لو عاد طه حسين للحياة سيموت كمداً وحزناً. سيشعر أن مصر ليست بلده وهو من طالب بمجانية التعليم وأن يكون كالماء والهواء ثم يري تلاميذ وطلاب مصر يتعرضون للابتزاز المزدوج باستمرار من غول الدروس الخصوصية التي صارت قانوناً من عصور ومن كثرة ما استتبت وفشلت وزارة التربية والتعليم في مواجهتها اتجهت الوزارة بدورها إلي إتاحة الفرصة لمزيد من مص الدماء "بدعوي غريبة أن مسعاها للمفارقة هو مواجهة جشع الدروس وقدرات المواطنين المادية المحدودة" وذلك بما أسمته المجموعات المدرسية التي لا تتعامل معها حتي خادمتنا بل ترسل بناتها إلي المعلمات اللواتي يقمن بابتزازهن والضغط عليهن لأخذ دروس.. معلمات لطيفات ظاهرياً محجبات تحكي لي خادمتنا أنهن يمارسن كل ما يملكن من ضغوط ومحاصرة علي التلميذات لإجبار الأهالي علي طلب إعطائهن دروساً لبناتهن وحين نتأمل المأساة المتراكمة نجد مثل تلك المعلمة تنتمي لمن نصفه بالسارق ببساطة إذ تسرق حق الطالب المجتهد في ألا يأخذ دروساً حين تجبره عليها وتضلع أهله في هذا دون احتياجه وتسرق الطالب متوسط القدرة الذي تتعمد عدم الشرح له في الفصل لتجربة حظها مع قدرات أهله المادية بينما لوزارة لم تجد ما تنافس به اختراع الدروس الخصوصية المصري لا بالاشتراك في الجريمة عبر ما أسمته المجموعات المدرسية التي رفعت أسعارها مؤخراً من باب "اللي تغلب به العب به" ويقابله المثل الإنجليزي "إن لم تستطع هزيمتهم انضم إليهم". وضمن سعي الوزارة لتطوير التعليم ستقوم باستقدام خبراء من الخارج لتطوير مناهج العلوم والرياضيات رغم اعتراف الوزير بالحاجة الماسة لتطوير مناهج الإنسانيات والعلوم الاجتماعية واللغة العربية. وأحب سؤاله: وأين فنانو ونحاتو ومثالو وتشكيليو وشعراء وروائيو مصر من خطتك التطويرية تلك؟.. وماذا ستفعلون حيال مناهج الدين وطرق تدريسه. والأدب والبلاغة؟ هل لم تسمعوا عن مشاركة شعراء وشاعرات في بريطانيا بإقامة ورش عمل شعرية للمراهقين في المدارس؟. وأين حق التلميذ في مادتي الرسم والألعاب وأن توجد ملاعب في قاعات لممارسة النشاط الرياضي في المدرسة. أين حق التلاميذ في مشاهدة المسرح ولن أنكأكم هذه المرة بالنماذج البريطانية التعليمية بل بتجربة المغرب التي زرت بعض مدارسها كما زرت بعض مدارس الهند. في الأولي توجد جماعات للسينما وللقراءة بمكتبة المدرسة وللمسرح وللبيئة وللرسم ويتم إشراك طلاب المدارس الموهوبين بمدارسهم في المهرجانات الشعرية العالمية التي يقيمه شعراء مغاربة مع بعض المؤسسات الداعمة من داخل المغرب مثال ملتقي آسفي الدولي للشعر ويلقي الطلاب شعرهم علي المسرح مع كبار الشعراء من كل العالم في حضور نظار مدارسهم ويتلقون الجوائز التي هي كتب وجاء يا مسئولي مصر بعض الخيال وكثير من الحرية قبل الكلام عن النهضة والتطوير. التمريض ومستشفيات "الريف" يا حكومة بقلم: بهجت الوكيل تعيش "منظومة الصحة في مصر" حالة من الاضطراب والفوضي ليس فقط لتعدد صور الاهمال والتقصير والفساد في مختلف العيادات والاقسام بل لأن المناخ العام داخل المستشفيات الحكومية أصبح غير مؤهل لتقديم الخدمة الجيدة للمرضي لترويع الاطباء من قبل تعدي أفراد الشرطة عليهم في بعض هذه المستشفيات ومستشفي "المطرية التعليمي" خير شاهد علي ذلك. هذا بخلاف العجز الصارخ من عدم وجود أفراد التمريض تكفي احتياجات تلك المستشفيات رغم وجود أكثر من 15 ألف "ممرض" يعملون بنظام النوبتيجية في هذه المستشفيات بملايين الجنيهات. في حين لو تم تعيينهم لسد هذا العجز لوفرنا تلك الملايين وقدمنا خدمة أفضل للمرضي. أفراد هيئة التمريض أحد أهم العوامل للنهوض بمنظومة الصحة في مصر حيث يبلغ عددهم 200 ألف "ممرض" والعجز الحالي 10 آلاف. ولابد من معالجته إما بتعيين المفصولين نتيجة الغياب والمستقيلين قبل 25 يناير وخاصة بعد موافقة رئيس الوزراء ووزير الصحة علي ذلك ولكن تباطؤ الجهاز المركزي للتنظيم والادارة في تنفيذ ما جاء بخطاب مساعد الامين العام للاتصال والاعلام برئاسة مجلس الوزراء رقم "1538209" المؤرخ في 5 أغسطس 2015 والمقيد بالجهاز برقم "323140" في 13 أغسطس يمنع حدوث ذلك ويهدر علي الدولة "الملايين" من الجنيهات التي نحن في أشد الحاجة إليها الآن. وحتي يتم النهوض بمنظومة الصحة في مصر لابد من زيادة عدد المستشفيات التي يصل عددها 540 مستشفي تقريباً هذا بخلاف زيادة ميزانية الصحة التي لا تتعدي 40 مليار جنيه وهذا أقل من "خمس" ما يجب توافره للوصول إلي الحد الأدني من العلاج الآدمي. كما يجب علي رؤساء الجامعات تنفيذ قرار رئيس الجمهورية الخاص بالحوافز. ولابد من زيادة مقابل التوتيجات والسهر بالنسبة للأطباء وأفراد التمريض المعينيين الذين غالباً ما يهربون من أداء الخدمة في المستشفيات الحكومية لأن حجم الإغراءات في المستشفيات الخاصة كبير يصل لعشر أضعاف ما يتقاضونه من السهر في مستشفيات الحكومة. هذا بالإضافة لضرورة تطوير منظومة التعليم وتدريب الكوادر التعليمية في مدارس التمريض المختلفة. للنهوض بمنظومة الصحة في مصر لابد من تطوير المنشآت الصحية وبخاصة المتهالكة التي مر عليها عشرات السنين بلا تطوير وتشمل المنشآت المتغيرة وتجديد التالف والهالك. هذا بخلااف رفع كفاءة المنشآت الاخري. بالاضافة لتوفير الاجهزة والمعدات المختلفة.