يتحدث إنجيل هذا الأحد من "يوحنا 6:15- 14" عن معجزة اشباع الجموع وفيها نجد علم السيد المسيح واهتمامه بحاجات الإنسان ورعايته له. وقد يقلق الإنسان لشكه في عناية الله به. أو لمحدودية تفكيره في طرق اشباع الله له. فنجد السيد المسيح يسأل تلميذه "فيلبس": من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء؟ وإنما قال هذا ليمتحنه. لأنه هو علم ما هو مزمع ان يفعل. إلا ان فيلبس حاول أن يجد حلا بالمنطق البشري. فقال: لا يكفيهم خبز مائتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا وهذا ما يفعله معظم البشر. غير متذكرين ذلك الدرس العظيم الذي قدمه الله عندما عادل شعبه بالطعام والشراب والملبس في البرية أربعين سنة. فإنهم حين تذمروا علي "موسي النبي" أجابه الله: "سمعت تذمر بني إسرائيل. كلهم قائلا: في العشية تأكلون لحما وفي الصباح تشبعون خبزا. وتعلمون أني أنا الرب الهكم" "الخروج 16:12" ويتعجب موسي فيتساءل: "ست مائة ألف ماش وهو الشعب الذي أنا في وسطه.. أيذبح لهم غنم وبقر ليكفيهم؟ أم يجمع لهم كل سمك البحر ليكفيهم؟" فيجيبه الله: هل تقصر يد الرب؟ الآن تري أيوافيك كلامي أم لا؟ "العدد 11: 21- 23" وتتحقق كلمات الله. ثق بأن الله يستطيع أن يهب لك كل شيء. ولا تقلق متذكرا كلمات داود النبي: "كنت فتي وقد شخت ولم أر صديقا تخلي عنه ولا ذرية له تلتمس خبزا" "المزامير 25:37" وتيقن ان بركة الرب تغني فإن "اندراوس" التلميذ أيضا تساءل: هنا غلام معه خمسة أرغفة شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟ فأخذ السيد المسيح القليل الذي لديهم وبارك. إذ أخذ يسوع الأرغفة وشكر ووزع علي التلاميذ والتلاميذ أعطوا المتكئين.. وكذلك من السمكتين بقدر ما شاءوا وشبع الجميع وملئت اثنتا عشرة قفة من الكسر التي فضلت عن الآكلين الذين كانوا خمسة آلاف رجل عدا النساء والأطفال! لا تقلق في مسيرة حياتك فالله مايزال يرعي أبناءه.