تختتم اليوم بمدينة شرم الشيخ فعاليات المؤتمر الخامس لوزراء دفاع دول تجمع الساحل والصحراء. ومن المنتظر ان يتم في الجلسة الأولي مناقشة مشروع التقرير الوزاري ومشروع الاعلان الذي يتضمن البيان الختامي لأعمال المؤتمر الذي استمر علي مدار أربعة أيام. يتضمن اعلان شرم الشيخ الموافقة علي انشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب علي ان يكون مقره بالقاهرة اضافة إلي انشاء مجلس السلم والأمن الخاص بدول التجمع. كما سيتم أيضا من خلال اعلان شرم الشيخ اقرار آلية جديدة لتسوية المنازعات بين دول التجمع. كانت جلسات المؤتمر قد بدأت أمس بالجلسة الافتتاحية بحضور الفريق أول صدقي صبحي القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي حيث القي الأمين العام للمؤتمر إبراهيم ثاني افاني كلمة استعرض خلالها التحديات التي تواجه القارة السمراء بصفة عامة ودول التجمع بصفةخاصة وأعقبها كلمة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي. بدأت جلسات الأمس بالجلسة الأولي التي تم خلالها دراسة واعتماد مشروع جدول الأعمال وبرنامج العمل ثم مناقشة تقارير الخبراء من واقع مناقشات الأيام الأولي للمؤتمر. أعقب ذلك جلسة ثانية تم خلالها عرض وضع السلم والأمن في الساحل والصحراء الذي قدمته الأمانة العامة للمؤتمر. كانت اجتماعات الأمس قد انتهت باقرار تاريخ ومكان انعقاد الاجتماع السادس للوزراء أعقبه عشاء رسمي بحضور رؤساء الوفود. أكد الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي أن الاجتماع يأتي في لحظة هامة وفارقة بمسيرة التجمع لحظة تجعل من خيار الشراكة والتعاون الخيار الأجدي امام شعوبنا وحكوماتنا مؤكدا أن مصر تعتز وتفخر بالانتماء للقارة الأفريقية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما هو لروابط الهوية والعلاقات الأزلية وملحمة النضال المشتركة لشعوبنا ووحدة المصير والمستقبل الواحد في التنمية والأمن . مشيرا الي اننا في لحظة تتطلب التعاون والتنسيق والتكامل والعمل علي تطوير آليات العمل المشترك لتحقيق الامن والاستقرار بامتداد فضاء الساحل والصحراء كضمانة أساسية لإزالة كافة معوقات التنمية المستدامة التي هي الهدف الاستراتيجي الذي نسعي جميعا للوصول اليه تحقيقا لرفاهية وازدهار وتقدم شعوبنا ودولنا. وأعرب في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية الاولي للاجتماع عن إدانته الكاملة للاعمال الارهابية التي ضربت مؤخرا العديد من دول التجمع. الاعمال الارهابية الخسيسة التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل. وذلك نيابة عن حضور الاجتماع. كما بعث برسالة تعزية وتضامن مع اسر الضحايا الابرياء وطالب الحضور بالوقوف دقيقة حدادا علي ارواح شهداء الانسانية جميعا وارواح ضحايا الارهاب الغادر . ورحب القائد العام بالضيوف في وطنهم الثاني مصر وعلي ارض سيناء الحبيبة وفي مدينة شرم الشيخ رمز الأمن والسلام ممثلا لشعب مصر العظيم وقواته المسلحة الباسلة التي تعتز وتفخر بالانتماء للقارة الأفريقية ليس فقط لاعتبارات التاريخ والجغرافيا وإنما هو لروابط الهوية والعلاقات الأزلية وملحمة النضال المشتركة لشعوبنا ووحدة المصير والمستقبل الواحد في التنمية والأمن ففي الأمس القريب احتضنت شرم الشيخ مؤتمرا للتنمية بإفريقيا واليوم تحتضن اجتماعا لتعزيز الأمن. اعرب صبحي عن خالص التقدير لجمهورية تشاد الشقيقة بقيادة الرئيس إدريس ديبي للجهود التي تبذلها حكومة وشعبا من أجل إعادة تفعيل التجمع وتعزيز آلياته للتعاون في التنمية ومواجهة التحديات الأمنية في فضاء التجمع ودوله بما في ذلك عقد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول التجمع علي هامش الدورة الثامنة والعشرين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا في يناير 2016 . كما أعرب عن تقديره البالغ للأمانة الفنية لتجمع الساحل والصحراء علي التعاون الوثيق في الإعداد والتحضير لعقد هذا الاجتماع لتحقيق الاهداف المرجوة . قال القائد العام إن ما تشهده القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء تجمع الساحل والصحراء في السنوات الاخيرة من تطورات باتت تطرح العديد من التحديات والتهديدات التي تستهدف أمن أوطاننا وتعرقل خطط التنمية التي نصبو جميعا لتنفيذها مشيرا الي أنه لا جدال في ان الإرهاب والتطرف بات يشكل تهديدا قويا امتد بتداعياته لكافة بقاع العالم واستهدف بعملياته البغيضة المدنيين الأبرياء دون تفرقة أو استثناء لدولة أو منطقة أو اقليم وهو ما يؤكد علي حمية العمل