بعد تكرار خروج بعض المذيعين بالتليفزيون المصري عن النص من خلال برنامج ثوار لآخر مدي ودعوة المذيعة هبة عزالعرب بقناة القاهرة للتظاهر ومن قبلها عزة الحناوي التي وجهت انتقادات للرئيس السيسي من خلال تليفزيون الدولة ولم يكن العقاب بمقدار الجرم برغم الخروج عن الحيادية والمهنية وأمام هذه التجاوزات ومع تغيير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتولي صفاء حجازي رئاسته بدلاً من عصام الأمير نطرح التساؤل كيف يمكن ضبط التجاوزات في ظل وجود اعلام خاص يناقش وينتقد كيفما يشاء.. الجمهورية تفتح ملف الخروج عن النص في ماسبيرو والضوابط والحلول. يقول الدكتور حسن عماد مكاوي عميد اعلام جامعة مصر ان ماسبيرو اعلام الدولة وواجهتها ولابد ان يدار في اطار من القانون والضوابط المهنية من ناحية الأداء والبنية التنظيمية والحرية المسئولة فمن خلال عدد من الوقائع التي حدثت مؤخرا والخروج المتعمد عن المهنية استطيع أن أقول ان هذا الصرح الاعلامي يحتاج الي بنية تنظيمية لأن كل القوانين التي تحكم العمل به تحتاج إلي اعادة صياغة ووضع ضوابط ومعايير للثواب والعقاب وايضا نحتاج تشريعات جديدة فالموجود لا يتناسب مع المرحلة. كما ان غياب القوانين والتشريعات سبب أساسي في أن يفلت المخالفون من العقاب. وتأخر عملية اعادة التنظيم للاعلام المصري وهيكلته وخروج المجلس القومي للاعلام للنور وراء الفوضي الاعلامية التي نعيشها في ظل فهم خاطيء لمعني الحريات التي ارتفع سقفها بل أصبح لا سقف لها وغياب الوعي والضمير الاعلامي لدي العاملين في المهنة ومنهم كثر لا ينتمون لها وأصبحت عمل من لا عمل له. وأضاف ان هناك شيئا مدمرا للاعلام المصري وهو ابتعاد المذيع عن الحيادية وأصبح يفرض رأيه علي المشاهد وهذه العدوي انتقلت للتليفزيون المصري. كما وجدنا الاستسهال في اختيار الضيوف وأري أن غالبية الضيوف دون المستوي. وأشار إلي ان التركة ثقيلة وتحتاج لتحرك سريع من صفاء حجازي رئيس الاتحاد الحالي وفعلا كانت أولي الخطوات علي الطريق الصحيح بانشاء مجلس أمناء قادر علي التوجيه والعمل الاعلامي المنضبط لحين الانتهاء من التشريعات والقوانين المنظمة. كما ان وجود مجلس أمناء سيجعل هناك إدارة مؤسسية تبتعد بماسبيرو عن إدارة الفرد وليس من الحكمة ان يدار هذا الصرح الاعلامي الكبير من خلال مجموعة ولجنة مديري الادارات أو اللجان المشابهة وجميعهم ممن يعملون في اتحاد الاذاعة والتليفزيون ولهم مصالح في اطار العمل ويشرفون علي برامج اذن أين المهنية وكيف بهذا الاسلوب تدار العملية الاعلامية؟ ويقول الاعلامي ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار السابق إن لم تأخذ الدولة المبادرة في دعم تليفزيون الشعب فهي خاسرة فهذا الجهاز العتيق هو حائط الصد الأول عن قضايا الوطن الداخلية والخارجية ولست مقتنعاً بتعامل الدولة مع التليفزيون ولابد لها أن تقدم ما يثبت بالفعل أنها حريصة علي تقديم الدعم لقاطرة الإعلام المصري والعربي لكي تجني ثمار هذا الدعم في المستقبل الذي يحتاج الي مساندة قوية من إعلام الدولة لأن ما نشاهده من بعض الفضائيات الخاصة يعرقل مسيرة الوطن ولا يسمي إعلاماً علي الإطلاق بينما هذا الجهاز الرابض علي نيل القاهرة هو أفضل ما يتابع بدقة ومصداقية ما تنجزه الدولة من مشروعات ضخمة وهو أفضل من يساند قضايا الوطن الخارجية وهو طوق النجاة لكل فئات المجتمع فليس له مصلحة مع أي طرف ولا تحكمه الأهواء والمصالح الشخصية. ويقول اللواء طارق المهدي رئيس مجلس أمناء المنتدي المصري للاعلام ان معايير المهنية في العمل الاعلامي معروفة مثل المصداقية والدقة والموضوعية وعدم التحريض والحض علي الكراهية وكان هناك في داخل كل اعلامي ما يسمي الضمير الاعلامي الذي ينظم العملية الاعلامية.. ان الاعلام المصري بوجه عام واعلام الدولة بوجه خاص يتسم بالانفلات والخروج وان نسارع بخروج المجلس القومي للاعلام وقوانينه لمحاسبة كل من يخرج عن المهنية من خلال أسس وتشريعات منظمة. ولكن للأسف الشديد أصبح هذا الانفلات بوابة الشهرة والبحث عن دور لدخلاء المهنة فما حدث مؤخرا في ماسبيرو وخروج البعض عن النص سببه الرئيسي ان القوانين المنظمة للعمل داخل ماسبيرو عتيقة ولا تتناسب مع الوقت الذي نعيشه وفهم خاطيء للحرية وغياب مبدأ الثواب والعقاب وأصبح طريق الشهرة واحدا وهو انتقاد الرئيس والدولة وفي المقابل نجد مذيعي الفضائيات الخاصة حققوا شهرتهم ومكاسب مالية بالملايين من الهجوم علي الدولة وانتقاد الرئيس. ومن المفروض ألا تقوم مذيعة من مذيعات تليفزيون الدولة بالدعوة إلي مظاهرات مناهضة للدولة علي تليفزيون الدولة. ولا يجوز أيضاً ان تسجل كل برامج ماسبيرو وتعرض معلبة.