المنيا باهي الروبي وسط غياب المسئولين وتضارب القرارات بين وزارتي التموين والزراعة تتفاقم مشاكل توريد محصول القمح بمحافظة المنيا.. تعالت احتجاجات المزارعين في كل مكان علي مستوي المحافظة من أقصي شمالها إلي جنوبها بعد توقف العمل في الشون الترابية تنفيذاً لتعليمات وزارة التموين وأصبح التوريد قاصراً علي 6 شون فقط علي مستوي المحافظة لا يمكنها بأي حال من الأحوال استيعاب أكثر من 200 ألف طن في حين يبلغ إنتاج المنيا أكثر من نصف مليون طن. وفي الوقت الذي وجهت فيه وزارة التموين اتهاماتها لوزارة الزراعة وبنك التنمية والائتمان الزراعي أنهما السبب في تفاقم الأزمة سنوياً بسبب التراخي في تبليط الشون الترابية وعدددها 42 شونة منتشرة بالمدن والقري. قالت وزارة الزراعة إن هذا مبرر غير منطقي ووجهت نفس الاتهام للتموين وحملتها أسباب الأزمة لإصرارها علي قصر التوريد علي 6 شون فقط علي مستوي المحافظة خاصة بعد أن توقف التوريد إلي شركة مطاحن مصر العليا بسوهاج بسبب نولون النقل. وامتدت طوابير السيارات أمام الشون لعدة كيلو مترات وأصبح التوريد من المستحيلات إلا بعد مرور عدة أيام.. وطالب المزارعون بسرعة تدخل المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء لحسم الخلاف بين التموين والزراعة وحث محافظ المنيا وأجهزته المختلفة علي حل هذه المشاكل التي تضر بالمزارعين وبالدولة لكون القمح محصولاً استراتيجياً.. وقالوا: للأسف نعاني سنوياً هذه المشكلة.. وهذا العام عانينا منذ بداية التوريد بسبب تحديد الاستلام بالبطاقة الزراعية. الأمر الذي ترتب عليه مشاكل كبيرة فهناك مساحات مزروعة قمحاً وغير موجودة بهذه البطاقات حتي أصدرت وزارة الزراعة قراراً في 25 أبريل بإلغاء الاستلام بالحيازة واستمراره طبقاً لكشوف الحصر التي يتم إعدادها بمعرفة مديريات الزراعة. أكدوا أن وزير التموين زار المنيا منذ أيام والتقينا به وشرحنا له كل أبعاد المشكلة وانتظرنا أن نجد حلولاً لها ولكن كل مسئول يلقي بالمسئولية علي الآخر دون مراعاة لظروف الفلاح والمزارع. د.محمود يوسف وكيل وزارة التموين قال إن التوريد في الشون الترابية له مخاطره التي يعرفها الجميع سواء بانتشار الحشرات والفئران أو إهدار كميات كبيرة منه وتعرضه للعوامل الجوية.. لذا فقد تم تحديد شون صالحة للتوريد وعددها 6 شون في سمالوط وأطسا وصفط الخمار وبرطباط وحورس بالعدوة وأبوقرقاص إلي جانب 4 صوامع للغلال في المتحدة وملوي ودماريس وأيضاً 5 هناجر بالرحمانية مغاغة وأطسا وملوي وجميعها مفتوحة لاستقبال المحصول. أشار إلي أنه كان من الضروري استعداد شون بنك التنمية للموسم فهم علي علم تماماً بالمشكلة من المواسم الماضية وكان يمكنها أن تنتهي من تبليط عدد كبير من الشون الترابية لمنع تكرار تلك الأزمة. من جانبه أوضح المهندس أحمد يوسف وكيل وزارة الزراعة أن الشون والصوامع المحددة من جانب التموين لا تستوعب أكثر من 205 آلاف طن من القمح في حين أن المنيا تنتج نصف مليون طن لأننا نزرع 235 فداناً من أراضي الائتمان والإصلاح وخارج الزمام واستطعنا حل مشكلة الحيازة الزراعية بعد أن صدرت قرارات وزارة الزراعة بأن يكون الاستلام طبقاً لكشوف الحصر حيث قامت المديرية وإداراتها المختلفة بإعداد كشوف الحصر للمساحات بالكامل واعتمادها وتسليمها للمزارعين للتوريد بها. أضاف: كنا قبل ذلك ننقل عن طريق الجمعية الحقلية كميات من المحصول إلي شون بشركة مطاحن مصر العليا في سوهاج ولكن هذا العام طلب أن يكون النقل إلي قنا علي أن تتحمل الجمعية نولون النقل من سوهاج إلي قنا.. والسؤال: كيف تتحمل الجمعية أجور النقل ومن أين لها أن تأتي بهذه الأجور؟! أوضح وكيل الوزارة أن الحل في السماح بالتوريد بالشون الترابية مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة بوضع كميات من الخيش علي الأرض وبين الرصات ونحن نقوم بمقاومة الفئران والحشرات ولابد أن يكون هناك قراراً سريعاً لحسم هذه المشاكل.