رغم مرور أكثر من 10 سنوات علي العمل ببطاقة التموين الذكية إلا أنه مازال بعض المواطنين لم يحصلوا عليها. وفي كل مرة تأتي تصريحات وزير التموين تؤكد بأن الأزمة ستنتهي أوائل العام الحالي إلا أن هذه التصريحات لم تتحقق علي أرض الواقع حيث يصطف المئات أمام مكاتب التموين في رحلة عذاب للحصول علي بطاقاتهم وهناك من قضي أكثر من ثلاث سنوات كعب داير دون جدوي ومنهم من تعرضت بطاقته للتلف أو فقدت لتبدأ معاناته من جديد. تقول رسمية أحمد إنها تقدمت إلي مكتب التموين لاستخراج بطاقة جديدة بدل فاقد منذ أكثر من ثلاثة أشهر وتم اعطائي بطاقة ورقية لصرف الحصص التموينية بها بصورة مؤقته إلا أن البقال والمخابز يرفضون الصرف والاعتراف بالبطاقات الورقية وبناء عليه تم حرمان 10 أفراد من حقهم في صرف الحصص التموينية لحين استصدار البطاقة الذكية. تصريحات وهمية يضيف جمال سليم من روض الفرج: قمت بتسجيل بياناتي علي الموقع الإلكتروني للحكومة لاستخراج بطاقة التموين الذكية منذ ثلاث سنوات وتقدمت بكافة الأوراق المطلوبة لمكتب التموين وسددت الحوالة البريدية لشركة "فرست داتا" وحتي الآن لم أحصل علي البطاقة رغم خصم رسوم استخدام الكارت من رصيدي شهرياً إلا أن مكتب التموين رفض صرف التموين لي بحجة أن البطاقة الورقية غير معترف بها. وتشير حنان عطية من شبرا إلي أنها منذ أكثر من عام وهي كعب داير بين مكتب التموين والبقال وحتي الآن لم تتمكن من الحصول علي بطاقة التموين الذكية وتستخدم البطاقة الورقية التي اصبحت لا تجدي مع منظومة وزارة التموين الجديدة في صرف الحصة التموينية من أي بقال أو جمعية تعاونية هذا بخلاف اننا حرمنا من حقنا في صرف الخبز. وتتساءل زوجة محمد فكري عن اسباب عدم اصدار البطاقات التموينية حتي الآن. وحرمانها من حقها.. وأين ذهبت تصريحات الوزير بالانتهاء من استخراجها في أسرع وقت فعليه قبل اصدار أي تصريح اعلامي أن يذهب إلي مكاتب التموين ليري المواطنين وهم يتعذبون ويتحملون أسوأ معاملة ويستمعون لأبشع الألفاظ من الموظفين من أجل الحصول علي حقهم في صرف تموينهم ودعمهم المقرر. ويؤكد عزت محمد علي أن منظومة استخراج البطاقات التموينية فاشلة قائلاً: تقدمت لاستخراج البطاقة منذ عامين وفي كل مرة اقوم باستلامها اجدها غير صالحة لاعود إلي المكتب من جديد وأبدأ رحلة العذاب والمشقة مما يدل علي أن هناك خللاً كبيراً في نظام العمل مع الشركات التي تقوم باستخراج البطاقات. ويضيف محمد محمود من العمرانية: بعد أن فقدت بطاقة التموين قمت بعمل الحوالة البريدية بعشرين جنيهاً وتوجهت لعمل بدل فاقد بمكتب التموين أربع مرات ولم استطع تسليم الطلب للزحام الشديد وبطء العمل فهناك سوء تنظيم ومعاملة غير آدمية ومكان لا يليق بالكم الهائل الذي يتردد عليه يومياً مما يعرض أوراق المواطنين للضياع والسرقة. يقول محمود عبدالوارث ذهبت لصرف الحصة التموينية المقررة لي شهرياً إلا أن البقال رفض صرفها بحجة أن البطاقة تحتاج إلي تنشيط لأن صلاحيتها قد انتهت وعلي الفور توجهت إلي مكتب التموين لاستخراج بديلا عنها ومنذ 8 أشهر وأنا حائر ما بين الوزارة ومكتب التموين وفي كل مرة يبلغني الموظف أن الأوراق التي قدمتها ضاعت وعلي عمل اوراق وحوالة بريدية جديدة فهذه ثالث مرة اسدد فيها ثمن الحوالة دون جدوي وكأنها سبوبة للموظفين يتقاسمونها مع البريد. يشاركه الرأي سند جمعة من القليوبية قائلاً: فقدت بطاقتي التموينية منذ ثلاثة أشهر قمت خلالها بالصرف من البقال بالبطاقة الورقية لكني فوجئت في أوائل شهر يناير برفض الصرف بناء علي قرار الوزير بعدم صرف السلع المجانية إلا بالبطاقات الالكترونية مما تسبب في ضياع حصتنا التموينية. ويقول إيهاب محمود من فيصل ذهبت لمكتب التموين لتفعيل البطاقة فلم أجد إلا شباكاً واحداً فقط يخدم مئات المواطنين حيث تتفنن الوزارة في تعذيبنا للحصول علي خدمة بسيطة بسبب الإجراءات المعقدة والروتينية فاستلام البطاقات التموينية خطوة والحصول علي الرقم السري خطوة ثانية وبعدها تنشيط البطاقة ثم تغيير الرقم السري مرة اخري متاهة ندور فيها ولا تنتهي. تخبط شديد اعترف هشام بركات مستشار الوزير لقطاع الرقابة والتوزيع: أن هناك تقصيراً فقد بدأ العمل بنظام البطاقات الذكية منذ 2006 وتم استخراج حوالي 75% منها 2008 ثم بدأ الأمر يتعسر شيئاً فشيئاً ولم يتم استكمال المنظومة ومازالت مشاكل البطاقات الذكية أزمة مزمنة. وأكد أحمد مهدي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الاقتصادية بالوزارة: أنه تم استخراج أكثر من 20 مليون بطاقة ذكية حتي الآن وجار استخراج البطاقات المتبقية لجميع الفئات المستحقة خلال 15 يوماً بعد أن اصدر الوزير توجيهاته للشركات المسئولة عن استخراج البطاقات لانهائها في اسرع وقت حتي يتمكن المواطنون من الحصول علي مقرراتهم التموينية. نافياً أن هناك أي قرارات بمنع الصرف بالبطاقات الورقية وأن جميع المنافذ والمخابز لديها تعليمات صريحة لصرف السلع للمستحقين دون استثناءات.