سؤال يلح ويفرض نفسه.. كلما اضطررت إلي الذهاب لأي فرع من فروع البنوك الكبيرة.. لماذا بعد استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة وأجهزة الاتصال والكمبيوتر.. يظل عملاء البنوك بعدة ساعات تصل في بعض الاحيان إلي 4 أو 5 ساعات من أجل انهاء أي عمليات مصرفية داخل هذه الفروع. ونحن نتحدث عن أهمية الوقت والإنتاج وتحسين الخدمات وتطويرها والاسلوب الراقي والمتحضر في التعامل مع المواطنين.. هل من المنطقي والطبيعي أن يضيع وقت العملاء في انتظار الحصول علي دور للوصول إلي الشباك المخصص لأنها خدمته.. قد يكون هذا مقبولا إلي حد ما.. إذا كان هناك ضغط وطلب غير عادي كما حدث مثلا عند إصدار الشهادات ذات الفائدة المرتفعة والتي وصلت لأول مرة إلي 12.5% وأدت إلي تزاحم المواطنين بأعداد كبيرة من وقت واحد.. خوفا من انخفاض الفائدة مرة أخري.. لأن الكل يبحث عن زيادة سعر الفائدة والحصول علي عائد مجز ليواجه به مشاكل ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات.. ولكن أن يستمر هذا الزحام يومياً وبصفة دائمة ليصبح هو الوضع الطبيعي ويضيع الوقت والساعات الطويلة داخل أروقة فروع البنوك من أجل شراء أو بيع شهادات الادخار أو أي تعاملات أخري تتم داخل البنوك. وأصبحت مهمة ثقيلة للعميل وهو مضطر للذهاب إلي البنك الذي يضع فيه أمواله ومدخراته.. والمسئولون لا يحاولون إيجاد وسائل وحلول لإنهاء ما يحتاج إليه العميل في دقائق معدودة.. لأن أي عملية تتم داخل البنوك لا تستغرق كل هذا الوقت.. ولكن الوقت يضيع فقط في الانتظار فإذا كان هناك تكدس أو زحام فمن الممكن الاستعانة بعدد أكبر من الموظفين أو إعادة توزيعهم بحيث يكون القسم الذي يشهد زحاما أكبر يتم زيادة عدد العاملين فيه لإنهاء الخدمة في أسرع وقت دون انتظار أو التوسع في إقامة فروع جديدة.. خاصة في المناطق التي يتزايد عدد المتعاملين فيها. وإذا قام المسئولون عن هذه البنوك بجولة داخل الفروع التابعة لهم.. سيستمعون إلي شكاوي العملاء ومعاناتهم من أجل إنهاء الخدمة التي جاءوا من أجلها.. ويحاولوا إيجاد الحلول المطلوبة حتي لا يستغرق الوقت الذي يحتاج إليه المواطن داخل أي فرع من فروع البنوك لعدة دقائق دون الانتظار في طوابير طويلة ليضع فيها يوما كاملا. يجب تسهيل كل هذه الأمور حتي لا يلجأ أصحاب الودائع والمدخرات سواء كانت كبيرة أو صغيرة إلي الشركات الوهمية التي تظهر كل فترة وتجمع أموال المواطنين بحجة استثمارها حيث يجد المواطن داخل هذه الشركات المرونة في التعامل إلي جانب السرعة. ما نطالب به لا يعد من الأمور الترفيهية التي تديراها المسئولون أنها ليست ضرورية.. ويعتقدون أنه لا يوجد ما يمنع العملاء من الانتظار حتي لو امتد الانتظار لعدة ساعات.. إلا أن هذه الأمور أصبحت غير مقبولة و.يجب البحث عن اجراءات من أجل السرعة من انجاز كل هذه الاجراءات.. اضاعة الوقت ليست بهذه السهولة