قبل ان يعلن الصعايدة حالةالعصيان والتمرد الفكري والعقلي والتذمر من مئات النكت الضاحكة والباكية في آن واحد والتي تطلق عليهم بين حين والآخر فانهم علي ما يبدو أعلنوا عن تحدياتهم وكشفوا عن نبوغهم المبكر في التعامل مع أحدث العلوم العالمية بمجال النانو تكنولوجي واستخداماته في الصناعة والزراعة والبيئة الخضراء خاصة ونحن نتجه لمشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان. المئات من الأساتذة الصعايدة حفزتهم جامعة أسيوط لاطلاق مبادرتهم من الأقصر والتي أتمني ان يتواجد بها جامعة اقليمية في الفترة القادمة لتأخذ بعقول ابنائها أيضاً في مرحلة تتطلب ضرورة التسلح بأحدث علوم العصر.. وهذه المبادرة تعتمد علي طرح أفكارهم في تطبيقات النانوتكنولوجي واستخداماته المتناهية الصغر لتحقيق التنمية المستدامة لبلادهم.. والحرص علي تطوير الصعيد الذي عاني كثيراً من التهميش!! ولكن قبل ان نسعي لطرح مناهج جديدة بجامعاتنا لتلبية متطلبات المجتمعات المحيطة بها وخاصة بالاقليم.. لابد من تأهيل طلابنا أولاً في مراحل التعليم قبل الجامعي لهذه المناهج وبما يحقق التكامل ويعود في النهاية بالفائدة علي تطوير بلادنا وتحقيقها للتقدم المنشود. بالتأكيد نحن بحاجة الي مناهج دراسية تعتمد علي التشويق والاستنتاج وبالتالي لابد من التصدي لبعض من الشكاوي المريرة في مناهجنا التعليمية وبخاصة فيما يتعلق بوجود فجوة في تدريس اللغة الانجليزية بمدارسنا نظرا لعدم دراية عدد كبير من طلابنا باللغة واتقانها باعتبارها لغة عالمية حيث ان الالمام بها بطريقة صحيحة سوف يتيح للطالب مستقبلا فرص اجتياز الاختبارات المكتوبة ومن بينها امتحانات التويفل في المرحلة الجامعية والدراسات العليا. وليس من المقصور ونحن نتحمل أعباء مالية غير عادية من طبع المناهج للكتب الدراسية والانفاق علي مرتبات المعلمين وصيانة للمدارس ومعاملها وملاعبها ان وجدت نكتشف النتيجة في النهاية ان طلابنا لا يجيدون أو حتي يستطيعوا التحدث أو حتي فهم اللغة الانجليزية باعتبارها لغة دولية. وربما يعود السبب في المستوي المتدني لغالبية كبيرة من طلابنا الدارسين للغة الانجليزية الي اهمال مهارات الاستماع والتدريب عليها وبالتالي ليس أمامنا سوي الاتجاه لاعداد منهج يعتمد علي مستويين لمساعدة الطلاب في التعامل مع المحادثات القصيرة بطريقة سهلة من خلال التركيز علي اتاحة الفرصة أمامهم للاستماع الي محادثات متنوعة مع تكرارها واعداد الاسئلة عليها بطريقة علمية حيث ان التكرار يعلم الشطار!! أعتقد ان الصعايدة في طريقهم لمحو كافة النكات التي تنطلق عليهم بعد ان كشفت احدي المؤسسات العلمية الالمانية لكبري عن تعاونها مع 400 باحث وعالم من بينهم نخبة كبيرة من العقول النابغة المتوطنة في الصعيد في أدق الابحاث العلمية. فعلا.. من الضروري عند الاتجاه لاقامة جامعة في محافظة الاقصر الاسراع ببناء البشر قبل الحجر.