عرفت مصر الصالونات الثقافية منذ العام 1911م.. وكان أول صالون ثقافي "صالون مي زيادة" وعقد في قصر الأميرة ناظلي فاضل زوجة الأمير فاروق "ملك مصر والسودان فيما بعد".. وذلك لإثراء الحياة الثقافية في القصر بين الخاصة الملكية والمقربين من البلاط الملكي..! ثم توالت بعدها الصالونات الثقافية "العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ والكثير غيرها" التي أسهمت كثيرا في إثراء حياتنا الثقافية.. لنجد اليوم الصالونات الثقافية والفنية قد انتشرت في جميع محافظات مصر والدول العربية وتسيدت المشهد الثقافي. فكر الشاعر الكبير محمود حسن "مؤسس صالون ملائكة القوافي" في لملمة هذه الصالونات المنتشرة في جميع المحافظات والدول العربية وتكوين كيان كبير يضمها في اتحاد قائم ينسق فيما بينها ويكون "العمل الجماعي" هو الذي يقوم علي اساسه هذا الاتحاد الذي لا يكلف الدولة اية أعباء مالية! مجرد فكرة دارت في رأس محمود حسن.. اجتمع بعدها مع العديد من كبار الشعراء ومؤسسي ورؤساء الصالونات الثقافية.. لتصبح الفكرة واقعا ملموسا ويتم اختيار اسم للمولود الجديد "اتحاد صالونات مصر والعرب". نجح الشاعر محمود حسن في ضم 76 صالونا ثقافيا وفنيا للاتحاد وتكوين مجلس أمناء من رؤساء الصالونات ومؤسسيها.. ثم يعقد مؤتمرا حاشدا يعلن فيه قيام اتحاد صالونات مصر والعرب كيانا قويا بصالوناته الثقافية والفنية التي تسيدت المشهد الثقافي واسهمت كثيرا في انحسار الارهاب ومواجهة الجماعات التكفيرية. الشاعر محمود حسن عرفته منذ عدة شهور فقط.. ولكنني أحسست أنني أعرفه منذ زمن طويل كما شعرت انه يبادلني نفس الشعور.. فأصبحنا متلازمين معا في جميع الصالونات الثقافية سواء في القاهرة او المحافظات. أري في محمود حسن وهو يعتلي المنصة لالقاء اشعاره "عازفا" يعزف بالكلمات سيمفونية رائعة.. لتجد المتلقي مشدودا اليه بجميع حواسه حتي ينتهي من قصيدته او سيمفونيته سواء كانت وطنية أو عاطفية "مهذبة"!! أجمع شعراء الفصحي والعامية علي منح محمود حسن لقب "أمير القوافي".. وهو جدير بهذا اللقب.. حيث انه اسس منذ سنوات صالونه "ملائكة القوافي".. وهو الذي قال: "هو عبدالناصر من علمنا كيف تكون الثورة والثوار.." وهو الذي كتب مؤخرا بعد احداث الارهاب التي وقعت في باريس في سلسلة رسائله الفرعونية "رسالة رقم "8" المهداة الي فرنسا". محمود حسن تجده شاعرا يمتلك ادواته جيدا.. وتجده فيلسوفا.. ثم تجده ايضا يعيش الواقع لحظة بلحظة ولا ينفصل عنه.. يمتلك خيالا خصبا الي جانب خلفيته الثقافية بالحضارات الفرعونية والاسلامية والقبطية. وهبه الله "كاريزما خاصة" يستطيع من خلالها السيطرة علي حواس المتلقي عندما يعتلي المنصة لالقاء اشعاره. هذه حكاية محمود حسن وفكرته العبقرية ونجاحه في لملمة 76 صالونا ثقافيا لتتسيد تلك الصالونات المشهد الثقافي ويصبح الاتحاد واقعا ملموسا.. خاصة بعد ان التقي اعضاؤه مؤخرا والدكتورة امل الصبان "أمين عام المجلس الاعلي للثقافة" التي أكدت دعمها الكامل للاتحاد.. لتظل مصر المحروسة دائما.. رائدة للمنطقة العربية بمبدعيها وشعرائها وفنانيها.