جاءت زيارة ماتاتا بونيو مابون رئيس وزراء الكونغو الديمقراطية لتعيد إلقاء الضوء علي علاقتنا بالقارة السمراء والتي شهدت فتورا خلال العقد الأخير من حكم الرئيس مبارك عقب محاولة اغتياله في اديس ابابا ولعل القاءه كلمته بجامعة القاهرة يحمل مدلولا هاما لأهمية التواصل العلمي والمعرفي من خلال المؤسسات التعليمية بين مصر والكونغو خاصة وباقي الدول الافريقية عامة. ومن المفاجآت الجميلة التي سردها الضيف العزيز انه قال انه خريج الجامعات المصرية قسم تاريخ ولعل هذا هو سبب حنينه الدائم لفترة شبابه التي قضاها بمصر قبل فترة من الزمن.. ومن هنا أقول مرة أخري لأهمية الدور التعليمي المصري في القارة الافريقية وضرورة توقيع بروتوكولات تعاون بين الجامعات المصرية ونظيرتها. أفضل ما يمكن أن تقدمه مصر لافريقيا هو التعليم. فالتعليم في افريقيا هو مسئولية مصرية لا يجوز التنصل منها. بل يجب أن تضاف الي باقي مسئوليات مصر بتخصص ميزانية لتعليم الشعوب الافريقية وان تكون نهضة افريقيا التعليمية بأيد مصرية بانشاء عدد من المدارس وفروع للجامعات المصرية وذلك ضرورة لاعادة دور مصر الرائد في قارة افريقيا خاصة دول منابع النيل بتدعيم أواصر التعاون العلمي والثقافي مع هذه الدول من خلال الحرص علي تذليل كافة العقبات التي تحول بين تبادل الطلاب في مراحل البكالوريوس والدراسات العليا بجانب تبادل أعضاء هيئة التدريس وتشجيع الأساتذة علي انشاء أقسام علمية حديثة هناك خاصة في مجالي الطب والتمريض وانشاء مراكز صحية لتوعية الأهالي بخطورة الأمراض المنتشرة هناك كالكوليرا والملاريا والايدز. لقد قامت المؤسسة التعليمية بالأزهر "الأكثر اقبالا من الطلاب الأفارقة الوافدين لمصر" دورا مهما في نشر الوعي والثقافة بين الشعوب الافريقية بارسالها مبعوثين الي مناطق مختلفة داخل القارة لتعليم اللغة العربية. ونشر الدين الاسلامي ويتميز الأزهر عن غيره من المؤسسات التابعة لدول أخري. في طرحه لنموذج اسلامي معتدل ووسطي يتلائم مع المسلمين الأفارقة وأيضا الكنيسة المصرية لها تواصل فريد مع المحيط الافريقي ولها بصمات ثقافية وتعليمية سواء مدنية أو دينية والتي بدأت بأثيوبيا والسودان وامتدت الي كينياوالكونغو ودول الجنوب لدرجة ان هناك بعض القبائل في شرق افريقيا تتشابه لغتها مع اللغة القبطية ووضح الأنبا انطونيوس في تقديمه للكتاب ان الكنسية القبطية وجود لافتة كتبت علي واجهة اتحدي الكنائس بجنوب افريقيا تقول: "ان السيد المسيح ومعه أقباط مصر سيأتون ويحررون الأغلبية من سيطرة البيض".