معاقبة بعض ضباط وأمناء الشرطة لخروجهم عن القانون واستخدام السلطة بطريقة غير قانونية. وهذا وسام علي صدر "هيئة الشرطة" كلها.. لا أكثر من سبب.. فهيئة الشرطة. ربما كانت الهيئة الوحيدة التي تستطيع إخفاء أي جريمة والتستر عليها.. ولا حد شاف. ولا حد دري.. ولكن أن يتم كشف أمره والشهادة ضده من زملائه يؤكد أن جسماً غريباً دخل الجسد ولابد من علاجه فوراً.. هو جسم غريب تسلل إلي جسد قوي نظيف شريف. حيث يلفظه فوراً.. ثم هذا دليل علي استنكار الغالبية العظمي لأي انحراف. تعالوا نعيش أيامنا وما فيها من ضغوط مادية واقتصادية والاجتماعية. بل وتعليمية وصحية.. ونحن بشر قد نفقد أعصابنا رغم أنفنا لحظة وقد نفعل ما نندم عليه.. وهذه أمور عادية. ولكن أن يصل الأمر إلي مشاكل شخصية أو منافع خاصة.. بعيداً عن القانون والانضباط والشفافية. فهذا ما لا تقبله هيئة الشرطة نفسها.. ولا أي مصي أيضاً. * * * ولكن.. اسمحوا لي.. مثلاً.. إذا جاءك هذا المسمي "حبوري" أو شيء من هذا القبيل مثلاً. الذي أنام 26 مجنداً علي وجههم وسار بقدمه الغليظة علي ظهورهم وشاط رءوسهم بحذائه القذر. وبعد التعذيب قتلهم.. إذا جاء هذا الحيوان البشري.. هذه الجثة الضخمة بوجهه القبيح الذي إذا ظهر لك في الليل ستظن أنه عفريت إسماعيل يس.. وبكل بجاحة ينكر ما رآه تسعون مليوناً علي الشاشة وعلي صفحات الجرائد.. هل تملك أعصابك؟!.. البعض يمسك أعصابه علي حساب صحته وضغط الدم والسكتة القلبية وغيرها.. والبعض ينفجر عندما يتصور أن هؤلاء إخوته وأبنائه.. هنا مسموح بإجباره علي الاعتراف بطريقة أو بأخري.. إذن ليس كل صراخ في قسم البوليس معناه جريمة ضد ضابط البوليس وليس ضد مجرم يستحق الإعدام والإعدام فوراً. ثم أريد أن أقول إن كل مجتمع فيه من يستحق المساءلة والمحاكمة.. لسنا نعيش في "المدينة الفاضلة" تعالوا ننسي حكاية "المدينة الفاضلة" التي كانت موضع أدب أساتذتنا الكبار.. عصر عمر بن عبدالعزيز. مضي ولن يعود.. كان فلتة من فلتات الدهر.. وزير تم القبض عليه في ميدان التحرير.. انتهي موضوع التستر علي الجريمة في أعلي المستويات.. أعلم علم اليقين أن بعض كبار رجال السياسة المشهورين جداً زمان.. تم حفظ التحقيقات التي أجريت لهم بأوامر ممن له حق إصدار هذه الأوامر.. والحمد لله.. الجمهورية الثالثة أعلنتها صراحة وعملياً.. لن يفلت منحرف بعد اليوم حتي لو كان وزيراً. * * * ليس هذا دفاعاً عن رجال الشرطة.. باعتبار أنني من أسرة والدي وجدودي ضباط بوليس.. ولكن فقط أريد أن تكون بعض الوقائع الفردية القليلة جداً تلطخ ثوب أبيض ناصع من حديد يحمي تسعين مليوناً من الصابرين المؤمنين.