تعجبت من تصريحات الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل عقب حادث قطار بني سويف فجر الخميس الذي أصيب فيه 70 مواطنا علي الأقل وطلب الانتظار 4 سنوات للقضاء علي حوادث القطارات واستخدم نفس شماعة التبرير الممنهج للاخوان المسلمين وغيرهم في تحميل السنوات الأربعين الماضية السبب في كل حادث. وتذكرت وزراء النقل السابقين الدكتور إبراهيم الدميري والمهندس محمد منصور والدكتور رشاد المتيني الذين تقدموا باستقالاتهم أو أقيلوا جميعا عقب حوادث مماثلة رغم علمهم وخبراتهم الكبيرة ومشاريعهم للنهوض بحال السكة الحديد التي أهملت فترة طويلة بشراء جرارات وعربات جديدة وتطوير البنية الأساسية ورفع كفاءة العاملين بهذا المرفق الحيوي. وبشرنا الوزير من مكان الحادث أنه قرر ارسال 10 مهندسين للخارج للتدريب علي إجراءات الأمن والسلامة الحديثة لمنع حوادث القطارات والطرق مثل بريطانيا والمانيا التي شهدت حادثا مروعا الأسبوع الماضي وأسفر عن وفاة واصابة العشرات مع إطلاق مجلس سلامة النقل قريبا وهو ما سيخلق حالة من التضارب مع جهات أخري مثل وزارة الداخلية ممثلة في المرور وغيرها من الجهات علاوة علي أن مجلسا شبيها هو مجلس سلامة الطرق أطلق منذ فترة واجتمع ك¢مكلمة¢ لعدة مرات وانتهي أمره دون أي نتيجة. السكة الحديد لا تحتاج إلي مكاتب استشارية أو شركات أجنبية لإدارتها وتشغيلها واثبتت كل الافكار التجارب السابقة فشلها فخبراء المكتب الاستشاري الامريكي ¢بوز ألان¢ والخبراء الايطاليون تعاملوا مع مشاكل السكة الحديد خلال السنوات العشر الماضية بلا جدوي وأدت إلي تفتيت الهيئة إلي 7 شركات فاشلة تعاقب علي رئاستها العشرات من أصدقاء الوزراء مثل شركتي المشروعات والنظافة. كما أن المهندس هاني ضاحي وزير النقل السابق اتخذ قرارا شجاعا بأنهاء مهمة عقد الخبراء الايطاليين بالسكة الحديد بعد 8 سنوات من عملهم واكتشافه إنفاق هيئة السكة الحديد 40 مليون جنيه كمصروفات شخصية لهم ولعلنا نتذكر تجربة تعاقد الدولة مع شركات النظافة الأجنبية "اسما فقط" والتي لم تحقق أي فائدة للمواطن المصري في الشوارع أو المنازل في نموذج صارخ للإستعانة بالأجانب في مصر والذي شبهه البعض بالاحتلال . كفانا النبش في الماضي والتعامل مع الأزمات بمنطق رد الفعل وتحميل المسئولية عن مشاكلنا لمن سبقونا وأرجو عدم استغلال الحادث في ابتزاز الحكومة لضخ أموال جديدة في الهيئة مثلما حدث من قبل وتسريب الأجانب مرة أخري للسيطرة عليها.. السكة الحديد لديها كفاءات من مهندسين وفنيين ولا تحتاج لأجانب إنما تحتاج لضمير وعمل.