تظل المستشفيات الحكومية في محافظات مصر مأساة حقيقية وأزلية بكل المقاييس.. وعلي مدار سنين طويلة وفي ظل الحكومات المتعاقبة لم تصل يد التطوير الفعلي لتلك المستشفيات بشكل حقيقي وجذري..للأسف الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.. فلا رعاية صحية ولا نظافة ولا اهتمام .. بل مجرد مباني أشبه بالأطلال . علي سبيل المثال وليس الحصر.. مستشفي المحمودية العام بمحافظة البحيرة يعاني من إهمال شديد ومنقطع النظير شأنه شأن باقي المستشفيات الحكومية.. وأغلب الظن ان من يدخله يكون فقط لأخذ كيس دم أو محلول ملح فقط.. و أضعف الايمان اذا تطلب الامر أن يأخذ المريض حقنه .. فيتعين عليه شراء " السرنجة" أولا. لا شك ان أهمية تطوير تلك المستشفيات الموجودة بالمحافظات تكمن في انها الملاذ الوحيد للفقراء وما أكثرهم الذين لا يستطيعون العلاج في غيرها من المستشفيات الخاصة والاستثمارية.. فضلاً عن انها توجد في أماكن بعيدة كالإسكندرية والقاهرة و6 أكتوبر..كما انها تعتبر اختيارا مؤقتاً للاغنياء. يجب أن تنظر الحكومة ممثلة في المحافظين بعين الاعتبار لتلك المستشفيات بحيث يتم تخصيص جزء من أموال الصناديق الخاصة الموجودة بالمحافظات أو جزء من اموال صندوق "تحيا مصر" لتطوير المنظومة الصحية والخدمات الطبية من أجهزة وأطباء وأطقم تمريض أكفاء.. بحيث لا يقتصر هذا التطوير علي مجرد دهانات الحوائط والأسوار والأبواب والشبابيك فقط. ياريت كل محافظ يبدأ في عملية حصر شاملة لكل المستشفيات التي تقع في نطاق محافظته وعمل مسح شامل لكل ما تحتاجه وجعل ذلك علي أولويات أجندته علي وجه السرعة. يا ساده كم من مريض أو ضحية حادث مروري سقط صريعاً ولم يجد من ينقذه بسبب قلة الامكانيات البشريه ونقص التجهيزات الطبية في مثل تلك المستشفيات التي تحتضر . . ووالله العظيم لقد رأيت ذلك بنفسي وحدث أمامي أكثر من مره. 1⁄41⁄41⁄4 كلمة لابد منها: المستشفيات الحكومية.. "مباني بلا معاني".. من فيها يئن ويتوجع ويعاني.