بدأت أمس فعاليات قمة المناخ في دورتها الحادية والعشرين والتي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس بحضور أكثر من 150 رئيس دولة وسط تحديات مناخية حادة تهدد بفناء الكون مما دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لدعوة قادة العالم في الجلسة الافتتاحية لإبلاغ رسالة للعالم بمدي خطورة الوضع المناخي ولتحميلهم جميعاً كقادة للعالم لاتخاذ موقف دولي ملزم لمكافحة التغير المناخي والتصدي بقوة أمام ارتفاع درجة حرارة الأرض. بدأت الجلسة الافتتاحية بدعوة الرئيس الفرنسي بالصمت دقيقة حداداً علي أرواح ضحايا الإرهاب الذي تعرضت له فرنسا مؤخراً وطالب في كلمته قادة العالم بضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل تقرير مصير مستقبل الكرة الأرضية وأكد بان كي مون علي زعماء العالم أن يدركوا جيداً انهم علي موعد مع التاريخ وعليكم بالانصات لأصوات شعوبكم وأن مستقبل الأرض يقع علي عاتقكم وأن نجاح القمة يعني التوصل إلي اتفاق يخدم مستقبل الكرة الأرضية. وأكد لوران فابيوس رئيس القمة علي ضرورة مساندة الزعماء المشاركين في قمة المناخ بضرورة جعلها حدثاً تاريخياً من خلال التوصل إلي اتفاق عالمي مشيراً إلي أن العالم يواجه تحديين هما الإرهاب والتغيرات المناخية. أشار فابيوس إلي أن العالم لم يعد لديه رفاهية الانتظار أكثر من ذلك وعليه أن تصل هذه القمة إلي حلول جذرية عاجلة. وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ضرورة التفاؤل بالمستقبل واعترف أمام قمة المناخ بأنه رئيس لأكبر اقتصاد في العالم وبلاده تعد الثانية علي مستوي العالم انتاجاً للانبعاثات التي تعد السبب الرئيسي للتغيرات المناخية وأكد ضرورة التفاؤل بالمستقبل لأن التشاؤم يمثل تحدياً كبيراً أمام العالم. أشار أوباما في كلمته إلي أننا نعيش مرحلة فارقة من تاريخ البشرية وتحيط بنا اخطار جسيمة تهدد مستقبل الأجيال القادمة. أولاند : "العدالة المناخية"..ضرورة النوايا الطيبة لا تكفي .. والمطلوب إتاحة الطاقة النظيفة دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند. إلي التوصل لاتفاق ملزم للجميع لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية. وقال أولاند في افتتاح قمة باريس حول التغير المناخي إن قمة اليوم.. قمة تاريخية يشارك فيها أطراف من كل انحاء العالم لمواجهة تحد كبير يتمثل في مستقبل الحياة علي كوكب الأرض في الوقت الذي حصد فيه متعصبون حياة المئات علي أرض فرنسا. وأكد أولاند أن "هذه الأحداث المأساوية ترغمنا علي التركيز فيما هو أساسي. وليس من حقنا أن نستسلم للإحباط. فمكافحة الإرهاب وأيضاً مكافحة التغير المناخي أمران حيويان. وعلينا أن نترك لأولادنا كوكباً صالحاً للحياة بعيداً عن التصحر وارتفاع منسوب مياه البحر والفيضانات. وهي ظواهر يعاني منها الملايين وتسبب خسائر بالمليارات. فضلاً عن أن الفقراء هم الأكثر تضرراً. مما يدفعنا إلي التحرك باسم العدالة المناخية. ولفت الرئيس الفرنسي إلي أن تغيرات المناخ تسبب لاجئين أكثر من العدد الذي تسببه الحروب. وعلينا العمل علي الحفاظ علي موارد الكوكب. وأن اتفاقاً يتعين التوصل إليه في هذا الشأن بحلول 12 ديسمبر في باريس. ويجب لإنجاح المؤتمر تحديد مسار معقول للحد من ارتفاع حرارة نالأرض بمقدار درجتين أو درجة ونصف الدرجة إذا أمكن ووضع آلية مواجعة كل خمس سنوات. مع التضامن فيما بين الدول ومشاركتها جميعاً في هذه الجهود. وعدم ترك الدول