نادرا جدا ما يجمع مثقفو مصر علي شيء ويتفقون عليه » غير أنهم شهدوا بالإجماع أن دورة معرض الكتاب هذا العام تحت قيادة د. هيثم الحاج علي ونائبه د.محمود الضبع وخلفهما فريق عمل من داخل الهيئة ومن المتطوعين من المثقفين مثل الشاعر شعبان يوسف والناقدة د. هويدا صالح والكاتبة أسماء عواد وغيرهم قد أحدثوا تغييرا لافتا وأضافوا للمعرض نجاحا يحسب له مقارنة بالدورات السابقة علي كافة المستويات » وقد لاحظ جمهور المعرض من عموم المصريين ذلك أيضا وتفاعلوا بالحضور اللافت والتفاعل مع كافة الأنشطة والفعاليات وهو الأمر الذي يشعرنا بأن روح يناير بدأت تتسرب إلي المشهد الثقافي بالفعل .. وآراء المثقفين في السطور القادمة تؤكد ذلك. الشاعر الكبير محمد سليمان علق قائلا : زحام الأمسيات ومثلا المقهي الثقافي يناقش أعمالا لعبد القاهر الجرجاني و... وهذه الأعمال تحتاج لجمهور متخصص وإلي باحثين متخصصين وتحتاج إلي شهور للإعداد لها مبكرا. هناك أيضا سعيد جدا بمشاركة مبدعين شباب واكتشاف شاعر شاب أو روائي شاب أو قاص شيء عظيم للغاية ونحن نسعي إلي ذلك في بيت الشعر وفي لجنة الشعر بالمجلس الأعلي للثقافة . وفي المعرض تقدم لنا الأمسيات تسلط الضوء علي المواهب الشابة في كل المجالات خاصة هؤلاء الذين يعيشون في الأقاليم بعيدا عن المركز فتساعدنا الأمسيات في اكتشافهم . وعن شعار المعرض قال : مسألة المحور الأساسي "الثقافة في المواجهة" هذا شعار بالغ الصعوبة ويجب وأن تتحمل المؤسسات الثقافية العبء وحدها . فللتعليم والمؤسسات التعليمية دور هام في تلك المواجهة . فاستئصال الفكر المتطرف يبدأ بمراحل التعليم الأولي منذ المراحل الإعدادية والابتدائية. والبطل الحقيقي في تلك الدورة هو حضور الشباب بقوة وتصدرها فقد عشنا سنوات وسنوات لم نعد أجيالا وكوادر شابة في كل المجالات ومن هنا فعلي الأجيال الشابة . أن تصقل نفسها وأن تجادل وتناقش وتؤكد حضورها وتحتل مساحتها المستحقة . فالدفع بالشباب في العمل الثقافي مسألة غاية في الأهمية . خاصة أن رئيس الهيئة شاب ونائبه شاب. أما الناقد الدكتور شريف الجيار وهو أحد المشاركين في صناعة ذلك المشهد المتميز والمنظمين له فقال : المعرض هذا العام يحاول أن يقدم الجديد للشعب المصري والعربي إيمانا بأن الثقافة هي التي ترتقي بوعي الشعوب وهو الخطاب الذي يضع المثقفين في المقدمة خاصة في تلك الظروف السيئة التي تمر بها المنطقة العربية ومصر وهي ظروف استثنائية في مواجهة تيارات ظلامية لا تريد لمصر أن تخطو للأمام نحو مستقبل جديد . المعرض هذا العام يجدد وينوع في أنشطته مثل المسرح المكشوف والعروض الفنية والمسرحية وجاء الاهتمام بالطفل باعتباره هو المستهدف وذلك عبر الكثير من الأنشطة التي وضعت خصيصا له في المخيمات والقاعات المختلفة منها الرسم ومنها الموسيقي والعروض المسرحية والرسوم والجرافيتي. ونسمي هذا المعرض هو مهرجان ثقافي في مواجهة التيارات التيارات الظلامية التي إن لم يقف لها المثقف بشكل واع سيتسع مساحتها وتحتل مساحة أكبر. فيما رأي الروائي المبدع وأستاذ الأدب الإنجليزي بهاء عبد المجيد أن البطل هذا العام هو الجمهور . الذي سجل حضورا لافتا هذا العام بالإضافة إلي حضور وتنظيم لتواجد دور النشر الكبيرة والخاصة بشكل مستقل يسمح للجميع بتأمل العناوين والوصول لها ومطالعتها بسهولة أكثر . فضلا عن أن دور النشر الخاصة سجلت رقما قياسيا هذا العام في عناوينها سواء في الشعر أو الرواية . وواضح