عندما قرر جمال عبدالناصر اعتبار يوم أول مايو "عيد العمال" واجازة رسمية في منتصف الخمسينيات أراد أن يرضي الجميع فقرر صرف نصف مرتب لكل موظفي الحكومة وحتي القطاع الخاص ايضا إعانة إضافية في نفس اليوم "أول مايو".. ولفترة طويلة ظل عيد العمال مرتبطاً في أذهان الشعب بما سموها "منحة العمال".. إلي أن جاء السادات إلي الحكم في السبعينيات وبدأ يفكر في التوفير وخفض مصروفات الخزانة من أجل الاستعداد للحرب.. وكان للسادات "شلة" أصدقاء قدامي من المثقفين والصحفيين بالذات.. وكانت الجلسات المسائية شبه يومية ما لم يكن السادات خارج القطر أو وراءه اجتماعات رسمية ومهام أخري.. وكان الرأي عدم المساس بهذه المنحة في بداية توليه.. وبعد عامين أو ثلاثة بدأ السادات يمهد لقراره.. فأعلن تأجيل المنحة لمنتصف الشهر فلما هاج العمال الحاضرون.. قال السادات: - أنتم مش عارفين حاجة.. الأسعار سيتم تخفيضها خلال الأسبوعين القادمين.. علشان كده أجلت المنحة لما بعد تخفيض كل الأسعار. صرف السادات المنحة في نصف الشهر كما وعد.. ثم نسي الناس في العام التالي ومن يومها.. حتي الآن. ہہہ - لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟! - لكي أحيي الشعب العظيم الذي لم يفكر في "نصف مرتب" ولا أي منحة.. قرر الشعب الوقوف مع وأمام وخلف قيادة آمن بها ويثق فيها ويسير وراءها وأمامها لبناء بلد جديد.. حاول الاعداء استغلال الظروف الصعبة التي تمر بها.. حاولوا استغلال الضريبة التي ندفعها من أموالنا ودمائنا وصبرنا وتدني الخدمات الحكومية المقدمة للشعب.. وكان الرد واضحاً.. الأعداء المحرضون هم وحدهم الذين طافوا بالميادين لم ينضم إليهم أحد قط.. وكان من رأيي أن نتركهم خيراً من تطبيق القانون عليهم.. كم كان بودي أن يعودوا من حيث أتوا دون أن يشعر بهم أحد.. وكان التدخل الأمني مفروض أن يحدث إذا حاول أحدهم أن يعتدي علي أي بناء أو أشخاصاً سواء كانت ابنية ملك الدولة أو أشخاص رسميين فقط أما القبض علي بعضهم فقد أعطاهم أهمية لا يستحقونها. ہہہ في نفس الوقت.. كما سبق أن قلت.. القيادة متفرغة للمشروعات الكبري التي نحن في أشد الحاجة إليها.. ولكن علي الحكومة أن تحاول أن تخفف عبء الحياة عن الناس فهذه مهمتها الأولي والأخيرة.. وهذا لن يحدث إلا بزيادة دخل الحكومة بلا قروض.. هناك مشروعات ضخمة تؤجل بلا داع لجلب مليارات بلا حساب بدلاً من محاولات صلح مع الذين نهبوا البلد ولا يريدون دفع أكثر من مليار واحد بعد أن سرقوا تريليونات!!.. ثم أين البرلمان.. لماذا لا تتم بحث الأمور المؤجلة العديدة من خلاله.. إلي متي يظل الشعب بلا علاج وبلا تعليم مع شظف العيش!! وعندنا مشروعات تدمر أكثر من ضعف الميزانية.. نريد استجوابات تحت القبة لبحث الموضوع!!