استنكر إعلامي فضائي وضع لافتة تحمل اسم الرئيس الأسبق حسني مبارك في إحدي دورات المياه وهي مقلوبة..! وقال إن مكان الذين وضعوا اللوحة الطبيعي هو "المراحيض" مضيفاً "عارف أن الكلام ده هيزعل الثوار. لكن طز فيهم.."! وإهانة مبارك مرفوضة. لأن مبارك كان رئيساً لجمهورية مصر العربية وازاحته ثورة يناير الشعبية. والتعامل مع أخطاء وتجاوزات مبارك ونظام حكمه يكون من خلال أدوات القانون وأحكامه بعيداً عن الإهانة ومحو تاريخ مبارك الذي لا يمكن الاختلاف علي أنه قدم لمصر الكثير قبل أن يفلت منه زمام الحكم وتترهل الدولة وينتشر فيها الفساد علي أوسع نطاق. ولكن "طز" للثوار أو "طز" فيهم يمثل أيضا إهانة مرفوضة وتشويهاً غير مستحب لشباب قاد ثورة رائعة وكان نموذجاً رائداً للتغيير السلمي. وهناك خلط كبير ما بين ثوار يناير من شباب مصر الطاهر الذين استخدموا تكنولوجيا الاتصالات الحديثة في التجمع والتواصل وبين بعض الشخصيات التي حاولت أن تتصدر المشهد وأن توظف وتوجه الثورة و فقا لمفاهيم وتصورات وتدخلات خارجية. فالثورة كانت تعبيراً عن إرادة شعبية تبحث عن التغيير لصالح الوطن والمواطن والتف حولها الجميع. أما بعض الذين عبروا عنها فقد استفزوا الجميع عندما اتضحت اتجاهاتهم وأفكارهم وعجزهم عن تحقيق التوافق الوطني وصدامهم مع الجميع. وإذا كان هناك هجوم واستياء من مواقف هذه القلة التي أصبحت منعزلة ومعزولة شعبياً وسياسياً إلي حد كبير فإن هذا الهجوم يجب ألا يمتد إلي ثورة يناير ولا إلي شباب الثورة.. وهل كان هناك من يجرؤ عي أن يقول "طز فيهم" بعد نجاح الثورة.. والشجاعة لا تأتي إلا في حينها..! * * * وحملة طفولية إعلامية مظهرية تحت اسم "أخلاقنا" يقودها ويتبناها الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق والداعية عمرو خالد ومعهما مجموعة من المشاهير من الرياضيين والفنانين. والحملة تدخل في إطار البحث عن وسيلة لعودة الأخلاق في بلادنا التي انهارت وأصبحت من التراث. ولكنها حملة فاشلة قبل أن تبدأ لان الاخلاق لن تعود بشعارات وخطب وأغان ونداءات. فلا عودة للاخلاق إلا بالقانون.. القانون وحده يوقف التجاوزات والانحرافات والتسيب.. القانون هو من يعلم الناس الانضباط. والانضباط من الأخلاق وهو الالتزام وهو النظام..! وحملة الشيخ جمعة والداعية عمرو خالد بدون تفعيل وتطبيق القانون وعودة الدولة القوية مثل النفخ في قربة مقطوعة لان الناس لم تعد تسمع ولا تهتم بأن تسمع.. ولا تسمع إلا ما تريد أن تسمعه وحكاية الاخلاق ليست من أولوياتها.. وقبل أن تبدأ الحملة بالناس عليها أن تبدأ بالإعلام. فهل يجوز أن تدعو مخرجة للاباحية وتدافع عن الشواذ وتدعو لتصوير أفلام جنس وتستمر في الظهور الإعلامي لتعيد وتكرر هذه الآراء الصادمة..!! إن بداية الحملة يجب أن تكون بالإعلام ان استطاعوا الاقتراب منه..! * * * وأتحدث عن مقاتل في ساحة الرأي والعمل الصحفي. عن كاتبنا الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق الذي قرر علي ما يبدو أن يشهر سيفه من جديد ويعود إلي ساحة العمل النقابي في محاولة لانقاذ مهنة تمر بمرحلة بالغة الصعوبة وتواجه الكثير من المشاكل والتحديات. ومكرم محمد أحمد الذي يفكر في الترشح لمنصب نقيب الصحفيين رغم تقدمه النسبي في العمر يمثل نموذجاً للعطاء والالتزام المهني والقدرة علي التجدد في وقت يخلو من جيل الاساتذة والرواد الذين أثروا السلامة والانسحاب..! وشجاعة مكرم في خوض المعركة الانتخابية من جديد تستحق التقدير والقرار قراره. * * * ويقول اللواء ممدوح لطفي استشاري مركز القيادة الآمنة إن 95% من حاملي الرخص في مصر يجهلون القيادة..! وهو تصريح خطير ولكنه صحيح.. فالناس لا تعرف البطيء من السريع وكل قائد سيارة يقودها بنوع من "البلطجة" وعلي مزاجه..! ولكن الذنب لا يقع علي قائدي السيارات.. وإنما علي الذين منحوهم رخص القيادة وحيث كان البعض يحصل عليها وهو جالس في بيته ولم يقم بالتدريب علي القيادة ولا يعرف عن أمورها شيئاً. وحدث هذا ويحدث ما دامت "الواسطة" والعلاقات تتدخل في تسهيل منح رخص القيادة وما دمنا نتساهل في كل شيء.. حتي في الموت..! * * * ونبتعد عن المشاكل ولنتأمل ما قالته الممثلة فاينسا هادجنز التي تعيش حالة حزن بسبب وفاة والدها فقد كتتب له علي "الفيس بوك" تقول "أتمني لو السماء تسمح لي بعدة ساعات زيارة"..! وفاينسا تطلب وتأمل وتصلي من أجل عدة ساعات لزيارة والدها بعد رحيله عن الدنيا مع أن والدها كان معها لسنوات وسنوات وربما انشغلت عنه ولم تراه لأيام وشهور. ويحدث هذا معنا جميعاً. فنحن نملك كل شيء.. الأسرة والأهل والاصدقاء في علاقات اجتماعية دافئة كانت هي أجمل وأقوي ما فينا.. وقررنا أن نضحي بها ونهدرها تباعاً عندما اكتفينا بالرسائل النصية الهاتفية لتبادل التهاني في المناسبات وعرفنا أيضا رسائل "الواتس آب" الالكترونية فلم يعد هناك اتصالاً هاتفياً أو زيارات عائلية.. أو مودة ورحمة..! وبضعة ساعات مع والدها هي كل ما تتمناه فاينسا من السماء الآن.. وفي ذلك عظة وعبرة لنا جميعاً.. ابحثوا عن المحبة والتواصل وحافظوا علي ما بقي لنا من رباط الأسرة فلا سعادة بعد غياب الأم والأب..! * * * واليوم لا حديث ولا صوت يعلو فوق مباراة القمة بين أكبر حزبين في مصر.. الأهلي والزمالك والفائز سوف يرفع إيده.. والخاسر ستحل عليه اللعنات والاتهامات والاستقالات احنا منعرفش يعني ايه رياضة.. وربنا يستر..!