زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأولي إلي مصر خلال الأيام القليلة القادمة تعد زيارة تاريخية مهمة في هذا التوقيت الاستثنائي بالذات حيث تحظي هذه الزيارة بكل اهتمام علي كافة المستويات الشعبية بالبلدين والاقليمية والدولية. وعلاقات مصر بالشقيقة المملكة العربية السعودية ذات طابع خاص ولها خصوصيتها ليس لدي المواطن المصري والسعودي فقط بل لدي كل العرب الذين يؤكدون دوما ان البلدين هما جناحا هذه الأمة وهذه العلاقة الوطيدة والحميمة قطعت الطريق أمام كل العابثين الذين حاولوا ان يعكروا صفو تلك العلاقة خلال السنوات الماضية ولكنهم فشلوا تماما لتبقي مصر والمملكة رمزا للمحبة والاخوة الصادقة وصمام الأمن والامان للمنطقة العربية. لقد شهدت الفترة الماضية اتصالات واجتماعات ولقاءات مكثفة ومتواصلة بين البلدين للتشاور حول تطورات الأحداث في المنطقة حيث تم تشكيل مجلس تنسيقي مصري سعودي بدأ أعماله علي الفور.. بلاشك ان هناك جهوداً بذلت شهدتها مكوكيات متبادلة بين البلدين علي أعلي مستوي ونجحتا سفارتا البلدين السعودية في القاهرة والمصرية بالرياض في ترتيب أوراق كثيرة مهدت لهذه الزيارة وتستغرق زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز 5 أيام وسوف تشهد التوقيع علي عدد من الاتفاقيات بين البلدين كما سيتم بحث العديد من الملفات المهمة في مقدمتها مكافحة الارهاب والأزمات السورية واليمنية والليبية إلي جانب العلاقات التركية والقطرية وأيضا الملف الايراني الذي يحظي باهتمام الزعيمين. واعتقد ان القمة التي سيعقدها الرئيس السيسي مع شقيقه الملك سلمان بن عبدالعزيز سترسم خريطة طريق مهمة للتحرك العربي اقليميا ودوليا لمرحلة قادمة تخاطب العالم العربي كله من خلال طرح رؤية استراتيجية مصرية سعودية نتخطي من خلالها الأزمات التي تضرب عالمنا العربي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. الرئيس السيسي أعلن أكثر من مرة أن أمن الخليج من أمن مصر وان هذه المسألة واضحة تماما في عقل الزعيمين العربيين الكبيرين فمصر بما تملكه من قوة ناعمة ومقومات اقتصادية مهمة تستطيع مع المملكة العربية السعودية ذات الثقل الاقتصادي الكبيران تبني شراكة اقتصادية متكاملة مع مصر خاصة وان السعودية حسبما أعلن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي انه يفكر في استراتيجية تأسيس صندوق بحجم 2 تريليون دولار في انطلاقة لما بعد النفط وهو تفكير مستقبل شاب يعمل للأجيال القادمة.. وهذا يعكس أهمية العلاقة والشراكة مع مصر والتي استطاعت في خلال أقل من 21 شهرا هي عمر رئاسة الرئيس السيسي حتي اللحظة أن تؤسس لمشاريع اقتصادية مهمة تقدر بحوالي 5 آلاف كيلومتر طرق جديدة وقناة سويس جديدة وشرق تفريعة اضافة إلي محور اقتصادي عالمي في قناة السويس يضع مصر ضمن استراتيجية 2030 واحدة من كبري اقتصاديات العالم والأكثر جذبا ومناخا للاستثمار فدعم المملكة العربية السعودية لمصر لم يتوقف طوال الفترة الماضية وآخرها ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل أيام عن دعم مصر ب 30 مليار ريال سعودي علي فترة 5 سنوات كما ان الاستثمارات السعودية تتصدر قائمة الاستثمارات العربية في مصر. آمال كثيرة ينتظرها المواطن المصري الذي يشكل 25% من عدد سكان العالم العربي والمواطن السعودي الذي يشكل الكتلة السكانية الأضخم في دول الخليج "الست" لبناء مرحلة جديدة ومحور اقتصادي بين آسيا العربية وافريقيا العربية.