أصبح تصيد الأخطاء سلاحاً موجهاً يستخدمه البعض ضد أشخاص بأعينهم لتحقيق أهداف خبيثة في محاولة اثبات الذات أمام الناس.. وهؤلاء المتصيدون عادة ما يتناسون أخطاءهم وهفواتهم التي لا تعد.. ويتناسون ان الخطأ يصدر من كل البشر. وخاصة حينما يكون الانسان تحت ضغوط نفسياً سواء كان في المنزل أو العمل أو الشارع. هؤلاء المتربصون يتصيدون أخطاء الآخرين لا لشييء سوي ليثبتوا أما الناس أنهم الأفضل وأن مثلهم لا يقع في مثل هذه الأخطاء. كأنهم ليسوا من بني البشر والحقيقة أن أغلب من يتصيدون الأخطاء هم أشخاص مصابون بالغرور والغيرة الشديدة وتتضخم الأنانية عندهم. وينقصهم شيء يريدون تعويضه أمام الناس ليثبت أمام نفسه وأمام الآخرين أنه الأقوي.. وتحسين صورتهم ومحاولة الاعلاء من قدرهم. واذا كان لدي هؤلاء المتصيدون وقت فراغ كبير فمن الأفضل ان يستثمرون فيما هو مفيد لأنفسهم ولغيرهم وللمجتمع بدلا من تضييع وقتهم في تتبع الاخرين عملا بقول الله تعالي: "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا". ليتهم ينظرون الي أخطائهم وعيوبهم ونواقصهم قبل أن ينظروا الي الآخرين فالانسان حينما ينظر الي نفسه ونواقصها يسعي دائماً لسد ذلك النقص وتطوير نفسه. فلو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس.. لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولاً لأنه سيسأل عن نفسه قبل غيره وعليهم تذكر قول الله تعالي: "كل نفس بما كسبت رهينة". فيجب ان نتوقف عن اصطياد أخطاء الآخرين مهما كانت النوايا سليمة. وان نكف عن النقد الهدام لمن حولنا. وأن نعرض البدائل والحلول بدلاً من التوقف عند المشكلة وعدم حلها فمن لديه الحل فليتكلم ومن ليس ليه الحل فليصمت ويترك المجال لمن يعي ويفهم ويستطيع ايجاد الحلول المناسبة حتي لا تتسع فجوة الخلافات بين أفراد المجتمع.. وأحسن أحد الحكماء حين قال: المرء ان كان عاقلا ورعاً أشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم.. شغله عن وجع الناس كلهم وجعه.