أكد الدكتور محمد أبوليلة الأستاذ بجامعة الأزهر أن مطالبة بعض لجان المجلس الأعلي للثقافة بوزارة الأوقاف ترشيح سيد القمني وبحيري لجائزة الملك فيصل أسلوب من شأنه إثارة الفتن وتأجيج النفوس لدي الناس الذين يرون فيما يقولونه هجوماً علي ثوابت الدين وإساءة لمشاعر المؤمنين وتقليب المواطنين. وطالب وزارة الثقافة بالكف عن مثل هذه السلوكيات التي قد تضر أكثر مما تفيد متسائلاً: إذا كان القمني وبحيري يحرمان الإسلام فلماذا لم يقر كلامهم أحد علماء الأزهر مثلاً وأقول أحد علماء الأزهر فالمعروف إن الخلافات الفكرية يلتف حولها العلماء بين مؤيد ومعارض وكلاهما يحترم رأي الآخر أما حالات السب والشتم والطعن في الثوابت والتي نراها من قبل كلا الرجلين لا يتعامل معها العلماء كعلم وإنما كازدراء للأديان وللمشاعر المحبة للصحابة والتابعين والعلماء. وأشار إلي أن ما يقوم به مثل هؤلاء ينفذ دعوات بعض الغربيين إلي تفكيك الدين والوطنية والقيم وهو ما يتم بالسلاح علي أرض دول كثيرة ويتم لدينا فكرياً بما يفعله أمثال هؤلاء. أما الدكتور عبدالفتاح إدريس الأستاذ بجامعة الأزهر فيقول: إن تحديد المفاهيم أمر في غاية الأهمية خاصة أننا نعيش في زمن التخصصات الدقيقة وازدراء الأديان له مفهوم مختلف عن مفهوم الاجتهاد.. فمفهوم ازدراء الأديان يتضمن السخرية من تعاليم الدين أياً كان ديناً إسلامياً أو غيره. ويتضمن كذلك السخرية والاستهزاء بتعاليم هذا الدين وشعائره ورموزه. والتشكيك في ثوابت هذا الدين الذي استقر أمر هذه الثوابت في معتقد الناس منذ قرون فهذا هو ما يتعلق بازدراء الدين. وأما الاجتهاد فهو الإدلاء برأي في الأمور التي يكون للاجتهاد فيها مجال لمن كان أهلاً للاجتهاد خاصة ان هناك قضايا ليست محلاً للاجتهاد وهي القضايا المنصوص عليها والتي ثبتت بأدلة قطعية الدلالة والتي أجمع عليها علماء الأمة واستقر عليها أمر الدين وهذا لا يفتح فيها مجال للاجتهاد بحال من الأحوال. وقال د.إدريس أما القضايا التي هي محل خلاف بين علماء السلف والخلف يكون مجال اجتهاد فيها لمن كان علي علم يخوله الحق في الاجتهاد وكثيراً من غير المتخصصين ويدعون الاجتهاد أمام كاميرات الفضائيات كلامهم لا ينبغي أن يلتفت إليه أحد فإنه هراء في هراء.. ومن ثم فإنه لا يتصور أن أحداً من هؤلاء يصدق عليه وصف المجتهد حتي وإن كان يخوض في الدين. وأشار د.إدريس إلي أن الاختلاف مع رأي فقهاء السلف أو علماء السلف بوجه عام أو جهدهم لا يعد ازدراء بالدين لأن هؤلاء ليسوا هم الدين.. فالدين عقيدة وشريعة وأخلاق وعبادة ومعاملة وسلوكاً وهؤلاء الأشخاص ليسوا شيئاً من ذلك حتي يكون الطعن في أعمالهم أو في سيرتهم إزدراء بالدين..لكن النقد له أصوله وقواعده والاختلاف مع الآخر يحتاج إلي قواعد وأخلاق لأن علماء الأمة بشر يصيبون ويخطئون وهذه طبيعة البشر.