قالوا لنا ونحن في مراحل التعليم الأولي أن حليق اللحية في النار وله عذاب أليم وقد كان أبي حليقا وقد عرفته مجاهدا ومكافحا من طلوع الفجر إلي غروب الشمس يسعي لتدبير لقمة العيش لي واشقائي.. وكان احرص من كثيرين علي أداء الصلوات في وقتها. وزيادة علي ذلك فهو لم يكن منافقا أو كذابا بل كان مدرسة متفردة في عالم الإيثار والصدق وحب الاخرين.. حرم من نعمة التعلم إلا أنه كان افضل بكثير ممن علمونا ان حليق اللحية في النار.. وقالوا لنا ونحن صغار ان النقاب فريضة شرعية وان النساء اللواتي يتركنه ستلفحهن النار في يوم شديد الحر وقد كانت امي التي لم تلبسه ذات مرة عنوانا للحياء والعفة وكانت صنوانا لأبي في كل تحركاته في الحقل تساعده وتشد من ازره وفي البيت الطاهية المديرة وهي من حافظت له علي ماله وكانت الرائدة في مساعدة الفقراء والمساكين ومن عضدهم الدهر بنابه وما اغلقت بابها في وجهة محتاج افتقرت إلي الزاد. أمي لم تعرف جلسات السمر والضحك علي عباد الله كما تفعل المثقفات من يدعين كذبا انهن من النخب.. وقالوا لنا ونحن صغار ان التعامل مع الجميع فهو من امرنا بمجادلة اهل الكتاب بالتي هي احسن وانه ضد الاكراه "لكم دينكم ولي دين" ماداموا لا يقاتلوننا في الدين وقالوا لنا ونحن صغار ان التعامل مع الاخوة المسيحيين خروج علي الملة وعندما كبرنا علمنا ان اليهود والنصاري لهم مالنا وعليهم ما علينا وان طعام اهل الكتاب حل لنا وان الجار اليهودي زاره النبي -صلي الله عليه وسلم- وعندما مرض بل هو من وقف لجنازة اخر وقال أليست نفسا وان المجتمع المسلم يسع كل الديانات الاخري وان كانوا كفارا وقالوا لنا ونحن صغار ان هناك كذبة بيضاء واخري سوداء وعندما كبرنا تعلمنا من الاختصاص ان الصدق هو اقرب الطرق للوصول إلي الحقيقة وان المصارحة والمكاشفة من سمات المسلم مصطلحات كثيرة تعلمناها وثبت زيفها والمؤسف ان فينا ومنا من مازال يرسخ لها ويتباري انه بما يطرحه هو الاصوب..