العديد من الآثار في مصر مهملة بالرغم من قيمتها التاريخية التي لا تقل أهمية عن الآثار الفرعونية أو المساجد المشهورة منتشرة بمحافظات مصر هذه الآثار تئن من اهمال المسئولين بعد ان باتت علي وشك الانهيار ومنها ما اختفي وتحول لخرابات ومقالب قمامة وهناك عقارات ذات طراز معماري معرضة للانهيار لعدم ترميمها ومنها ما هدم وتحول لأبراج شاهقة. يؤكد ذلك صلاح أحمد علي مراقب عام بالجهاز المركزي للمحاسبات مشيرا للكثير من الآثار المهملة بالرغم من أهميتها التاريخية فهي تعد تحفة فنية لا تقدر بثمن حتي وان تم ترميمها يتم تشويها يحدث ذلك مع معظم الآثار الفرعونية بأسوان فعندما تم ترميمها طمث الفني النقوش الفرعونية مما يعد كارثة تاريخية. آثار الجمالية وتري يسرا محمد ربة منزل ومن سكان شارع الجمالية ان منطقة الأزهر والحسين بها آلاف الآثار ولا تقل أهمية عن آثار المعز ومنها مسجد الست حجازية والشيخ سنان وأولاده والآثار التي تحيط بمدرسة نجيب محفوظ والمساجد التي أغلقت لوجود تلفيات بسيطة حيث طالتها يد الاهمال وأصبحت خيال مآتة بالرغم من ادراجها للتطوير والترميم منذ عدة سنوات إلا انه اصبح من رابع المستحيلات تطويرها وهناك مساجد وقصور اتخذها مفتشو الآثار مكاتب لهم هذا بالاضافة لوجود حمامات بلدي بمنطقة باب الشعرية وشارع النحاسين مثل حمام الطمبلي الذي تحول لأكوام من الحجارة متعجبة من تحرير محضر سرقة آثار لأي شخص قام بأخذ طوبة منه بالرغم من تبول المارة علي هذه الحجارة وسور القاهرة القديم الذي تحول لجراج للسيارات بعد هدم البيوت المحيطة به وتشريد سكانها. تحف مهملة ويؤكد سيد عبدالمعز - موظف ان هناك العديد من الآثار الفاطيمة والمساجد المنتشرة بالخليفة والأباجية والتونسي في طي النسيان وتحيطها المقابر والقمامة ومن ضمن هذه التحف الفنية منزل ساكنة بيه والذي لا يبعد سوي أمتار عن مسجد أحمد بن طولون ولكنه أهمل ولم يسجل كأثر وقبة الاشرف خليل بن قلاوون الغارقة في المياه الجوفية منذ سنوات وهناك عدة آثار بعزبة خيرالله منها جبخانة محمد علي والمعروف باسم اسطبل عنتر وهو المبني الذي استمد منه الجزء الجنوبي من العزبة اسمه وكان يستخدم لتخزين السلاح والعتاد والذخيرة وكذلك قباب السبع بنات والتي ترجع إلي العصر الفاطمي وهناك الكثير من الآثار بالمناطق الشعبية والعشوائية خارج حسابات وزارة الآثار. شجرة مريم ويشير ناجي صبحي - مهندس من سكان المطرية - إلي أن تحول منطقة شجرة مريم بالمطرية من مزار سياحي إلي مقالب قمامة حيث تحيط بأسواره الملوثات من كل اتجاه حتي أصبح دليلا واقعيا علي الإهمال الزائد من قبل المسئولين!! ولم ينته الأمر إلي تلال القمامة التي تحاصر سور شجرة مريم بل استغل بعض المواطنين سور المزار لتربية الأغنام التي تتغذي علي تلك القمامة الممزوجة بمياه الصرف الصحي بشكل دائم مضيفا انها منطقة سياحية ومزار سياحي يأتي إليها الزوار من جميع انحاء العالم وانه لابد من الاعتناء بها وتطويرها بدلا من اهمالها بهذا الشكل. خرابات ويضيف محمود حامد - بالمعاش - ومن سكان وسط البلد - كلنا نعرف قصر سعيد باشا حليم أو ما يسمي بقصر شامبليون وعلي الرغم من اعتبار الكثيرين له كواحد من أهم الكنوز المعمارية إلا ان أغلب المارة لا يعرفون شيئا عن هذا القصر ومن يعرف لا يصدق الحال الذي آل إليه حيث انه تحفة معمارية وتاريخية منسية ومهجورة بلا حراسة كافية ولا ترميم