الصحافة العالمية تتحدث باستفاضة عن حادث العثور علي الطالب الايطالي مقتولا في مصر. وايطاليا "الصديقة" في حالة غليان من الجريمة البشعة التي ارتكبت والتي مازالت دوافعها وأسبابها غامضة. ولا يهمنا كثيرا السيناريوهات المطروحة حول أسباب قتل هذا الشاب ولا نريد أن نفتح الملفات الشخصية والافتراءات لتبرير حادث القتل. فالأهم في هذا الموضوع هو أنه قد قتل وأننا جميعا نتحمل المسئولية وأن عواقب هذا الحادث يتحملها كل مصري كان يفترض أن يقدم له العون والحماية علي الأرض المصرية. وتفتح قضية قتل الشاب الايطالي ملف حوادث العنف والسرقة والقتل في حق ضيوف مصر من الأجانب الذين يزورونها أو يقيمون فيها. فخلال الفترة الماضية كانت هناك حوادث قتل جنائية ارتبطت بالسرقة والجشع ضد مواطنة كويتية وأمها وضد آخر من السعودية. ويقينا فان الذين ارتكبوا هذه الجرائم لا يتورعون عن ارتكاب أبشع منها ضد المصريين أيضا اذا توافر لهم الدافع. ولكن القضية تختلف كثيرا عندما يكون الضحية ضيفا علي مصر التي يجب أن توفر له الحماية والأمان. وهي ليست مسئولية الشرطة وحدها لحماية ضيوف البلاد وانما مسئوليتنا جميعا في توفير الأجواء الآمنة لهم وتقديم العون لهم في أي أزمة أو مشكلة وحماية ممتلكاتهم والتعامل معهم علي أنهم ثروة قومية وليسوا هدفا للاصطياد والمتاجرة. لقد عاش الأجانب دائما في مصر يعاملون بكل المحبة واحتضنتهم مصر في نسيجها الاجتماعي قوة لها واضافة لتكوينها الثقافي والاجتماعي. وكانوا دائما عنصراً مكملا لشكل المجتمع ولم يكن هناك من يتعرض لهم لأن مصر كانت شكلاً آخر وشعباً آخر..! * * * ونحن لا نجيد الا تشويه بلادنا واثارة المخاوف لدي كل من يحاول أن يستثمر فيها أو يأتي اليها. فقبل عدة سنوات فان عددا من الأصدقاء من دول الخليج العربية أتوا الي مصر لشراء وحدات سكنية في احدي المدن السكنية الجديدة شرق القاهرة. وكانوا يبحثون بذلك عن ارتباط أسرهم الدائم بمصر ورغبتهم في قضاء أشهر الصيف كاملة فيها. ومنذ أيام اتصل بي بعضهم ليستفسر عن حقيقة ما شاهدوه في احدي الفضائيات المصرية من شيوع للجريمة في هذه المدينة ومن سيطرة للحرامية عليها.. وتساءلوا.. هل ضاعت علينا فلوسنا..؟ هل نأتي أو لا نأتي"؟ وقبل الرد فقد توجهت إلي هذه المدينة أسأل وأستفسر وأتأكد وأبحث. هل ما يقال هو الصحيح.. هل انتشرت الجريمة علي نطاق واسع.. ماذا يحدث هناك؟ ولم أجد شيئا مما يقال.. ولم أسمع الا عن بعض الحوادث القليلة التي تحدث في أي مكان ولم يكن هناك الا مظهر ونموذج مختلف لحياة عصرية جديدة..! ولكن الأمر مزعج حقا.. فاذا كان هؤلاء الأصدقاء قد وجدوا من سيشرح لهم الحقيقة.. فماذا عن غيرهم يتأثرون ويصدقون كل ما يقال عن مصر في برامج لا تتصيد ولا ترصد الي الأخطاء والسلبيات والحوادث الفردية التي تحولها إلي قضايا عامة وتجاوزات مسلم بها..! * * * والشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق يعيدنا الي قضية الأخلاق ويقول ان النظام الأخلاقي في مصر حدث فيه شرخ كبير ويحتاج إلي "زقة" لتحسينه..؟ و"زقة" واحدة لا تكفي يا فضيلة الشيخ.. فالناس اتجننت وتحتاج لعلاج نفسي وروحي وأمني أيضا..! والبلد منذ أن خرجت في 25 يناير 2011 وإلي الآن مازالت تائهة تبحث عن نفسها فلا تجد الا انفلاتا وفوضي و"قلة أدب" واستهتارا بالقانون والأعراف والثوابت!! والناس قلقة من غياب الوعي القائم والمستمر.. ومن الصراعات والانقسامات الوهمية في المجتمع.. والناس تنتظر بفارغ الصبر عودة الدولة القوية بكل مؤسساتها وأجهزتها.. الناس لا تريد أن تكون تحت سيطرة وتهديدات "الألتراس" وبلطجية الشارع وقنوات "الفضائيات"..! الناس تريد الهدوء والاطمئنان والأمن والأمان وعندها ستعود الأخلاق. * * * أما احتجاج أصحاب التاكسيات فله ما يبرره رغم كل تجاوزات "التاكسي الأبيض"..! فمن غير المعقول أن تكون هناك سيارات "ملاكي" تعمل علي خطوط "أجرة" منتظمة.. ولهذه السيارات الملاكي مواقف خاصة بها أيضا.. وكل سيارات "السوزوكي" يتم الترخيص لها "ملاكي" وتعمل في مجال نقل الركاب..! وأتي النظام الأمريكي الجديد المعروف باسم "أوبر" لتوصيل الركاب عن طريق "النت" ليوفر خدمة سريعة لتوصيل الزبائن بالسيارات الملاكي. وأصحاب التاكسيات الذين يعانون من الأقساط المتراكمة ومن وقف الحال تظاهروا واحتجوا واعتصموا.. ولكن بلا فائدة لأن أحدا لا يملك القرار لأي مشاكل طرحوها..! * * * وأن يقول مدرب لكرة القدم أن مباراة فريقه القادمة هي مباراة حياة أو موت. فهذا مدرب لا علاقة له بالرياضة ولا بالروح الرياضية ولا يصلح لتدريب شباب.. هذا مدرب دموي يفسد الرياضة والرياضيين. فأي مباراة هي لإمتاع الجماهير ولإظهار مهارات اللاعبين الذين يجب أن يلعبوا من أجل متعة كرة القدم فقط!! * * * ويوسف عبدالراضي "بائع فريسكا" قبضت عليه شرطة المرافق واحتجز لعدة ساعات في قسم الشرطة. فأخرج هاتفه المحمول وقام بتصوير نفسه "سيلفي" داخل الحجز وكتب علي صفحته الشخصية علي الفيس بوك "أنا محتجز.. ادعولي أخرج"..! وايه الحلاوة دي.. سيلفي وصفحة شخصية علي الفيس بوك.. ده مش بائع فريسكا.. ده ناشط فريسكاوي مدرب علي أعلي مستوي.. مصر فعلا إتغيرت..!