تعددت المدلولات التعريفية لمفهوم الدبلوماسية والسياسة. فبعضهم يراها الإدارة والنظم السياسية والعلاقات الدولية والسلطة السياسية والمواطنة. فالسياسة في معناها اللغوي وفي اللغة الإغريقية مثلاً: يرجع إلي المفردات بوليس polis وبوليتا politeia حيث تعني الأولي: البلدة أو المدينة أو المقاطعة أو الحاضرة التجمع السكاني. أما الثانية: وتعني شرف أو حق الإسهام في شئون الدولة. ترد كلمة سياسة في لغة العرب وبالتحديد في قاموس المنجد في اللغة والإعلام: بأن كلمة سياسة مشتقة من "ساس" فعندما نقول "ساس الدواب" أي قام عليها وراضها وساس. القوم: دبرهم وتولي أمرهم وساس الأمر أي قام به أو عليه واستصلاح الخلق بإرشادهم إلي الطريق المنجي في العاجل أو الآجل. وهي فن الحكم وإدارة أعمال الدولة الداخلية والخارجية. ويري ابن خلدون في مقدمته المشهورة أن السياسة إما تكون رديئة أو ظالمة إذا كانت تستخدم كوسيلة للظلم والاستبداد ولتحقيق المصلحة الخاصة علي حساب المصلحة العامة. إذا كانت أيضاً تستخدم كوسيلة للإصلاح والإرشاد من أجل معالجة الأمور الدنيوية التي تنفع العباد في الدنيا وتضمن لهم النجاة في الآخرة. وعبر أيضاً عن دور القائد وأسلوب سياسته في قيادة الرعية قائلاً: ورئيسهم محتاج إليهم غالباً للعصبية التي بها المدافعة فكان مضطرا إلي إحسان ملكتهم وترك مراغمتهم لئلا يختل عليه شأن عصبيته فيكون فيها هلاكه وهلاكهم. وسياسة الملك والسلطان تقتضي أن يكون السائس وازعاً بالقهر وإلا لم تستقم سياسته. أما المفكر السياسي اليوناني أرسطو فقد أشار إلي كلمة سياسة في أكثر من دلالة كالتنظيم. أو إدارة شئون المجتمعات البشرية وما يتطلبه من دستور وقوانين وسلطة عليا. إذ يذكر أن الإنسان لا يستطيع العيش منعزلاً عن غيره وفق العلاقات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية التي تحكم وتضبط بواسطة دولة المدينة أو الحاضرة "دولة المصلحة العامة". ويتباين علماء السياسة في العصور القديمة والمعاصرة لتحديد مفهوم واحد للسياسة والظاهرة السياسية. فيلاخظ عدم الاتفاق علي مفهوم موحد للظاهرة السياسية إلا أن هناك عدة اتجاهات يمكن تحديدها في: أولاً: الظاهرة السياسية هي ظاهرة الدولة. وعلمها هو علم الدولة. وتعتبر الدولة بذلك محور الفكر السياسي والسلوك السياسي. ثانياً: الظاهرة السياسية هي ظاهرة السلطة. وعلمها هو علم السلطة وتعتبر السلطة السياسية بذلك هي محور الفكر السياسي والسلوك السياسي.