قبل 25 يناير لم يكن يعرفه أحد.. ولا أثر له في الحياة.. فجأة أصبح من الساسة والمتحدثين باسم الثورة.. يدعي أنه يحمل لواء الحرية والكرامة الإنسانية.. يتنقل بين القنوات الفضائية.. وهو في الحقيقة لا يتحدث عن أحوال الأمة المصرية.. بل عن المنظمة الأمريكية التي ينتمي إليها ويحمل أفكارها ويروج لها. تحول بين عشية وضحاها إلي نجم وبطل.. مثل العشرات الذين ظهروا وتحولوا إلي أبطال.. لكن من ورق.. وهم مجرد فقاعات.. تنشر أفكار الغرب والأمريكان وتنفذ أجنداتهم ومخططاتهم المشبوهة.. والتي مازلنا نعاني من توابعها حتي الآن. سارت بهم وبه الأحوال والظروف كما يحلو له.. وهو يجني ثمار ما يزرع.. ويصبح عضواً في مجلس الشعب "المنحل".. ثم يعاني مثله مثل غيره مما فعلته جماعة الإخوان الإرهابية.. وهي تنفرد بكل السلطات.. وتسيطر علي مفاصل الدولة.. وتجثهم برجالها علي صدور الجميع.. وتصدر الإعلانات الدستورية وتبيع البلاد.. وتتنازل عن أجزاء منها.. واختفي في تلك الفترة.. ليؤثر السلامة لنفسه.. حتي انتهت الجماعة ومن وراءها في 30 يونيه بثورة شعبية خالصة هو يعلمها. وكانت هذه الثورة الشعبية نقطة تحول جديدة في تاريخ البلاد.. تكمل ثورة يناير وتعيدها إلي مسارها وتنقذ مصر من ذلك الكابوس المدمر.. تخلصنا من الجماعة الإرهابية ومن كثير من ذيولها.. ومعهم سقط الخونة.. وانكشفت الأقنعة الزائفة.. ليظهر المعدن الحقيقي. وجد نفسه صفر اليدين.. لم يتحقق له ما كان ينادي به ويأمل أن يتحقق من أن يكون عضواً نيابياً.. أو عضواً في مجلس "رئاسي" تسيطر عليه فئة من أمثاله لتغرق البلاد في مستنقع لا يعرف مداه إلا الله.. وعرف الشعب الحقائق ولم يعد أحد قادراً علي خداعه. هذا "المشبوه" الذي خسر "الجلد والسقط" وجد نفسه خالي الوفاض واكتشف أنه بطل من ورق.. لم تعد له قيمة بين المواطنين الذين يضحون من أجل وطنهم.. ليس أمامه إلا أن يتحدث "كل يوم" عن القمع في مصر.. يدلي بالأحاديث للصحف الأجنبية.. يشوه صورة أرض الكنانة.. يدعي كبت الحريات.. ولو كان ادعاؤه صحيحاً.. ما كتب حرفاً من الزيف الذي يخطه بيمينه يومياً.. وهو ليس فقط كذاب أشر.. إنما أيضاً يصدق نفسه فيما يتوهم. يكرر كلامه بلا جديد أو تجديد.. يمدح جماعة الإخوان الإرهابية وهو كلام في الأصل بلا معني.. لأنه غير حقيقي.. وتعبير عن يأسه في الحصول علي مميزات لا يستحقها ومناصب لا يصلح لها. المحصلة النهائية.. أن كل من لم يحصل علي ما كان يحلم به وهو لا يستحقه يتهم الدولة بكل النقائص.. بلا أدب أو خشية أو حمرة خجل.. ورغم أن أمثاله كثيرون.. لكن المسيرة تتقدم إلي الأمام. هذا لا يعني أن أحداً فوق النقد.. ولكن مصر فوق الجميع.. وقبل كل شيء.. وهذا هو الفرق بين الوطنية والخيانة.