر أنا أرسلنا الشياطين علي الكافرين تأزهم ازا" أي تدفعهم بعنف وقوة.
ماهر حمدان
موجه اللغة العربية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.