المشكلة الحقيقية التي تواجهنا جميعاً تتمثل في غياب البوصلة الصحيحة في التواصل فيما بيننا من ناحية وبين المواطنين والدولة من ناحية أخري وبين أجهزة الدولة نفسها. وهو ما حاول الرئيس خلال افتتاحه المشروعات الجماهيرية أمس الأول علي مستوي محافظات الجمهورية وإن كانت بصفة خاصة بمدينة 6 أكتوبر هو أن يبعث برسالة إلي الجميع مسئولين وصناع قرار بضرورة المكاشفة والصراحة لمواجهة مشاكلنا الحقيقية والعمل علي حلها أو المساهمة بجدية في حلها.. "الشعب جدع" هذه العبارة أو الجملة لم تصدر من قبل علي لسان أية مسئول في الدولة المصرية بمن فيهم الرئيس. ولن تصدر مرة أخري. ولكنها صدرت من السيسي "ابن الجمالية" لماذا؟.. لأنه تربي بين المصريين أولاد البلد الذين يتكاتفون وقت الأزمة أو الزنقة حالات الأفراح والأحزان. ويعرف ما تعنيه كلمة الجدعنة. والأصول.. بين ولاد البلد الجميع يتكاتف مهما كانت الخلافات أو الخصام.. الظرف فرح أو حزن عندك اليوم وغداً عندي هكذا عاش المصريون لسنوات وسنوات أو بمعني أدق علي مدار التاريخ عدا الفترة التي أعقبت انتصار أكتوبر.. حيث كان التخطيط تدمير الهوية المصرية والقضاء علي القيم والتقاليد والأخلاقيات لتفتيت المجتمع المصري. طيب إذا كانت هذه كلمة الرئيس ما هي حكاية عبده مواسم؟ المسألة ببساطة لا تخرج عن السياق الذي تحدث فيه الرئيس. "عبده مواسم" هو فيلم له دلالة اجتماعية خطيرة قام ببطولته الفنان الجميل محمد لطفي وكان يدور حول بطل رياضي من أحد الأحياء الشعبية ونظراً لظروفه الاقتصادية والتزاماته العائلية والاجتماعية كان يبحث عن "لقمة العيش" فكان يلعب الرياضة وفي نفس الوقت يبحث عن لقمة العيش بأية طريقة فمثلاً في شهر "رمضان" الكريم يبدأ في بيع فوانيس رمضان والياميش واحتياجاته وفي عيد الحب مثلاً يبيع هدايا "الفالنتين" وفي مباريات المنتخب القومي لكرة القدم. وغيرها من البطولات الرياضية كان يبدأ في تجهيز الهتيفة. وبيع الأعلام.. في الانتخابات البرلمانية كان يجهز البلطجية والمظاهرات لتأييد المرشح أو النائب وكله بالفلوس.. وحسب الموسم يعمل عبده نوعية العمل الخاص به لذا أطلق عليه أهل الحتة "عبده مواسم". "عبده مواسم" هي نفس الأزمة التي تعيشها وتواجهها الدولة المصرية "الحقيقية" التي يسعي الرئيس مع الشعب إلي إقامتها.. دولة حديثة تبني علي رؤية استراتيجية.. ووضوح وشفافية وشراكة حقيقية بين أبناء الوطن الواحد كل له وهدف. وكل عليه واجبات قبل أن يكون له حقوق.. هكذا تبني الأمم والدول وتنمو وتتقدم. وليست دولة تعيش وفقاً لنظرية "عبده مواسم".. الرئيس بيتكلم عن التعاون مع إفريقيا خلاص شوية اجتماعات ومؤتمرات وندوات. ونصدر قرارات تتحدث عن أشكال التعاون وأهميته! وبعد فترة ينتقل الرئيس للحديث عن أزمة "سد النهضة".. الكل يلقي محاضرات ويتحدث كأنه الخبير الأوحد.. الرئيس يتحدث عن محدودي الدخل.. الحكومة قررنا كذا لمحدودي الدخل وهكذا تتحرك الدولة بأجهزتها وإعلامها. وأدواتها حسب الموسم فقرارات حكومات مصر منذ زمن ليس بقصير أصبحت مواسم.. وغابت الاستمرارية بغض النظر عن الأشخاص.. لهذا فشل الرؤساء. وبهذا لا تنهض مصر.. فكفاية "مواسم عبده" يا حكومة الوضوح والشفافية فمواجهة المرض نصف الشفاء. خارج النص: سبق أن لفتنا نظر وزير التموين حول الأبعاد الخفية في السلاسل التجارية التي تنوي وزارة التموين التوسع فيها.. لكن تظهر الموجة أعلي وإلا ماذا يحدث في الجمعية الاستهلاكية بالكوربة بمصر الجديدة هي المنطقة ناقصة بنوك!.. صحيح الوزير "إسكندراني" لكن "القاهرة" حوت تبلع الجميع ولنا في المسيري ال..