أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن آثار تغير المناخ عابرة للقارات ويجب الاهتمام بقضية التكيف مع هذه المتغيرات والاثار وأن ذلك مطلب أفريقي ثابت. وأشار في كلمته أمام الاجتماع الخاص بالتأقلم مع تداعيات تغير المناخ إلي أن مصر تقوم بتنسيق قاري وتقدمت بمبادرتين لتطوير البنية التحتية ورصد التغيرات المناخية والتنبؤ بها في أفريقيا. وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أود بداية. أن أتوجه بالشكر إلي سكرتير عام الأممالمتحدة.. علي تنظيمه هذا الحدث المهم.. ويسعدني أن أتحدث في هذا اللقاء عن الأولويات الأفريقية فيما يتعلق بالتأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية. إن إيلاء الاهتمام اللازم لقضية التكيف مع آثار تغير المناخ.. يعد من المطالب الثابتة للدول الأفريقية.. ومن هذا تأتي أهمية هذا الاجتماع.. الذي يعكس أهمية تحول النظرة العالمية لقضية التكيف وتزايد الاهتمام بها.. بعد سنوات من تراجع هذا الاهتمام.. وذلك في ضوء ما يجب أن يمثله التكيف من مسئولية دولية.. يتعين علي العالم أجمع التكاتف للتعامل معها. ويمثل التكيف مع آثار تغير المناخ.. تحديا هائلا بالنسبة للقارة الأفريقية.. إذ تمتد تلك الاثار للعديد من المجالات الضرورية للحياة وللنشاط الاقتصادي.. وفي مقدمتها المياه.. والزراعة.. والصحة.. والطاقة.. والبنية الأساسية.. وحماية السواحل.. والحفاظ علي التنوع البيولوجي.. في الوقت الذي تفتقر فيه القارة الأفريقية للموارد اللازمة للتعامل مع كافة تلك التحديات.. وزيادة معدلات التنمية في الوقت ذاته. وكما ذكرت في كلمتي أمام المؤتمر.. فقد كشف تقرير صادر مؤخرا.. عن برنامج الأممالمتحدة للبيئة بشأن أنشطة التكيف في أفريقيا.. عن أن الدول الأفريقية ستواجه فجوة تمويلية.. فيما يتعلق بتنفيذها لخطط وبرامج التكيف مع تغير المناخ.. لا تقل عن 12 مليار دولار سنوياً حتي عام ..2020 تتضاعف بعد ذلك باستمرار. وإضافة لما سبق. فإن العدالة والانصاف يقتضيان تقديم كافة أوجه الدعم الدولي.. من تمويل وتكنولوجيا وبناء للقدرات.. ونقل للخبرات لمساعدة الدول الأفريقية علي مجابهة الأعباء المرتبطة بالتكيف مع تغير المناخ.. لاسيما أن أفريقيا هي الأقل تسببا في الانبعاثات الحرارية.. والأكثر تضررا من تداعياتها.. كما أن عدم تواصل الجهود الدولية- بقيادة الدول المتقدمة- إلي المستويات المطلوبة.. يزيد من تفاقم مشكلة التكيف.. ومن أعباء الدول الأفريقية للتعامل معها. ونتيجة لتلك التحديات. قامت مصر في شهر يونيو الماضي.. في سياق توليها مسئولية تمثيل المصالح الأفريقية إزاء تغير المناخ.. علي المستويين الرئاسي والوزاري.. بتنسيق جهد قاري لبلورة مبادرة أفريقية للتكيف.. تهدف إلي تعبئة الدعم الدولي لأنشطة التكيف والخسائر والأضرار في أفريقيا.. جنبا الي جنب مع المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة.. بما يعكس الدور القيادي والفاعل لأفريقيا.. ومساهمتها في الجهود الدولية الخاصة بالتصدي لتغير المناخ.. وقد تلقت المبادرتان مؤخراً دفعة كبيرة.. من جانب لجنة القادة الأفارقة الخاصة بتغير المناخ. وتهدف المبادرة الأفريقية للتكيف.. إلي تعبئة الدعم الدولي لتعزيز الأنشطة ذات الصلة في أفريقيا.. حيث تتأسس المبادرة علي أربع دعائم رئيسية وهي: تعزيز وتطوير البنية التحتية الخاصة برصد التغيرات المناخية والتنبؤ بها.. ودعم السياسات والمؤسسات الوطنية ذات الصلة.. ودعم وضع وتنفيذ مشروعات محددة وملموسة في مجال التكيف.. وتعبئة التمويل والاستثمارات العالمية والمحلية لهذا الغرض.. وتولي المبادرة في هذا السياق. أهمية لتعزيز التنسيق والتعاون الاقليمي فيما بين الدول الأفريقية بالنسبة لتنفيذ أنشطة التكيف.. لتعظيم المنافع المشتركة.. وتجنب وقوع أية أضرار جراء تلك الأنشطة.. خاصة ان آثار تغير المناخ بطبيعتها عابرة للحدود. وفي الختام أود أن أنتهز هذه المناسبة لأوجه الدعوة.. لكافة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية المشاركة معنا اليوم.. لتقديم الدعم اللازم لهاتين المبادرتين في مجالي التكيف والطاقة المتجددة وكذلك دعم جهود الدول الأفريقية للتصدي لتداعيات تغير المناخ.. بما يحقق الازدهار والرخاء لدول وشعوب القارة الافريقية.