أن التنظيم أكثر من العام الماضي . كما أن هناك استيعابا واضحا وكبيرا للمثقفين . أما الشباب رغم أنه صار أكثر استقلالا عن الدولة وأكثر اعتمادا علي نفسه في نشر إبداعه والترويج له لكن إدارة المعرض هذا العام حرصت علي استيعاب طاقة الشباب الإبداعية بشكل أكبر من كل المرات السابقة. وعن محور الثقافة في المواجهة فقد حرصت إدارة المعرض علي التأكيد علي ذلك المحور بأشكال مختلفة ويبقي أن يتحول الشعار إلي واقع نعيشه ويدركه الجميع خاصة أجهزة الدولة المختلفة . ولا نري مجددا اتهامات مثل التي يواجهها إسلام البحيري وفاطمة ناعوت وغيرهما . وفي النهاية فإن الروح التي يعمل بها د. هيثم الحاج علي ونائبه د. الضبع وروح الفريق وتفاعلهما مع الجميع وقربهما من المثقفين ومتابعتهما لكل صغيرة وكبيرة أحدث فارقا كبيرا هذا العام . وهما من جيلي وأري أنهما مصران علي فعل شيء من أجل الثقافة المصرية وهما قادران علي ذلك. ومن جانبه علق الشاعر سعيد شحاته فقال : معرض القاهرة الدولي للكتاب 2016 فرح ثقافي مصري. طاقات شابة مستنيرة. واعية. مدركة. مصرّة علي النجاح. تسعي لاستيعاب كل الطاقات الإبداعية والقامات الثقافية والفنية علي أرض مصر. عدّة أيام من عمر هذا المعرض والإقبال الجماهيري أراه بعيني إقبالا منقطع النظير. البرامج والندوات جادة وهادفة. والتنظيم يعكس وجه مصر الحضاري. أما عن القائمين علي التنفيذ فكلهم حرص علي إرضاء الجميع بكافة الطرق المشروعة. المنظومة مكتملة وأتمني أن يستمر هذا النجاح وألا نفرط فيه. سعدت جدًّا برؤية السيد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو يسير منفردًا في المعرض يتابع ويشارك الفنانون التشكيليون الرسم علي إسفلت أرض المعارض. كنت في قمة السعادة حينما رأيت هذا المشهد الذي لم أتعود عليه من المسئولين. هذا نموذج مسئول عصري. يسعي بكل ما يملك إلي خلق جو من المحبة والألفة والود بين المسئول والمواطن. نموذج أتمني أن أراه في كل مؤسسات مصر الثقافية وغير الثقافية. كفاية تعقيدات وكلاكيع.. صديقان قبل تحمل المشقة. وصديقان بعد تحملها. رئيس هيئة الكتاب الحالي ونائبه في مشهد مكرر. يسيران جنبًا إلي جنب العام الماضي يداعبان الأصدقاء والأحباء ويجلسان لتناول ساندوتشات الفول والطعمية إلي جواري بالمقهي. ويسيران جنبًا إلي جنب دون كرافتات هذا العام أيضًا وهما يحملان علي كاهليهما كل هذه المسئولية الضخمة بنفس الروح الشفافة والابتسامة الصافية يداعبان الأصدقاء والأحباء ويجلسان لتناول شايهما علي رصيف المعرض إلي جانبنا... ربنا يديم المحبة والنجاح طالما في معرض رائع وإصدارات بيعيد تشكيل الوجدان المصري. أما عن السلبيات فعين المحب الفرح المنبهر يمكن أن تتغاضي عنها طالما أن الأمور تدار شفافية وعقل وتدبر ونزاهة. وطالما أن المسئول لا يبخل بجهده ليقدم أفضل ما عنده في حدود المسموح والمتاح من إمكانيات.. وأضاف الشاعر مؤمن سمير قائلا : إننا من البداية تفاءلنا بوجود د. هيثم علي رأس هيئة الكتاب ونائبه الضبع فنحن نعرفهما من قبل ونعرف نشاطهما وطاقتيهما . وتلك البداية الشابة مبشرة جدا إلي أن نصل إلي إيمان الدولة كلها بقيمة الشباب وقدرتهم علي التغيير . وقد استجاب الجمهور بشكل لافت ولم يلتفت للطقس المتقلب. كما أن الفعاليات الكثيرة كحفلات التوقيع وغيرها والحضور اللافت لدور النشر الخاصة ومبادرة كتاب ورغيف التي شاركت فيها وزارة التموين مع موقع بتانة كانت إضافة وأثبتت فعالية .