تحيطه أكوام القمامة وورش الميكانيكا فتحول إلي خرابة ولوكاندة للمشردين والبلطجية والكلاب الضالة بعد ان استغل لفترة كمدرسة وكما علمت من اجدادي بأن القصر له تاريخه العريق فبناه مهندس ايطالي منذ قرابة ال 120 عاما للأمير سعيد باشا حليم حيث تم ادراج القصر كأثر منذ خمس سنوات وبعد ذلك عزموا علي تحويله لمتحف لتاريخ القاهرة وتم تمويله من الاتحاد الأوروبي وجمدت الفكرة وأصبح القصر في طي النسيان وكذلك قصر السكاكيني الذي علي وشك الانهيار وقصر طوسون باشا الذي يعاني الاهمال بسبب نزاع وزارتي التربية والتعليم والآثار عليه. يتفق في الرأي رمضان حلب - من أسيوط ويعمل بالقاهرة - قائلا: حينما اسافر لبلدي أسيوط اتنزه علي كورنيش النيل بها واشاهد قصر إكسان باشا الذي أبهر الجميع اتمني ان ادخله وأري محتوياته وكم اسعدني ما عليه انه سيتحول لمتحف قومي ليبرز اسهامات أهالي اسيوط في الحضارة المصرية ولكن خابت آمالنا بعد أن تحول من تحفة اثرية بعد تجميد الفكرة علاوة علي العديد من المساجد والقصور بالمحافظات الأخري مثل مسجد السيد البدوي بالغربية وقصر الملك فاروق بالشرقية الذي أصبح خرابة ومأوي للخفافيش ومرعي للأغنام ومسكناً للخارجين عن القانون ومتعاطو مروجي المخدرات وعمود السواري بالاسكندرية وحديقة الزهور بباب شرق والكثير والمدهش تعرض قلعة صلاح الديب بطابا للانهيار لعدم ترميمها وصيانتها. ويشير عصام سلامة - ميكانيكي - إلي العديد من القصور التي تحولت لمدارس بالعديد من المناطق مثل عابدين والعباسية ووكالة البلح وشبرا ولم يتم صيانتها وترميمها مثل مدرسة الحواياتي ومدرسة سليمان باشا الابتدائية التي تستغل كورش ومخازن للحديد. ويشير سيد حلمي - حداد - إلي أن هناك عقارات وبيوتا ذات طراز معماري لا تقل أهمية عن المساجد والآثار الفرعونية وللأسف لم تلق أي اهتمام ومنتشرة بأماكن عديدة مثل شبرا والعباسية والظاهر ووسط البلد وعابدين فهي وجهة حضارية مشرفة يجب النظر لها وتحويلها لاثر ذات تراث معماري. هدم الآثار ويتعجب مصطفي محمد صاحب سوبرماركت من هدم عدد من العقارات والفيلات الأثرية وتحويلها لأبراج شاهقة الارتفاع متسائلا لمصلحة من يحدث ذلك. يعرف نعيم البيطار - تاجر - عن استيائه للحالة التي وصلت لها الكثير من المساجد والبيوت والتي تعد تراثا حضاريا بناه الأجداد تخليدا لذكراهم وحتي يستفاد منها الأجيال علي مر العصور ولكن المسئولين اكتفوا فقط بدهان الوجهات فقط دون ترميمها آثاريا وخير مثال عمارات المنطقة الخديوية بوسط البلد وعابدين وغير ذلك من الأماكن. تعديل القانون وتتساءل مني محمد - ربة منزل - لمصلحة من يتم ترك الآثار متهالكة دون ترميم حتي تنهار؟ وهذا واضح بآثار العصر الفاطمي والملكي والخديوي فهناك دواوين تحولت لدورات مياه للمارة والحيوانات مثال ديوان محمد علي برمسيس خلف مسجد الفتح الذي أصبح مرتعا للكلاب الضالة بالرغم من انه تحفة تاريخية ويستحق تحوله لمزار سياحي. يوافقها الرأي سعد عبدالله - رجل اعمال - حيث ان آثارنا لم تلق الحماية اللازمة مطالبا بضرورة تغيير القانون رقم 117 والخاص بحماية الآثار لعام 1983 وتعديله بما يناسب الوضع الحالي ويتماشي مع ظروف البلد وسلوكيات وأخلاق المواطن المصري حاليا مشيرا إلي أن أي دولة تمتلك عدداً من الحجارة تبني لها متحفاً وتبتدع قصصاً تاريخية تخليدا لماضيها بينما نحن نمتلك كنوزا حقيقية ولا نقدر ثمنها!!