لا شك ان الارتفاع الجنوني وغير المسبوق للدولار خطر يهدد الاقتصاد ويضربه في مقتل ومعاناة جديدة تضاف إلي القائمة الطويلة لمعاناتنا ومشاكلنا الاقتصادية ولو استمر الحال علي هذا المنوال قد نفاجأ في المستقبل القريب بتغيير الدولار الواحد بمائة جنيه أو أكثر مثلما حدث لليرة التركية التي تعاملت بها اثناء زيارتي لها منتصف ثمانينيات القرن الماضي عندما استبدلت المائة دولار بعشرة آلاف ليرة احترت في كيفية وضعها في جيوبي. ولكن الحسنة الوحيدة هي أنك بهذا المبلغ يمكنك العيش في رغد شهريا فالمأكل رخيص جدا وكذلك الملبس ويمكنك بخمس ليرات ينأكل وجبة دسمة في أي مطعم بعكس حالنا في المحروسة. نفس المبلغ لايكفيك اسبوعا في الاكل فقط. وتلك هي مأساتنا وهنا نتساءل ما الذي فعلته الحكومة ازاء تلك المصيبة التي حطت علي رءوسنا؟ للأسف.. تعاملت الحكومة ببرود وهدوء أعصاب واكتفت بوعود بالتصدي وبتحجيم الدولار. والقت باللائمة علي الايادي الخفية التي تعبث بمقدرات البلاد في الخفاء. واغلقت بعض مكاتب الصرافة. وضخت بضعة مئات من الدولارات في الاسواق دون البحث عن الاسباب الحقيقية وكيفية انقاذ الجنيه الوديع من براثن الدولار المتوحش. وكيفية خروجنا من حقول الالغام التي قد تنفجر في وجوهنا اذا ما اقتربنا منها. والغريب رغم ذلك ترفض استخدام البند 18 من اتفاقية التجارة الحرة العالمية لحظر استيراد ما لا يلزم. وتراجعت امام سطوة وضغوط حفنة من المستوردين الذين أغلبهم للاسف لايستورد سوي حتالة البضائع وأردأها خاصة من الصين ويركزون علي التوافه كفوانيس وياميش رمضان والشماريخ والالعاب والموبايلات وغيرها من التوافه. وهذا سبب أزمة الدولار وارتفاعه امام الجنيه المسكين الذي ينادي البعض بتعويمه. ولو حدث ذلك لغرق وغرقنا معه.. لماذا؟ أقول لأننا للأسف لا ننتح ولانصنع حتي الابرة المفترض انها أدني الصناعات. ولو صنعنا شيئا فهو ملئ بالعيوب والشوائب بسبب انعدام الضمير وعدم الرقابة علي مصانع بير السلم لذا فشلنا في التصدير وموات ضمائرنا ضيع ما تبقي لنا من المصانع التي أقامها الزعيم عبدالناصر كالحديد والصلب والغزل والنسيج والمراجل والسيارات وغيرها مما دفعنا فيها "دم قلبنا" ولأننا اصبحنا كتنابلة السلطان ننتظر ما يجود به السلطان علي ستة ملايين موظف لايعمل الواحد منهم سوي نصف ساعة يوميا بحسب الاحصائيات ولو عمل لم يتقن عمله وكل "عينه علي الحوافز والبدلات" ودون تقديم خدمة للعملاء "وعينه" ايضا علي الأجازات والراحات والتي بلغت وفق الاحصائيات 130 يوما في السنة أي الثلث. مطلوب من الحكومة التقشف والتقليل من الانفاق وغلق الاستيراد بالضبة والمفتاح إلا للمعدات اللازمة للانتاج ومطلوب منا كشعب العمل بما يرضي الله وان نتقي الله في بلدنا الذي تحاك ضده المؤامرات.. اللهم بلغت اللهم فاشهد..! ** وأخيرا ً : * وقف الاستيراد سيجبرنا علي العمل والانتاج وسيخفض قيمة الدولار أمام الجنيه وهذا هو المراد. * هناك مئات السلع ممكن انتاجها محليا. * وياريت لاتصدر السلع الضرورية كالارز عشان أكل الغلابة. * أخيرا بدأت عمليات التعمير الفعلية لسيناء. * وياريت يشمل أيضا النوبة وحلايب وشلاتين. * هل زيادة الدعم بنسبة 10% تكفي لمواجهة الغلاء؟ مجرد سؤال * سعي فلسطين لاقامة دعاوي قضائية لإلغاء وثيقة وعد بلفور.. هل يفيد؟! * أكثر من نصف مخابز القطاع العام تم اغلاقها.. والضحية الغلبان. * ورغم علم رئيس الشركة العامة بذلك.. إلا أنه لم يتحرك.. ياتري "ليه"؟ * وهل يعلم رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية أو وزير التموين؟.. أشك.