* لا أصدق ما أسمعه في بعض الفضائيات من آراء وتعليقات وأوامر وتوجيهات!! وأحد الأوصياء علينا من مقدمي البرامج الحوارية خرج علينا منفعلاً يطالب الرئيس بالتخلص من أنصار مبارك. وأحمد شفيق. ووصفهم بأنهم متآمرون. ومماليك هذا العصر!! ومضي هذا الإعلامي في تحريضه قائلاً: "حان الوقت الآن للقيام بمذبحة مماليك جديدة. مذبحة تاريخية وسياسية. وقانونية ضد المتآمرين. مثلما فعل محمد علي مع المماليك. وذلك من أجل مصلحة الشعب". والكلام خطير. ويأتي في سياق الفوضي الفكرية والإعلامية التي نمر بها حالياً. وهو مدخل إلي فتنة جديدة في مصر. فبدلاً من الدعوة إلي أن يكون هناك إجماع واصطفاف. وطني في هذه المرحلة. وبدلاً من الدعوة لأن تكون مصر لكل المصريين. وبدلاً من الدعوة لأن تكون الوظائف القيادية لأهل الخبرة. وليس أهل الثقة. فإننا نجد الآن دعوات لفتح جبهات ومعارك مع رجالات مبارك. ورجالات شفيق وغيرهم!! إن هذه الدعوات السطحية. لا تبني وطناً يسعي للتقدم نحو المستقبل بهدوء وسلام اجتماعي. ولكن تخلف وراءها وطناً ممزقاً. مليئاً بالصراعات وتبادل الاتهامات. وفتح الملفات وإظهار العورات. إن مصر لمن يعمل. ولمن كان قادراً علي العطاء والإبداع. وتحمل المسئولية.. وكلنا أبناء مصر. ورجال مصر. ومصر لا تفرط في أبنائها بمذبحة مماليك أو بتعليمات من الفضائيات التي أصبحت علي ما يبدو مصدراً لكل فتنة جديدة. * * * * ووزير الثقافة. حلمي النمنم. قال في حوار تليفزيوني: إن مصر بها 2 مليون ملحد. وتحديد الوزير للرقم غريب ومثير للدهشة. فمن أين استقي معلوماته حول أعداد الملحدين في مصر.. وهل هناك إحصائية رسمية في هذا الشأن. وهل هناك من يكتب في خانة الديانة أنه ملحد.. وهل هناك أيضاً من يعترف علناً بالإلحاد!! إن وزير الثقافة فاجأ المجتمع بهذا الرقم المخيف. الذي يمثل نسبة لا يُستهان بها. والذي يعني أن هناك تحولات وأفكاراً غريبة. تنتشر وتغزو عقول شعبنا. وتهدد ديننا.. وأن أزهر مصر عليه أن ينتبه. وأن يدرك أن الملحدين في بلادنا أصبحوا الآن بالملايين!! * * * * أما وزير التنمية الإدارية الأسبق الدكتور هاني محمود. فيقول: إن الختم اليدوي قد اختفي في جميع أنحاء العالم. ولكنه مازال يستخدم في مصر. وهناك الآلاف من أختام النسر في مكاتب الخدمات العامة. وهذا خطر علي المجتمع. والوزير السابق يقصد من هذا أننا قد تأخرنا كثيراً في الانتقال لمرحلة الدولة الإلكترونية. التي تختفي معها الأوراق والأختام والروتين والتعقيدات. ولا جدال فيما ذكر الوزير. وإن كان من الصعب الانتقال إلي هذه المرحلة بسرعة. فقد عشقنا ختم النسر. وتصوير الأوراق بختم النسر.. والورقة الرسمية من غير ختم النسر شكلها "وحش".. ده ختم النسر عنوان ومظهر الدولة.. احنا دولة أوراق ومستندات!! * * * * وبعيداً عن أحاديث الوزراء الذين أصبحنا لا نتذكر أسماءهم من كثرة تغييرهم. فإن وزارة الداخلية تتعرض الآن لهجمة شرسة بسبب تجاوزات بعض أفرادها التي استفزت وأثارت الرأي العام. والهجوم علي وزارة الداخلية الآن بالغ الخطورة. خاصة مع التهديدات والأحاديث التي تبشر بثورة جديدة في 25 يناير القادم. فالانتقادات الحادة ضد الداخلية ستمثل عائقاً نفسياً أمام الضباط والجنود. قد يؤدي إلي التردد والضعف في مواجهة أي خروج علي القانون. أو تهديدات محتملة للأمن والاستقرار في المرحلة القادمة. ووزارة الداخلية تواجه ضغوطاً هائلة تجعل من السهل حدوث تجاوزات أو انتهاك للقانون. وهو ما يجعلنا نتعاطف معها. ونطالب بمراعاة ذلك إعلامياً. وأن تكون عملية التوجيه والمراقبة والعقاب من داخل الوزارة. وبحزم وسرعة. حتي لا تكون هناك فرصة للمزايدة وضرب الداخلية ورجالاتها مرة أخري. * * * * ونعود إلي الإعلام والتجاوزات والسقطات المهنية. فمهما كان الخلاف في الرأي. أو التوجه. فإنه لا يجوز أخلاقياً أن يتهكم أحد الإعلاميين علي مذيعة كانت معروفة ومشهورة. واختفت من الساحة. ويقول عنها إنها "عملت عملية تحول جنسي" من ذكر إلي أنثي"!!! مثل هذا الحديث لا يجوز. ولا يحتمل. ولكنه.. وهذا ما يؤسف له. أصبح سائداً ومقبولاً!! * * * * وريهام سعيد سوف تخرج لسانها للجميع وتعود من جديد لتقديم برنامجها علي قناة "النهار".. والدنيا حظوظ.. حظوظ.. الدنيا دنيا حظوظ.. وسكة أبوزيد كلها مسالك.. واللي عارف اللعبة ومسالكها. لا يستغرب عودة ريهام سعيد. وعفاريت ريهام سعيد.. وأكيد العفاريت اتصرفوا!! * * * * وأخيرا.. الله يكون في عون اللواء أبوبكر عبدالكريم. مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن والعلاقات العامة.. مكتوب عليه أن يواجه كل وسائل الإعلام واستفزازاتها. وأن يرد بهدوء. وألا يخطئ أبداً!!.. وحتي الآن مازال يحاول ويحاول. ويكفيه دائماً شرف المحاولة. والاستمرار.
