ما الذي يجعل الرجل أو المرأة المصرية "خاصة في الريف" يضطرون للجوء إلي الاستدانة أو عمل قروض من البنوك ولا يستطيعون تسديدها.. لا يوجد إلا سبب واحد فقط وهو الحاجة الماسة وخاصة لتسديد احتياجات الأبناء.. فلا يمكن أن يفعل رب أسرة كبيرة العدد ويقدم علي هذه الخطوة من أجل أن يعيش عيشة مرفهة. لا يمكن أن يوقع علي نفسه شيكات ويعرض نفسه للخطر والسجن مقابل أن يسكن في قصر علي سبيل المثال. ولكن يفعل ذلك لسد احتياجات الأبناء مثل زواج البنات أو تسديد قرض وكثير وكثير من الحالات التي تعرضت لمثل هذه الكوارث التي تكون النهاية "خلف الأسوار". حسين بدران رجل مزارع مصري فقير بسيط الحال صار عمره يزحف إلي الثمانين.. ارتسمت علي وجهه التجاعيد في خطوط عرضية متتابعة وكأنها تبوح بآثار الزمن أو بصمات السنين التي تعاقبت علي وجهه الحزين من هول ما عاني من قسوة الزمن. يقول: كنت أمتلك ثلاثة قراريط زراعية فقط. وكنت أستيقظ علي صوت أذان الفجر عازماً إقامة حفل عناق بين الفأس والأرض لأزرع القراريط البسيطة وأنا سعيد وقبل أن تطل الشمس بنارها علي الحقول حتي أستطيع أن أتعايش من إيرادها والأنفاق علي أولادي البنات الستة وتعليمهم. وبالفعل أحمد الله وأشكره وصلوا إلي كليات القمة وتخرجوا.. وهنا جاءت اللحظة الحاسمة وهي زواج بناتي حيث تقدم لبناتي الكثير والكثير من العرسان ولكنني كنت أرفض حتي الانتهاء من دراستهن وها هي اللحظة.. ووقفت عاجزاً أمام طلبات زواجهن ولا أستطيع فعل شيء سوي الاستدانة. أضاف: تقدمت بطلب إلي بنك الائتمان الزراعي للحصول علي قرض بعدما وقعت أنا وبناتي علي شيكات علي بياض والتنازل من القراريط البسيطة لصالح البنك وأخذت قرضاً بمبلغ خمسة آلاف جنيه فقط. ولكن بسبب سياساته البوية التي تورط فيها أمثالي ارتفع القرض بقدرة قادر ليصل إلي 9 آلاف جنيه وهي قيمة الفوائد وبالطبع عجزت عن تسديد المبلغ وتحول البنك إلي غول يقاسمنا في القراريط البسيطة وكأنه واحد من الورثة. مضيفاً: حاولت التظلم وعمل جدولة لإعفائي من الفوائد كما صرح المسئولون. ولكن للأسف دون جدوي وقالوا لي اللي بتسمعوا في التليفزيون والصحف حاجة وأرض الواقع حاجة تانية ولا يوجد أي إعفاء للمزارعين من الفوائد بل يهددوني بدخولي السجن ولم يشفع كبر سني بالرحمة من قبلهم.. علماً بأنني لا أملك شيئا من حطام الدنيا وأصبح القرض كمرض السرطان الذي لا يمكن الشفاء منه ولا يخرج إلا بالموت أو دخول السجن. وأنا رجل عجوز أقعدني المرض وأصبحت سجين الفراش وكيف لي وأنا بهذه السن أدخل السجن. لقد ضاقت بي كل السبل وشبح السجن يطاردني ليل نهار. أناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة بسرعة التدخل وإنقاذي من السجن وتسديد القرض وكفانا عذاب سنوات الشقاء والمرض وللمساعدة الاتصال علي رقم الهاتف: .01000189934 [email protected]