لن يقع الوطن فريسة الفشل طالما له أبناء تشغلهم همومه وأزماته ويبحثون عن سبل لحلها في انتظار مسئول يمتلك سلطة اتخاذ القرار لتنفيذها.. عصام عبدالجواد أحد هؤلاء الشباب لم يستسلم لحدود الوظيفة الحكومية التي يعمل بها وانطلق يبحث في تجارب الدول المتقدمة عن حلول تمنع تكرار الأزمات أو علي الأقل تحد من توابعها وقد شغلته حادثة تدافع الحجاج بمني في موسم الحج الماضي ككارثة تستوجب إعادة التفكير في الإعداد والتنظيم قبل حلول الموسم القادم. يقول عصام عبدالجواد الموظف بإحدي شركات قطاع الأعمال تخرجت في كلية التجارة جامعة عين شمس عام 2010 وكنت كثير القراءة والبحث في تجارب الدول المتقدمة التي مرت بظروف أسوأ منا وعبرتها حتي حصلت علي دراسات عليا في تخصص "تنظيم طرق العمل" وقمت بتدشين صفحة علي الفيس بوك باسم "فن إدارة الأزمات". يضيف عصام: إن هذه الصفحة تتلقي آلاف الأفكار من المهمومين بحل أزمات الوطن من شأنها القضاء علي الكثير من المشاكل اليومية التي نواجهها مثل المرور والبوتاجاز والسيول وغير ذلك من الأزمات التي تمر بنا. الاستعداد لموسم الحج ويستكمل عصام إن من أصعب وأشد الكوارث التي أدمت قلوبنا حادثة تدافع الحجاج بمني والتي راح ضحيتها مئات من الشهداء نحتسبهم عند الله ولكن هل استعدت الدولة للموسم القادم أم أننا ننتظر الكارثة حتي تتكرر مرات ومرات دون معالجة جذرية للقضاء عليها نهائياً وبالبحث في تجارب الدول الأخري نجد أن ماليزيا كانت من أكثر الدول التي تعرض حجيجها للإصابات في مواسم الحج. رخصة تهيئة الحاج ويتابع قائلاً: إن لم نستطع ابتكار حل للمشكلة فعلينا الاستفادة من تجارب الآخرين ومن التجربة الماليزية نجد أنه حان الوقت لهيئة مستقلة لشئون الحج بداخل كل دولة تتولي كافة الإجراءات بداية من طلب المواطن السفر للحج وحتي عودته لبلده وتكون تلك الهيئات جميعها علي اتصال مباشر مع مركز لإدارة الأزمات التابع لوزارة الحج السعودية بحيث يكون بمثابة "المايسترو" المسئول عن التنسيق فيما بينها علي الأراضي السعودية أثناء تأدية المناسك. ويقترح عصام حصول الفرد علي "رخصة تهيئة الحاج" كشرط لاستخراج التأشيرة وهي عبارة عن الموافقة الأمنية من دولته حتي لا يتسلل مواطن غير سوي له ميول عدائية لداخل المملكة السعودية والقيام بأعمال تخريبية بالإضافة إلي ضرورة اجتياز الحاج للكشف الطبي ويحذر سفر أصحاب الأمراض المعدية والمزمنة. هذا مع ضرورة استكمال الشق التدريبي لهذه الرخصة بمعني أن يصمم نموذج يحاكي المناسك ويتدرب عليها المواطن قبل سفره من خلال علماء الأزهر المتخصصين لتجنب التعرض للمشاكل كذلك التأهيل السلوكي والديني للحاج قبل سفره. قاعدة بيانات ويشير عصام إلي ضرورة أن تتولي تلك الهيئات المستقلة إنشاء قاعدة بيانات لكل حاج مسجل فيها البيانات الشخصية كالاسم والعنوان والمؤهل الدراسي وأرقام التليفون الخاصة به وفصيلة الدم وخط السير بداية من السفر والإقامة وأداء المناسك وحتي العودة وبيانات أقاربه من الدرجة الأولي وتسجل علي شريحة الكترونية "كارت ميموري" يكون في حوزة الحاج باستمرار كما يتم تغذية مركز إدارة الأزمات بالجانب السعودي بتلك البيانات حتي يمكن تتبع الحاج وسهولة التواصل مع أسرته في حال حدوث أي مكروه. ويتابع الحديث قائلاً: يتبقي التنسيق الداخلي بالمملكة السعودية لتحديد أعداد حجاج المملكة كل عام واستحداث طرق خاصة بالمشاعر التي يحدث فيها تدافع تؤدي إلي كوارث كرمي الجمرات حيث تقسم إلي طريق خاص بالنساء فوق سن الخمسين تصاحب كل مجموعة منهن شابة تقودهن في المناسك وطريق مماثل للرجال فوق سن الخمسين بصحبة شاب لكل مجموعة وثالث للرجال أقل من الخمسين بصحبة الأولاد صغار السن ورابع للسيدات ومعهن البنات الصغار وبذلك نحد من التدافع والكوارث الناتجة عنه. وفي النهاية يشير عصام عبدالجواد إلي أنه وغيره آلاف من الشباب يبحثون عن الحلول حتي وإن كانت من تجارب سبقنا إليها الآخرون ولكنها أتت ثمارها فلم لا نستفد منها ويتمني أن يخرج المسئول من إطار الروتين والبيروقراطية والاستفادة من الأفكار والمقترحات الشابة والاستفادة من أخطاء الماضي والاستعداد لمواجهة الأزمة قبل انتظار وقوعها والبكاء علي اللبن المسكوب. محافظ تحت التمرين يضيف عبدالجواد يجب التفكير خارج الصندوق في الهيكل الإداري بالدولة ككل فقد حان الوقت للتخلي عن شهوة السلطة وحب الكرسي وإتاحة الفرصة للطاقات الواعدة وتكوين صف ثاني وثالث وإعداد قادة المستقبل فعلي سبيل المثال يمكن تكوين هيئة تدريبية للمحافظين تكون مهمتها تفريخ قيادات مستعدة لتحمل المسئولية متي طلب منها ذلك بصورة تلقائية من جميع المحافظات لديها خبرة بالمشاكل الموجودة والقدرة علي استحداث حلول للتغلب عليها وتقليص فرص فشل المحافظين في المهام الموكلة إليهم.