مفهوم التعددية هو مفهوم معاصر ومع ذلك فإن القراءة المتأنية للكتاب المقدس نجد هذا المفهوم عميقا فقصة الخلق تبدو أبعادها نموذجا للتعدية كما ان التنوع الذي يشكل الانسان والحيوان والنبات والمكان فيه بعدا أساسيا هاما لمفهوم التعددية كما ان الاعلان الالهي المتمثل عبر العهدين القديم والجديد عن تنوع الأساس اللاهوتي لهذا المفهوم. النظرة العميقة للعهد القديم تؤكد علي مفاهيم هامة متعلقة بقضية التعددية فالمساواة بين البشر هامة لاعادة التوازن بين البشر وايضا النبوات المتعددة التي هاجمت بشراسة الظلم والفقر الانفراد بالسلطة والمال والنفوذ تتمثل نقطة تحول هامة في التأثير علي المساواة والتعددية كما ان اختيار رجال ونساء من خارج الشعب للقيام بمهام مقدسة في العهد القديم تعطي بعدا جديدا للتعددية. وعلي صعيد العهد الجديد ومع بداية خدمة السيد المسيح كان الآخر المختلف حاضرا دائما في معجزة اقامة ابنة يايرس من الموت "مر 8:41- 42. 49-55" وكذلك شفاء المرأة الكنعانية "مت 15:22- 28" وكلاهما يعد غريبا يجب تحاشيه وربما تجاهله وتهميشه إلا ان السيد مد يد الرحمة للجميع. كما نري في العهد الجديد صراعا حول اتجاه بولس لخدمة الأمم مواجهة العادات والتقاليد والطقوس التي تعيق التعددية وقبول الآخر وهذه مباديء هامة في دراسة التعددية من خلال هذا الطرح الكتابي لمفهوم التعددية يمكننا الاعتقاد بأهمية التنوع مع ضرورة البحث من الأرضية المشتركة وكذلك قبول الاختلاف. في موت السيد وقيامته تمت ازالة حائط العداوة بين الشر لذا يقول الرسول بولس: "ولكن الآن في المسيح يسوع أنتم الذين كنتم قبلا بعيدين. صرتم قريبين بدم المسيح لأنه هو سلامنا الذي جعل الاثنين واحدا ونقض حائط السياج المتوسط أي العداوة مبطلا بجسده ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحدا جديدا صانعا سلاما ويصالح الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلا العداوة به فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدون والقريبين لأن به لنا كلينا قدوما في روح واحد إلي الآب فلستم إذا بعد غرباء ونزلاء بل رعية مع القدسين وأهل بيت الله" "أف 2:15" ومن منطلق روح القيامة نري ان التعددية تمثل أساسا مهما للعيش المشترك فالجذور الكتابية واللاهوتية تؤكد أهمية التعددية كأساس للبقاء والتنوع ولعل حياة السيد المسيح تمثل نموذجا لقبول الآخرين بل ان الجميع كان لهم مكانة في قلب رب المجد يسوع. الميلاد الثاني بقلم: نجيب سلامة عندما انتهي العالم إلي قرار صلب المسيح. قال المسيح لصالبيه: "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة.. الآن دينونة هذا العالم" لو 32:53. يو 12:31 فكانت هي الساعة الأخيرة في عمر العالم العتيق والإنسان الأول وبقيامته استعلن العالم الجديد بإنسانه الثاني الجديد عالم خلقه الله بيسوع المسيح ليكون الله فيه والمسيح هو نفسه ملكا عليه وإليه ينقل الإنسان الذي يلده بروحه مجددا كل من يعتمد ويؤمن باسم ابنه. ينقله الآب من الظلمة الأولي وسلطان الشيطان إلي ملكوته الأبدي ونوره العجيب "الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلي ملكوت ابن محبته" كو 1:.13 فإن كانت القيامة بالنسبة للمسيح هي أولا وبالضرورة قيامة من بين الأموات لأن الذي صعد هو الذي نزل أولا والذي قام هو الذي مات أولا فالقيامة بالنسبة لنا لابد ان تكون قيامة من بين الأموات ويتحتم لكي نقوم ان نموت أولا. ان القيامة التي قامها المسيح بكل مجدها وهباتها لم تأت من فراغ بل بدأت من قبر ومن ظلمة. من موت حقيقي من تسليم كلي للذات في يدي الآب من طاعة شجاعة مذعنة مريدة سارت بأقام الحب حتي الموت. موت الصليب. يستحيل أن نذوق القيامة ونحن لم نكمل واجبات الموت وطقوس الدفن الإرادي لأن الذي يريد أن يقوم مع المسيح يتحتم عليه أن يعتمد لموته ويدفن معه بإرادته حيا. يستحل أن ينقلنا الأب إلي نور ملكوت ابن محبته ونحن فينا شيء من الظلمة لا يمكن بل ويستحيل أن تعبر الخليقة العتيقة لتعيش في دائرة القيامة لأن القيامة روحية المولود من الجسد جسد هو وحسب الجسد يعيش ويفكر ويفرح ويحزن ويطمئن ويندم. أما حياة القيامة فهي بدء الميلاد الثاني وهي بالروح والمولود من الروح هو روح ومعيشته كلها هي بالروح وكل افراحه واحزانه واطمئنانه وندمه كلها تدور حول أمور الروح وهي بحسب الله يعملها حتي الأكل والشرب والنوم أو أي عمل آخر فالكل يعمله لمجد الله. أننا اليوم ونحن نعيش في أجواء القيامة المفرحة نشعر أن علينا جميعا واجب تجاه انفسنا وتجاه الوطن.. علينا أن نتكاتف جميعا بغض النظر عن أي شيء مضي حتي نستطيع معا أن نبني مصر الجديدة.. مصر الأمل وكما كان يتحدث عنها دائما قداسة البابا الراحل شنودة الثالث بأنها ليست وطن نعيش فيه إنما هي وطن يعيش فينا. باب الخلاص وطريق الخلود بقلم: ميشيل غبريال اخرستوسي آنستي.. المسيح قام اليثوس آنستي.. بالحقيقة قام تحية المسيحيين الجميلة في عيد القيامة.. تحمل بشري سارة بأن المسيح المصلوب.. الذي سمر معه علي الصليب كل ضعفات البشر وخطاياهم وذلاتهم علي الخشية التي تحولت من رمز للعار إلي معني لقوة الخلاص. هذا الصليب.. تحول إلي سيف لهيب النار المتقلب لحراسة الطريق المؤدي إلي ملكوت الله حتي لا يدخله أحد من الخليقة العتيقة الساقطة في الخطيئة. وجاءت القيامة لتفتح باب الخلاص الأبدي وبهجة الملكوت وخلود الحياة اللانهائية في احضان الشهداء والقديسين والأبرار ليرث الإنسان ملكوت السماوات. فلولا ثقل الصليب في طريق الجلجثة ما كان الخلود في السعادة الأبدية وأنوار الملكوت التي ينبثق قبس منه يوم سبت النور من القبر المقدس.. فلنمت مع المسيح صالبين سقطاتنا معه علي الخشية ونقم معه أيضا ممجدين.. لابسين حلة البر. غاسلين ثيابنا ومبيضينها في دم الخروف.