المشترك الاقليمي والدولي لهزيمة هذه التنظيمات الارهابية التي تستمد أفكارها من منبع واحد. وأكد صبحي أن السنوات الأخيرة لم يصبح الارهاب والتطرف ظاهرة دخيلة علي القارة الإفريقية وبصفة خاصة فضاء الساحل والصحراء بعد أن صارت دول وشعوب المنطقة تعاني من حدة العمليات الارهابية وباتت مسرحا لأنشطة العديد من الجماعات الإرهابية يمتد من شمال وشرق القارة إلي غرب ووسط القارة مشيرا الي أن تعقيدات هذا التهديد مع ارتباطه بالصور الأخري للجريمة المنظمة عابرة الحدود مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والاختطاف والتي تشكل في مجموعها مصادر التمويل والتسليح للجماعات الإرهابية أيضا أصبحت العمليات في الفضاء الالكتروني عنصرا شديد الخطورة سواء في تنفيذ الجريمة المنظمة العابرة للحدود أو في تصاعد وانتشار الارهاب والتطرف بالترويج للأفكار المتطرفة والتجنيد والتدريب والتسليح والتغلب علي الإجراءات الامنية لتنفيذ العمليات. وأشار القائد العام الي أن مصر أدانت كافة العمليات الإرهابية التي استهدفت الدول الشقيقة والصديقة وأكدت حرصها علي التعاون ودعم كافة المبادرات والمشروعات الإقليمية والدولية التي تسعي لتعزيز الأمن والاستقرار والقضاء بصفة خاصة علي الإرهاب والتطرف مؤكدا أن ذلك يأتي من منطلق القناعة المصرية بضرورة تضافر وتكاتف كافة الجهود الاقليمية والدولية لتصب في استراتيجية واحدة تكون قادرة علي هزيمة الارهاب والتطرف والإدراك بأن النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب العمل من خلال مقاربة شاملة لا تستثني أياً من التنظيمات ولا تقتصر علي العمليات الأمنية والعسكرية وإنما تشمل أيضا نواحي التنمية البشرية والاجتماعية والأبعاد الفكرية والثقافية وتجديد الخطاب الديني . وأضاف صبحي ان الاجتماع يمثل فرصة تاريخية لاستعراض وتقييم الدراسات والوثائق الخاصة بتطوير العمل في الامانة العامة لتجمع الساحل والصحراء واجهزته خاصة المرتبطة بتعزيز الامن والاستقرار داخل فضاء التجمع ولاسيما ما يخص الوثيقة الاطارية لاستراتيجية التنمية والامن وكذا مقررات القمة الاستثنائية التي عقدت في ندجامينا في فبراير 2013 وفي مقدمتها انشاء وتفعيل مجلس السلم والامن وآلية منع وتسوية المنازعات . وأعرب وزير الدفاع عن استعداد مصر الدائم للتعاون وتقديم ما لديها من خبرات وامكانيات لدعم مصالح واهداف شعوبنا ودولنا في تحقيق الامن والاستقرار والتنمية مستندين في ذلك علي الدعم القوي من القيادة السياسية لاستراتيجية الانفتاح علي الاشقاء بالقارة الافريقية خاصة تجمع الساحل والصحراء الذي يشكل احدي الدوائر الاساسية لأمننا القومي . إضافة الي الايمان بالعلاقة الاساسية والمتبادلة بين تحقيق الامن والدفع بجهود التنمية إلي جانب رصيد القوات المسلحة المصرية في الامكانيات والخبرات والتعاون مع الاشقاء بالدول الافريقية سواء بالمجالات الامنية والعسكرية او التنمية الاقتصادية عبر جهاز الخدمة الوطنية. كما أن الامكانيات والخبرات المصرية في مجال الاعداد والتأهيل والمشاركة بعمليات فض وتسوية المنازعات وحفظ السلام خاصة مع المشاركة المصرية العملية في الكثير من العمليات التي تمت ومازالت في العديد من دول التجمع . وأضاف أن عضوية مصر الحالية في مجلس السلم والامن الافريقي ومجلس الامن الدولي مع رئاسة اللجنة الفرعية لمكافحة الارهاب يسمح لها ان تكون حلقة الوصل بين المجلسين وتعزيز الجهود الاقليمية والدولية الساعية لارساء حالة السلم والامن ومكافحة الارهاب والتطرف بالقارة والتجمع . في نفس السياق قال إن قمة ندجامينا 2013 اعتمدت المبادرة المصرية لانشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الارهاب ليكون أداة لتبادل المعلومات الاستخبارية والعمل التشاوري حول المشاغل المشتركة المرتبطة بالتهديدات الارهابية وعلاقتها بالجريمة المنظمة وهو ما جري بحثه في اجتماع الخبراء علي مدار اليومين السابقين والتي نتطلع لقيام الامانة العامة بإضافة كافة الافكار والمقترحات المقدمة لتحقيق اهداف التجمع بذات الشأن حتي يتم الانتهاء من اجراءات انشائه في القريب العاجل . أكد القائد العام التزام مصر الكامل بكافة قرارات تفعيل تجمع الساحل والصحراء وتطوير بنيته المؤسسية والتطلع لأن يشكل اجتماع شرم الشيخ نقطة التحول التاريخي والانطلاق نحو المستقبل بامتلاك ادوات التعامل مع كافة التحديات الامنية التي تعرقل السلم والامن بفضاء التجمع وتحية لكم جميعا من الشعب المصري العظيم وقواته المسلحة التي تعتز وتفتخر بانتمائها وهويتها الافريقية .