مرة اخري وليست أخيرة تتحول رواية من روايات الشباب إلي فيلم سينمائي يحقق أعلي الأيردات في شباك التذاكر. وشاهدنا قبل عامين فيلم "الفيل الأزرق" اخراج مروان حامد عن رواية أحمد مراد. والحق أن الجيل الجديد من شباب الطبقة الوسطي يعيشون هذا العصر بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال بالعالم من حولنا. رواية "هيبتا" للكاتب محمد صادق حققت انتشاراً كبيراً في أوساط الشباب وطبع منها اكثر من "40" طبعة استفاد الفيلم المأخوذ عنها من شهرتها. واحتفظ كاتب السيناريو وائل حمدي بأغلب احداثها وشخصياتها واسم "هيبتا" يعني رقم "7" باللغة الأغريقية. ويعبر عن مراحل الحب السبع التي يحددها المحاضر الاستاذ شكري "ماجد الكدواني" وهي: البداية واللقاء والعلاقة والادراك والحقيقة والقرار وأخيراً هيبتا. وبالطبع فان لا أحد من العشاق يكون علي وعي بذلك وهو يعيش مراحل الدخول في علاقة حب. ولكن المتخصصين في دراسة النفس البشرية فعلوا ذلك. المخرج هادي الباجوري نقل الرواية إلي شاشة السينما بحذر كأنه ينقل كاسات من الزجاج الرقيق. وهذا يعني إنه ليس لديه رؤية خاصة للرواية. بل تعامل معها مثل المنهج الدراسي المقرر علي الطلبة. وهو ما لم يحدث مع أعظم الأعمال الروائية مثل مسرحيات شكسبير التي تعرضت لتعديلات سينمائية كبيرة وكذلك روايات نجيب محفوظ عندما تحولت إلي أفلام وهكذا.. وهو ما فعله ايضا داود عبدالسيد مع رواية "مالك الحزين" لإبراهيم أصلان عندما حولها لفيلم "الكيت كات". يقدم الفيلم 4 قصص حب لثنائيات:"يوسف ورؤي" و"رامي وعلا" و"كريم ودينا" لكننا نكتشف في النهاية انها مراحل لقصة حب واحدة بين شاب وفتاة في 4 مراحل عمرية "الطفولة والمراهقة والشباب والنضج" في الرواية كان من المنطقي أن يرمز لكل شخصية بحرف "ألف وباء وجيم وهكذا" ولكن في الفيلم أعطي المخرج لكل مرحلة اسماً للولد وآخر للبنت. ولكن في نهاية الفيلم عاد إلي القول أن كل تلك الشخصيات تمثل قصة حب واحدة في حياة واحدة. طيب.. لماذا هذه المتاهة الدرامية أصلاً؟!. الحقيقة الساطعة أن القراء الشباب أحبوا الرواية. وجمهور السينما أحب الفيلم الذي حقق نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً.. إننا أمام جيل له ذوق خاص ويقبل علي سينما بمواصفات مختلفة عن الماضي.. وهذا ما يسعد كل سينمائي يحلم بمستقبل أفضل للسينما.