الفقيرة وحدها في مواجهة التغيرات المناخية وتداعياتها. وخاصة الدولة والجزر الصغيرة. ويتعين أيضاً أن يكون الاتفاق عالمياً وملزماً. وعلي الدول المتقدمة تحمل مسئوليتها وعلي الدول النامية أن يتم مساندتها في جهود التكيف ويجب تسهيل نقل التكنولوجيا. ودعا الرئيس الفرنسي جميع الشركات والمستثمرين والمواطنين. وحتي رجال الدين. إلي تفهم أن المعطيات تغيرت. مشيداً بالمدافعين عن قضايا البيئة. وقال إن حل المشكلة المناخية لا يكفيها النوايا الطيبة ويجب أن يكون مؤتمر باريس بداية لتحول كبير. لفتح إمكانات وآفاق تنمية من خلال الطاقة النظيفة وإتاحتها للجميع وإعادة التدوير والحفاظ علي التنوع وضمان توافر العلم والتعليم للجميع. داعياً إلي عدم الاستسلام للأنانية. كما دعا القادة إلي تحمل مسئوليتهم أمام المجتمع الدولي وايجاد توازن لمواجهة التحدي والانتقال من العولمة القائمة علي التنافس إلي تلك القائمة علي التعاون. وأيضاً علي تحقيق الشراكة بين الإنسان والطبيعة. وقال إن مؤتمر باريس سيحدد مستقبل كوكب الأرض. وقد بدأت أعمال القمة بدقيقة صمت من جانب المشاركين حداداً علي أرواح ضحايا اعتداءاتت باربس الأخيرة. وقررت الحكومة الفرنسية بدء القمة التي تمتد لمدة 13 يوماً. باجتماعات الرؤساء وليس العكس كما هو معمول به. من أجل اعطاء دفعة قوية للمفاوضات وللإسهام بصورة أكثر فاعلية في الخروج من المؤتمر بالنتائج المرجوة للحد من تداعيات تغير المناخ علي الحياة علي كوكب الأرض. باريس تطوي أحزانها وتبتهج بالمناخ والكريسماس احتفالية بالأضواء المبهرة علي برج إيفل تدعو لإنقاذ الأرض مع توافد زعماء العالم إلي العاصمة الفرنسية باريس للمشاركة في قمة المناخ استعادت مدينة النور بهجتها وطوت أحزانها سريعاً لاستقبال ضيوفها من شتي بقاع العالم وعلي غير المتوقع امتلأت شوارع باريس باللوحات الفنية والأضواء المبهرة والاحتفالات التي امتزج فيها الفن التشكيلي والموسيقي بالرسائل التي تدعو القادة لاتخاذ موقف موحد للتوجه للطاقات النظيفة وإنقاذ كوكب الأرض من الخطر الذي يهدد بفناء البشرية. لم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات الفرنسية علي منطقة لوبورجيه التي يعقد بها المؤتمر بسبب وصول قادة العالم من الاحتفال في وسط باريس وإطلاق الاعلانات في جميع انحاء باريس الموجهة للمواطنين بترك سياراتهم الخاصة وعدم استخدام التاكسي والاعتماد علي وسائل النقل العامة والتي تستقبل وتنقل المواطنين وضيوف المؤتمر بالمجان خلال يومي الاحد والاثنين. لأول مرة يضاء برج إيفل منذ أحداث 13 نوفمبر عشية افتتاح مؤتمر المناخ باحتفالية كبري حيث ملأت الاضواء سماء باريس وقامت الممثلة العالمية ماريون كوتيار بتقديم الاحتفالية التي تحمل شعار قلب واحد لشجرة واحدة حيث سلطت الاضواء علي لوحات فنية للفنانة التشكيلية "نزيهة مستاوي" وهي بلجيكية الجنسية من أصل تونسي حيث عرضت لوحات تدعو لحماية الغابات والاتجاه لاستخدام الطاقات الجديدة والمتجددة كما تدعو المواطنين من كل انحاء العالم للقيام بدورهم في التصدي للتغيرات المناخية وقام بالتعليق علي اللوحات العالم البيئي المعروف بسفير المناخ نيكولوس أولو. وفي شارع الشانزليه أهم وأشهر شوارع باريس غطت الأضواء بأشكال فنية مبدعة جميع الأرجاء علي الجانبين وفي الوسط كما امتلأ الشارع بملاهي للاطفال وهي عبارة عن دراجات يقودها الاطفال فيتولد عنها طاقة كهربائية تضيء الموقع ومواقع أخري اقيمت بها الملاهي مثل المراجيح