* قمت مطلع هذا الأسبوع برحلة قصيرة إلي شرم الشيخ برفقة الأسرة. تباينت خلالها مشاعرنا منذ اللحظة الأولي لوصولنا الي مدينة السلام حيث غمرتنا السعادة لوجود مدينة كهذه في بلدنا فهي كما قالت ابنتي الكبري أميرة مدينة "جميلة أوفر" اي جميلة زيادة وتكاد تكون خالية من اي نواقص كالتي نراها في باقي المحافظات والمدن المصرية. ووسط هذا الشعور بالسعادة والفخر لكون شرم الشيخ مدينة مصرية تجد نفسك تشعر بالحزن والأسي نظراً لتراجع حركة السياحة الأجنبية الوافدة إليها في اعقاب حادث الطائرة الروسية حيث تكاد تكون المدينة خالية تماما من السائحين. وهو ما جعلنا نحزن علي اصحاب الفنادق والمنتجعات والقري السياحية في هذه المدينة الرائعة وما اصابها من ركود اقتصادي وتراجع في الموارد التي اصبحت لا تكفي سداد رواتب العاملين ودفع فواتير استهلاك الكهرباء والمياه!! * وبعيداً عن مشاعر السعادة والحزن فهناك العديد من الخطوات والإجراءات التي يجب علي الدولة اتخاذها اذا كانت تريد الاستمرار لأنوار هذه المدينة العالمية ودعم العاملين بها. وفي مقدمة هذه الإجراءات وضع آلية وخطة تضمن استمرار تدفق المصريين لزيارة شرم الشيخ طوال العام وليس في مواسم الاجازات فقط ولن يتم ذلك الا بتوفير وسائل مواصلات آمنة ورخيصة في نفس الوقت ولا مانع من عمل تخفيضات حقيقية علي رحلات مصر للطيران وزيادتها وكذلك تمهيد الطرق المودية الي المدينة. والأهم من ذلك كله ايجاد حل عاجل وشامل لأزمة تكدس السيارات أمام نفق الشهيد أحمد حمدي سواء في الذهاب أو العودة التي تأخذ من وقت وجهد العابرين الكثير والكثير. * الشيء الآخر المهم في الطريق الي دعم مدينة السلام في محنتها المؤقتة ان شاء الله يتمثل في العمل علي توعية الزائرين من المصريين بضرورة الحفاظ علي جمال وروعة شرم الشيخ وتميزها كمدينة سياحية هي الأفضل ليس في مصر فقط وإنما في العالم من حيث جمال المناخ والمنظر وكثرة المنتجعات والمقاصد السياحية. وان يعلم جميع الزائرين لشرم الشيخ انها تمثل واجهة ومثلاً يحتذي للمدن السياحية المصرية ونسعي لنقل التجربة الي مدن أخري ربما لا تقل امكانيات أو جمالاً عن "شرم" ولكن ينقصها فقط الاهتمام والرعاية من قبل المسئولين بهذه المحافظة أو تلك. وهنا تجدر الاشارة الي ضرورة تقديم الشكر والتقدير الي المسئولين بمحافظة جنوبسيناء بقيادة المحافظ المحترم اللواء خالد فودة وفريق العمل المعاون له في الحفاظ علي تميز وجمال شرم الشيخ رغم مرارة الأزمة السياحية والاقتصادية!! * بقي ان نذكر أنفسنا كمسئولين عن وسائل الاعلام المقروءة منها والمرئي والمسموع الي ضرورة توضيح الصورة كاملة أمام العالم بأن شرم الشيخ كانت ولا تزال مدينة آمنة قولاً وفعلاً وهي بحق مدينة السلام. وان واقعة الطائرة الروسية مجرد حادثة ممكن ان تقع في اي مكان في العالم وانها لا تعني ابداً غياب الأمن والأمان عن مدينة السلام.