أدلي الجنرال فنسنت ستيوارت مدير وكالة المخابرات العسكرية الأمريكية مؤخراً بتصريح يجب ألا يمر علينا مرور الكرام نظراً لصدوره عن جهاز وثيق الصلة بتنظيم داعش بل هو المحرك الأساسي له ويضعه في خدمة المصالح الاستراتيجية الأمريكية الهادفة للحفاظ علي الهيمنة العالمية وخصوصا علي الموارد البترولية في الشرق الأوسط. قال ستيوارت ان داعش سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرتها الفتاكة في الأشهر القادمة سعياً لتأجيج صراع دولي بإثارة رد فعل شديد من الغرب وأضاف في خطاب أمام مؤتمر أمني انه في العام الماضي ظل داعش متحصناً في ساحات المعارك بالعراقوسوريا وتمدد علي المستوي العالمي إلي ليبيا وسيناء وأفغانستان.. وقال وهنا مربط الفرس بالنسبة لنا انه لن يفاجأ إذا وسع التنظيم عملياته من سيناء إلي مناطق أعمق داخل مصر. في رد فعل سريع من خبراء استراتيجيين مصريين قال أحدهم ان هذه التصريحات غير منطقية وحذر آخر من خطورة توجه داعش إلي ليبيا بعد تضييق الخناق عليه في العراقوسوريا بفعل الضربات الروسية الموجعة ويري آخرون ان هدف التصريحات دعوة مصر إلي الانخراط في تحالف واشنطن الدولي وأيضاً زعزعة الاستقرار في مصر. من يري ان الإعلام الغربي محايد وينطق بالحقيقة المجردة واهم والدليل اتهام ستيفان دوجاريك المتحدث باسم أمين عام الأممالمتحدة صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية بتحريف تصريحات الأمين العام بان كي مون عن دور روسيا في التسوية السورية. قال دوجاريك ان الصحيفة نسبت لكي مون ادعاء بأن روسيا تتحمل مسئولية فشل انطلاق المفاوضات بين دمشق والمعارضة في جنيف وأوضح انهم أخبروا الصحيفة ان كلام الأمين العام فسر بشكل خاطيء. مؤكدا دعوة كي مون ومبعوثه إلي سوريا ستيفان دي ميستورا إلي وقف جميع أنواع العنف والقصف في سوريا. يأتي تحريف الصحيفة البريطانية لتصريحات كي مون جزءاً من حملة غريبة تهدف لتشويه التدخل الروسي في سوريا الذي أثر تأثيراً واضحاً علي قوة داعش وهو عكس رغبة واشنطن وحلفها الدولي الداعم للإرهاب. لقطة : زار المفكر الراحل سلامة موسي "1877 1958م" تركيا في بدايات القرن الماضي وروي انه دخل أحد المقاهي في استانبول فصدمه منظر لم يكن يراه في القاهرة وهو دخان النارجيلة "الشيشة" الذي يعبئ المكان بحيث لم يكن الداخل يستطيع التنفس أو رؤية السقف كما قال وانه لم يتمكن من الجلوس أكثر من نصف ساعة أصيب بعدها بحالة غثيان وغادر المكان. انتهي وصف سلامة موسي لهذا المنظر "الغريب" عن مصر في زمنه. فماذا لو امتد به العمر ليري شوارع مصر كلها وهي معبأة بالدخان سواء من الشيشة أو السجائر أو المصانع أو عوادم السيارات؟ هل يمكن تخيل رد فعله علي هذا الوضع وهو الذي لم يتحمل نصف ساعة في المقهي التركي؟