ويقوم الاطفال بتحركها في الهواء لتتولد طاقة كهربائية. وتم تزيين قوس النصر بالأضواء والألوان واقيمت حوله مراوح كبري كمزارع للرياح تعبيراً عن توليد الطاقة من الرياح والخلايا الشمسية الكبري التي تعبر عن توليد الطاقة من الشمس. بان كي مون يدعو إلي اقتصاد عالمي صديق للبيئة فرنسا أ . ش . أ : دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة دول العالم بالتحلي بالمرونة للتوصل إلي حل مرضي في مواجهة التغيرات المناخية والخروج بنتائج واضحة "من قمة باريس لتغييرات المناخية" تحدد الطريق الذي يتعين سلوكه للمضي قدماً في مواجهة تداعيات تغير المناخ والإسراع للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلي أقل من درجتان للحد من الآثار علي الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي والأمن والسلم الدوليين. وقال بان كي مون في كلمته في افتتاح قمة باريس ان الاتفاق المزمع يجب أن يكون دائماً للانتقال إلي اقتصاد عالمي لا يتسبب في التلوث. وتابع أن الاتفاق يجب أن يكون ديناميكياً وأن يتعامل مع الأوضاع بصورة جماعية مختلفة ويحقق التوازن بين مسئولية الدول المتقدمة والدول النامية علي حد سواء. وطالب بالتوصل إلي اتفاق قائم علي التضامن والتوازن للتكيف مع تداعيات تغير المناخ. وأن يكون اتفاقاً له مصداقية وقابلاً للتطبيق علي الأرض. وقال يجب علي كل الدول المتقدمة تقديم 100 مليار دولار سنوياً حتي 2020. كما يجب أن يتضمن الاتفاق آلية مرنة تأخذ في الاعتبار التغيرات علي الأرض. وأوضح أن مستقبل الأرض ومستقبل بلادنا بين أيدي القادة الذين يتعين عليهم تحقيق نقلة حقيقية مبتكرة لتحقيق اقتصاد أكثر حساسية وإدراك لقضايا البيئة والمناخ. وأضاف أن المواطنين في العام قاموا بمسيرات لحشد الجهود لمواجهة التغيرات المناخية وايصال شواغلهم إلي القادة. لافتاً إلي أنه التقي أمس بقيادات المجتمع المدني الذين جاءوا لحث الجميع علي أن يكونوا علي مستوي الحدث والتحدي وأن يتعاملوا معه بشجاعة لتحقيق مستقبل أفضل للجميع. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه رغم مختلف الأحداث واعتداءات باريس. قررنا عقد المؤتمر لنبعث برسالة تضامن في مواجهة الإرهاب. بوتين لن يلتقي أردوغان موسكو - وكالات الأنباء: ذكر ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم لقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال قمة المناخ في باريس. وأضاف أنه من المرجح أن يجري بوتين محادثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي هامش القمة. وفي أنقرة قال الجيش التركي في بيان إن طائرة تحمل رفات الطيار الروسي الذي قتل الاسبوع الماضي بعد إسقاط تركيا طائرة حربية روسية غادرت أنقرة في طريقها إلي موسكو. أضاف أن إعادة الرفات أعقبتها جنازة عسكرية حضرها السفير الروسي ومسئولون عسكريون آخرون. وأحدث إسقاط الطائرة تصدعاً كبيراً في العلاقات بين روسياوتركيا إذ أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع الاسبوع مجموعة من الإجراءات العقابية ضد تركيا. وفي الما اتا حثت قازاخستان كلا من روسياوتركيا أمس علي تشكيل لجنة ثنائية لإجراء تحقيق مشترك في إسقاط أنقرة طائرة حربية روسية الاسبوع الماضي مما أدي إلي تأزم علاقتها مع موسكو. وقال نور سلطان نزار باييف رئيس قازاخستان حليفة موسكو في كلمته السنوية للأمة "هناك حاجة لتشكيل هذه اللجنة في سبيل معرفة المسئولين ومعاقبتهم وترميم العلاقات".