من أفضل الطرق التي تحمل الخير والنماء للوطن والشعب معا القدرة علي "ادارة الوقت" باعتباره أداة النفع لكل الأطراف وقد ساهم إهدار استخدامه مجتمعياً خلال السنوات الأخيرة في معاناة الدولة من التقلص في العمل والانتاج والتراجع الشديد في تصنيف العمالة الماهرة المصرية عربياً وعالمياً فضلاً عن التفاوت الكبير في الدخول وانتشار الفقر وارتفاع نسب البطالة والعشوائيات. وتعد الحكومات السابقة شريكة في إهدار الوقت عن طريق التلاعب بلفظ الاجازات بمعناه "المطاطي" وفقاً للقوانين حيث استحدثت أيام جديدة تضاف لكم الاجازات التي كان يحصل عليها المصريون بلا داع وبالتالي هوي منحني اقتصادنا للخلف والدليل علي ذلك انخفاض نسبة الصادرات بشكل كبير. أن عدد أيام الاجازات التي يحصل عليها العامل والموظف سنوياً يصل إلي 146 يوماً رسمياً من أصل 365 عدد أيام شهور السنة هذا بخلاف الاجازات المرضية واستخدام الجميع لأذون الانصراف وفق الشكل القانوني أو بكافة الأشكال غير الرسمية.. بالفعل الوضع "كارثي" فقيمة وقت العمل مهملة تماماً وإن لم يلتفت مجلس النواب والحكومة لذلك فإن منظومة العمل ستتهاوي إلي أسفل السافلين ولعلنا نلاحظ ذلك في حال المؤسسات والشركات الآن. وما يدعو للغرابة أن قرار الحكومات السابقة بشأن منظومة الاجازات كان بحجة تخفيف الحمل الزائد علي المرافق في حين لم يحاول أحداً في تلك الحكومات وقت اتخاذ القرار بزيادة الاجازات الخروج بالمصالح والمؤسسات خارج القاهرة رغم الفضاء الصحراوي الذي يحيط بها. أن الإدارة الحالية للدولة نجحت في وضع يدها علي العطل الذي أصاب محرك الانتاج ولذلك كان فكرها الرشيد بالخروج من النفق الضيق لبناء عاصمة إدارية جديدة ولكن يتبقي مع ذلك الفكر مراجعة دفاتر الاجازات واتخاذ التدابير اللازمة من قوانين تمنح المنتج وتحاسب المهمل. ففكرة الجزاء مقابل العمل هو قانون المؤسسات العسكرية المصرية "الجيش والشرطة" وهو الذي أدي إلي وجود دولة قوية ولولا تلك المؤسسات وأنظمتها الصارمة لأنهارت قوانا فإدارة الوقت لديهم ارتكازية ولامناص عن التمسك بها باعتبارها المحرك الرئيسي لكافة الأعمال المنوطة لهم فهم يعتبرون كل الأيام واللحظات مأموريات عمل حتي في المناسبات التي ينعم الشعب بها كاجازة رسمية نجدهم أسود تقف داخل وخارج الوطن رافعين سلاحهم ضد كل من تسول له نفسه الأذي بأمن مصر وشعبها. إن آلة الانضباط داخل المؤسسات العسكرية ثابتة لا تتغير ولا تتجزأ إيمانا منهم بأن "العمل طريق الحياة" ولعل قرار المشير محمد حسين طنطاوي عندما كان وزيراً للدفاع وأصدر أوامره بعدم خروج العاملين والمعدات يومي الاحد والاربعاء أسبوعياً من مقار وحداتهم نموذجاً فريداً يدل علي أن هذه المؤسسة لا تنتفس إلا عملاً لأنه كان يقصذ بهذا القرار مضاعفة الانتاج داخل الوحدات ومساهمة في إحداث انسيابية في حركة المرور بالشوارع.. فعلاً حملت الأمانة وسلمتها لنظرائك الأمناء. فلنرفع القبعة للجيش والشرطة مهد العمل والانتاج والجودة وحتي اشعارجديد لتقليص دفاتر الاجازات المدنية أو وضع البديل المناسب فإنني أوجه الدعوة للمصريين لاستثمار الوقت بالعمل والجد لأن الرزق الحلال ينجو بصاحبه وبلده من بئس القرار ألا وهو النار وليعلم الجميع أن ماكينة الاجازات أحد أهم معوقات الانجازات.